إطلاق حملة "ليرتنا عزتنا" للمرة الثانية.. بين السخرية والتحذير من أهداف بعيدة

إطلاق حملة "ليرتنا عزتنا" للمرة الثانية.. بين السخرية والتحذير من أهداف بعيدة

تزامناً مع انهيار جديد ضرب اقتصاده المنهار أصلاً، وما تبع ذلك من تفاقم للأزمات الغذائية والمحروقات وغيرها، لجأ نظام أسد أمس لإطلاق حملة (ليرتنا عزتنا) للمرة الثانية بعد أن سبق وأطلقها خلال قبل عامين، وذلك بهدف ما أسماه (دعم الليرة السورية) ورفع قيمتها في ظل الارتفاع الجنوني للقطع الأجنبي وخاصة الدولار، وقد أشارت مواقع موالية إلى أن هذه الحملة هدفها إعطاء قيمة (لليرة السورية الواحدة) المفقودة أصلاً من الأسواق.

خطة خبيثة

يقول (رامز دملحجي) الخبير في الشؤون الاقتصادية والمقيم في العاصمة البريطانية (لندن) في حديث لأورينت نت: "الحملة بالمجمل وبحسب ما أعلنه الموالون تهدف لبيع المنتجات بقيمة ليرة سورية واحدة، وهذا أمر مستحيل في ظل الظرف الراهن، فكيف يمكن بيع كيلو البندورة الذي وصل سعره مثلاً إلى 1100 ليرة سورية بليرة واحدة فقط، وهنا ستكون الخطة الهادفة لاعتبار كل شخص غير مشارك بالحملة (محارباً للاقتصاد الوطني)، أما في حال كانت الحملة طوعية سيتم إطلاق حملة تفتيش كبيرة خلال الأسابيع المقبلة، ومصادرة بضائع الكثير من التجار بحجة (عدم التقيد بالأسعار) وجباية الغرامات منهم"، مشيراً إلى أن هذا الأمر يشمل صغار التجار والباعة وأصحاب المحلات.

ويضيف: "أما بالنسبة للتجار الكبار والصناعيين، سيكون هناك حملة قريبة أيضاً كتلك التي حدثت العام الماضي، سيقوم النظام بمصادرة ممتلكاتهم بحجة الفساد أو تهمة (التعامل بالقطع الأجنبي)، وفي الغالب ستكون محلات الصرافة أول المستهدفين، نظراً لأن التداول بالقطع الأجنبي محظور في سوريا ولا يمكن العثور على القطع الأجنبي إلا في محلات الصرافة (المرخصة) من قبل نظام أسد، وسيتم اتهام هؤلاء بالتلاعب في سعر الصرف والمساهمة في ارتفاع الدولار وزيادة انهيار الليرة السورية، ومصادرة كل القطع الأجنبي الذي يملكونه"، لافتاً إلى أن الهدف من الحملة ككل هو النهب والتشليح والسرقة، أما عن الليرة وقيمتها ومحاولة تحسين واقع المواطنين فهي آخر ما يفكر به نظام أسد الاستبدادي.

موالون يسخرون: رفسوا الليرة وداسوها

وعلى عكس التوقعات كانت ردود أفعال الموالين هذه المرة عبارة عن سخرية وانتقادات لاذعة للحملة، حيث سخر أحد الموالين معتبراً أن وزراء أسد ومسؤوليه نهبوا الوطن والمواطن و(رفسوا) الليرة ودعسوا فوقها، فيما دعا البعض لإطلاق حملة (ألفنا) وليس ليرتنا، مشيرين إلى أن الألف ليرة سورية باتت قيمتها أقل من ليرة سورية، كما اتهم آخر مسؤولي أسد بجمع النقد الأجنبي وتحويله إلى حسابات عائدة لهم في البنوك الأجنبية خارج البلاد، أما آخر فقد دعا للاعتزاز بأي شيء آخر غير الليرة تجنباً (للمسخرة والبهدلة) وفق تعبيره.

استعطاف روسيا

وفيما اتبع مسؤولو أسد نفس السياسة المفعمة بالخطابات الرنّانة حول صمود سوريا وعروبتها وتصديها للإمبريالية بكل الوسائل المتاحة، دعا المحلل الاقتصادي التابع لنظام أسد والمقرب من السلطة (كمال الجفا) الروس للمساعدة في خفض قيمة القطع الأجنبي عبر الإيداع في المصرف المركزي.

وخلال بضع حسابات بسيطة، توصّل (الجفّا) إلى أن روسيا حققت فائضاً في ميزانيتها، ولكنها لم تقدم أي شيء من ذلك الفائض إلى سوريا، معتبراً أن هناك (عتب سوري) على الحليف الروسي، حول معاناة سوريا في مجالات حوامل الطاقة والمشاكل الاقتصادية والضغط على الليرة السورية.

وفي عام 2020، أثارت حملة ليرتنا عزتنا التي أطلقها نظام أسد لدعم عملته المنهارة سخرية السوريين حيث اعتبروا ذلك محاولة للهروب من مواجهة الكارثة المعيشية في مناطق سيطرة الميليشيات الطائفية في حين توعد بمعاقبة كل من يتعامل بغير الليرة السورية أو يسخر منها.

التعليقات (3)

    اهم شي

    ·منذ سنة 3 أشهر
    لا تقلقوا سيادتو خلي .... مو فاضي....مشغول ب. اسماء و لونا...

    قال عتب

    ·منذ سنة 3 أشهر
    تعتب على المحتل ولا على الجحش يلي باع البلد و لا على الكلاب يلي نهشوها بزمن المقبور حافز

    سوري مُشرد

    ·منذ سنة 3 أشهر
    لاشيء جديد في هذا المقال.. السرقة ثم السرقة ثم السرقة هذا ما تصبو إليه هذه العصابة النصيرية الطائفية الحاكمة ستظل تسرق الشعب حتى آخر نَفَس أو آخر قرش هم النصيريون أصلاً متكالبون على السلطة من أجل السرقة وهم لايُجيدون غير السرقة هم معدومي الشرف و الأخلاق و حب السرقة يجري في عروقهم ولا يطيب لهم العيش إلا بالسرقة و التعفيش و التعذيب و الإغتصاب....الثورة باقية حتى التخلص من أفراد هذه العصابة !!
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات