تصاعد الاحتجاجات الشعبية في الأردن.. والأمن العام يعلن مقتل عناصر من صفوفه

تصاعد الاحتجاجات الشعبية في الأردن.. والأمن العام يعلن مقتل عناصر من صفوفه

تتواصل الاحتجاجات الشعبية في محافطات ومناطق مختلفة من الأراضي الأردنية للتنديد برفع أسعار المحروقات والأزمات الاقتصادية التي تتهم الحكومة بتأجيجها نتيجة السياسات الخاطئة، في وقت يُخشى من الإنزلاق في المستنقع الدموي بعد مقتل وإصابة عناصر من قوات الأمن وما يوازيه مع استنفار أمني واسع وتصريحات ملكية وحكومية.

وأعلن الأمن العام الأردني في بيان له اليوم، أن 3 "رجال أمن" قُتلوا وأصيب 5 آخرون في عملية مداهمة أدت لمقتل المشتبه به في قتل نائب مدير أمن منطقة معان، العقيد عبد الرزاق الدلابيح، في ظل توترات أمنية بسبب الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضد الحكومة الأردنية على خلفية أزمة المحروقات.

سبق ذلك اعتقال قوات الأمن رئيس بلدية معان السابق ماجد الشراري، أثناء مغادرته من ساحة تجمع إضراب الشاحنات في المدينة، إضافة لاعتقال الشيخ ياسر أحمد آل خطاب، بتهمة التأثير في إضراب السائقين المتواصل منذ أسبوعين في مدن ومحافظات عدة، احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات وما تبعه من ضائقة معيشية على أصحاب الطبقة المتوسطة من الأردنيين.

وكان الأمن الأردني أعلن في وقت سابق اعتقال 44 شخصاً من المشاركين في "أعمال شغب" في مناطق مختلفة من المملكة، إضافة لتحقيق بدأه المدّعي العام في العاصمة عمان، مع شخصين متهمين بالمشاركة "بأعمال شغب" في منطقة حي نزال شرق العاصمة، وأكد الأمن العام أن الموقوفين خلال الأيام السابقة على خلفية الأحداث الجارية في البلاد، سيحالون إلى الجهات المختصة.

في حين لوّحت الحكومة الأردنية بالضرب بيد من حديد ضد من وصفتهم بمثيري الشغب خلال الاحتجاجات المتفاقمة في البلاد، إلى جانب تهديد أطلقه العاهل الأردني، عبد الله الثاني، خلال تقديمه واجب العزاء في وفاة مدير شرطة معان، حيث ظهر مرتدياً الزي العسكري، وتوعّد "كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويعتدي على ممتلكاتها العامة".

كما أعلن الجيش الأردني أول أمس السبت، اعتزامه نشر قوات وآليات عسكرية على طريق مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة عمان وحتى منطقة البحر الميت، وذلك استعداداً لانطلاق مؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة" الثلاثاء القادم، بالتوزاي مع انتشار القوى الأمنية في المناطق المشتعلة لمنع مزيد من التصعيد.

وكان الدلابيح قُتل قبل أيام خلال مواجهات مع متظاهرين ومحتجين في المدينة، وقالت الرواية الحكومية إن الضابط العقيد تعرّض للإصابة بعيار ناري خلال تعامله مع "أعمال شغب ينفذها مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون".

غضب وإضراب

وتشهد مدن ومحافظات أردنية عدة، احتجاجات شعبية غاضبة تعدّ الأعنف منذ سنوات، وذلك على خلفية رفع الحكومة الأردنية أسعار المحروقات بنسبة عالية منذ مطلع الشهر الماضي، ما دفع سائقي الشاحنات وباصات النقل العام وأصحاب التكسي لإعلان إضراب واسع قد يشمل معظم الفعاليات الحياتية في البلاد، احتجاجاً على عدم خفض الأسعار وإلغاء الضرائب على الوقود.

كما تفاعل نشطاء التواصل الاجتماعي مع الإضراب والاحتجاجات الشعبية تحت وسوم (#عصيان_مدني،#إضراب_الكرامة)، إضافة لنشر صور ومقاطع مصوّرة لسائقي الشحانات والسيارات المشاركين في الإضراب خلال ركن سياراتهم ورفضهم نقل البضائع.

ورفعت الحكومة الأردنية أسعار الوقود حوالي 16 مرة خلال عامين وكان آخرها في تشرين الثاني الماضي، بنسبة تتراوح بين 40 إلى 46 بالمئة، حيث وصل سعر ليتر (الديزل) إلى 895 فلساً (1.26 دولار) خلال الشهر الماضي، الأمر الذي أجج الغضب الشعبي في البلاد للمطالبة بتخفيض أسعار الوقود.

وخلال الأعوام الماضية، شهد الأردن احتجاجات شعبية مختلفة، تنوعت بين مظاهرات شعبية واعتصامات وإضرابات في قطاعات عديدة وذلك على خلفية رفع أسعار المحروقات وكذلك الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد.

لكن الاحتجاجات الحالية كانت الأعنف بسبب استخدام السلاح وسقوط قتلى من القوات الأمنية من جهة، إضافة كونها ساهمت بشلل واسع في الطرقات الرئيسية والهامة وأدت لتكدس البضائع بسبب إضراب السائقين، في وقت مازالت الأصوات الغاضبة تطالب بزيادة الضغط على الحكومة حتى تستجيب لأصوات الشارع.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات