إعلامي بمناطق سيطرة أسد يقرر الهجرة بعد اعتقاله ليوم واحد

قرر الإعلامي رضا الباشا الذي يعمل مراسلاً في مناطق سيطرة أسد لصالح قناة "الميادين" الموالية لإيران في مناطق سيطرة أسد، الهجرة من سوريا، وذلك بعد أن اعتقلته أجهزة أسد العسكرية لمدة يوم واحد فقط، على خلفية دعوى من مسؤولين فاسدين بنظام أسد ضده.

وقال الباشا في منشور عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك": "لا اعلم ان كانت الصحافة في هذا البلد تستحق فعلا ان نستمر فيها.. بعد كل ما زرعه اهلنا في شرق الفرات من امل فيي، بأن هذه البلاد يمكن ان تستمر .. كان كافيا يوم واحد لينسف كل ما كنت امل ان يتحقق".

وأضاف الباشا معترفاً بعجزه أمام فساد شبيحة أسد: "نحن نذبح بقرارات تقتل فينا كل ما نحب.. بت ابحث جادا عن هجرة دونما رجعة... فعندما توقف بتهمة قدح و ذم لشخص موقوف بتهم فساد على مستوى البلد.. عليك ان تعلم ان البلد ليس لنا".

وسخر الباشا الذي عمل مراسلاً لقناة الميادين الممولة من إيران من اتهامه "بوهن عزيمة الأمة" داعياً إلى خصومه إلى تجديد الادعاء عليه بتلك التهمة بعد هذا المنشور.

وليد البوشي يربح الرهان 

النتيجة التي وصل إليها الباشا جاءت بعد أن وضع نفسه في مأزق إثر فضحه قضايا فساد تتعلق بعضو مجلس مدينة حلب وأحد أبرز داعمي الشبيحة وليد البوشي الذي يعتبر بمثابة زعيم لمافيا المحروقات بحلب.

ونشر الباشا مراراً وتكراراً عن فساد البوشي إلا أن سطوة الأخير كان لها اليد العليا رغم المكانة التي يحظى بها الباشا لدى ميليشيا وأجهزة أسد الأمنية، ولا سيما أنه كان يواكب تحرك تلك الميليشيات إعلامياً خلال اجتياحها لمدينته حلب.

وبالعودة إلى منشور الباشا، الذي شهد تفاعل واسعاً حيث ذكّره "Algareb Sy" بعشرات آلاف السوريين الذين أمضوا سنوات من حياتهم  في السجون بسوريا، إذ علّق قائلاً: "احساسك بالظلم ليوم واحد كسرك و جعلك تفكر بالرحيل. !! فكيف بمن امضى اياماً و شهوراً و سنيناً مظلوماً مقهوراً مستنزفاً !!؟".

ورد عليه الباشا مبرراً: "Algareb Sy  لا ابدا يا صديقي ليس الاحساس بالظلم.. بل الاحساس بان الفاسدين يتحكمون بنا.. انا لم اظلم.. وضحكت عندما اخبرت اني موقوف.. ضحكت بصدق.. ضحكت لحالنا واحوالنا".

وكان الباشا اعتقل قبل أيام على خلفية دعوى ضده من قبل البوشي متزعم مافيا المحروقات في المدينة.

وكتب حينها: " من القضاء العسكري في حلب.. صباح الخير يا وطن.. لا يروح فكركم لبعيد.. الدعوى مرفوعة من قبل شخص من مافيا المحروقات وهو موقوف الان.. طبعا الاتهام قبل ان يتم توقيفه ويتهمني  بنشر اخبار كاذبة عبر الشبكة، وهن عزيمة الامة، المساس بهيبة الدولة، نشر الشائعات لضرب الاستقرار وتعكير الصفو العام.. صباح الخير يا امة تهن عزيمتها عندما ينتقد الفساد وتذهب في ثبات عندما يرتع الفساد في زواياها".

إلا أنه تم إطلاق سراح الباشا بعد يوم من اعتقاله، ورغم أن مدة الاعتقال لم تتجاوز يوماً واحداً في معتقلات أسد التي غيّبت عشرات آلاف السوريين خلال السنوات الماضية، خرج ليعلن أنه قرر الهجرة.

وبحسب تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان في آب/ أغسطس الماضي، فإن أكثر من 154 ألف شخص مختف لا يزالون قيد الاعتقال والاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار 2011  بينهم أكثر من 135 ألفاً على يد ميليشيا أسد.