في جريمة شنيعة هزت محافظة دير الزور، أقدم قيادي في ميليشيا قسد على قتل سيدتين وتشويههما بعد اغتصابهما والاعتداء عليهما بشكل جماعي بسبب علاقة ابن عمهم بشقيقة القيادي.
وقال مراسل أورينت في ريف دير الزور، زين العابدين العكيدي، إن القيادي في الميليشيا جلال الخبيل (أبو حيدر) شقيق قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل أقدم على قتل واغتصاب سيدة وطفلة لدوافع انتقامية من ابن عمهما الذي يعمل مرافقاً لديه.
وأضاف أن القصة بدأت بعد اكتشاف جلال الخبيل أن مرافقه (جهاد م أ) على علاقة مع شقيقته المطلقة (25) سنة، ليقوم بعد ذلك مع عدد من أبناء عمومته من آل الخبيل بالقبض على المدعو جهاد واقتياده لمنزل أحمد الخبيل وتعذيبه وقطع أذنه وهدده بالاعتداء على نساء أقاربه في حال تكلم عما جرى له ثم تركه.
غير أن الخبيل لم يكتف بذلك، بل توجه إلى منازل أشقاء جهاد في حوايج بومصعة، وعندما لم يجدوا أحداً هناك بسبب تحذيرات وصلت لهم، توجهوا إلى منازل أحد أبناء عمه في القرية واعتقلوا كل من (إ ن م) ابنة عم جهاد (16 سنة)، وزوجة ابن عمه المدعوة (ن ع) الحامل في الشهر الثالث، كما ضربوا سيدة مسنة كانت بالمنزل لتسقط وتفقد وعيها.
كما أرسل الخبيل مجموعة من العناصر إلى قرية محيميدة اعتقلت الشابين هدروس ومجود قريبي جهاد واقتادتهما إلى استراحة أبو حيدر في منطقة الصور.
وهناك تم اغتصاب الشابتين بشكل جماعي أمام أعين هدروس ومجود اللذين أطلق سراحهما بعد أن شهدا ما حدث.
وبعد تدخل وجهاء ووساطات عشائرية لإطلاق سراح الشابتين، عمد الخبيل بعد ثلاثة أيام من الحادثة إلى إعدامهما برصاص بالرأس ورمي جثتهما في بادية الصور، حيث عثر عليهما وقد بدت علامات التعذيب والتنكيل واضحة للغاية على جثتيهما.
فيما أكدت مصادر أورينت أن الخبيل احتجز شقيق وزوج المغدورتين وهو عنصر في ميليشياته أيضاً وقد أجبره على تسجيل فيديو مصور يقول فيه إن داعش وراء اختطاف شقيقته وزوجته، لكن أورينت حصلت على مقطع مصور للمدعو جهاد يروي فيه حقيقة ما حدث له ولأقاربه.
وفي الوقت الذي تروج فيه ميليشيا قسد للدفاع عن حقوق المرأة غير أنها لم تتخذ أي إجراء بخصوص الجريمة التي ارتكبها قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل وشقيقه جلال أبو حيدر.
من هو أحمد الخبيل قائد مجلس دير الزور العسكري لدى قسد؟
يُعتبر الخبيل خير مثال عن الشخصيات الإجرامية والفاسدة والانتهازية التي تستعملها ميليشيا قسد في فرض هيمنتها بدير الزور وقمع المكون العربي، حيث يقود ما يسمى مجلس دير الزور العسكري ذراع ميليشيا قسد بالمحافظة.
حتى قبل اندلاع شرارة الثورة عام 2011 عُرف الخبيل المنحدر من قرية ربيضة التابعة لناحية الصور شمال دير الزور بسلوكه غير الأخلاقي وفساده، إذ دأب على ممارسة أعمال سلب الدراجات النارية وتعرض مراراً للتوقيف بسبب ذلك.
غير أن الأسوأ في ذلك الحين كان تورطه مع أحد أشقائه باغتصاب عروس وقتل زوجها وقد اختفى عن المنطقة حينها بسبب الغضب الشعبي، بينما تم اعتقال أخيه الذي قتل بعد الثورة ووجدت جثته محروقة في سيارة من نوع "فان" انتقاماً منه على ما يبدو.
بعد اندلاع الثورة استغل "الخبيل" حالة الانفلات الأمني بالمنطقة ليشكل عصابة مؤلفة من نحو 20 عنصراً تنشط بعمليات تشليح وسرقة السيارات على طريق الخرافي، وحين حاصرت فصائل الجيش الحر اللواء 113 في أواخر عام 2013 تورطت تلك العصابة بتهريب العناصر والإمدادات الغذائية إلى ميليشيا أسد مقابل المال.
ومع دخول تنظيم داعش إلى محافظة دير الزور عام 2014، بايع الخبيل التنظيم وقدم فروض الطاعة له، إلا أنه سرعان ما فرّ إلى تركيا بعد حملة أطلقها التنظيم ضد ممارسات التشليح على الطرقات قطع خلالها رأس أحد أبناء عم الخبيل.
وبحسب مراسل أورينت نت زين العابدين العكيدي، عاد الخبيل إلى سوريا عام 2016 إلى مناطق قسد في صرين بريف حلب، وأطلق من هناك ما يسمى بـ "مجلس دير الزور العسكري" الذي حصل سريعاً على دعم مالي وعسكري كبير من أجل تجنيد أبناء العشائر، مستغلاً حاجة ميليشيا قسد والتحالف الدولي إلى مجموعات عربية تقاتل إلى جانبهما.
حاول أواخر تموز 2019 فرض نفسه أميراً عاماً على عشيرة البكير التي ينتمي لها ما دفع أبناء العشيرة إلى إصدار بيان رافض ذكّر الخبيل بتاريخه الحافل بالإجرام والفساد.
ورغم فساد الخبيل الظاهر للقاصي والداني إلا أن قوات التحالف وميليشيات قسد دائماً ما كانت ترفض استبداله بسبب ولائه الشديد وأدواره في قمع أيّ حراك سلمي رافض لقسد في دير الزور.
التعليقات (5)