رغم الأزمة.. حكومة أسد ترفع أسعار المحروقات ومسؤول يطالب بجهاز خاص للعدالة مع الحيوانات

ترزح مناطق سيطرة ميليشيا أسد تحت أسوأ أزمة اقتصادية وخدمية تشهدها منذ سنوات، حيث أعلن مسؤولو الميليشيا عن رفع جديد لأسعار المحروقات وعطلة حتى نهاية العام، فيما دعا أحدهم إلى تركيب GPS للتحقق من أعداد الماشية بهدف "العدالة بتوزيع الأعلاف".

وأعلنت "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في حكومة ميليشيا أسد، الثلاثاء، رفع أسعار المحروقات بشكل قياسي، وذلك بالرغم من عدم قدرتها على توفيرها من الأساس للقاطنين بمناطق سيطرته.

وحددت الميليشيا مبيع ليتر البنزين "المدعوم" أوكتان 90 بـ 3 آلاف ليرة سورية، في حين رفعت سعر لتر البنزين "الحر" إلى 4900 ليرة سورية، ورفعت سعر "أوكتان 95" إلى 5300 ليرة.

ووفق القرار، فإن سعر ليتر المازوت "المدعوم" الموزّع من قبل شركة محروقات للقطاعين العام والخاص ارتفع إلى 700 ليرة سورية بدلاً من 500.

في حين رفع سعر ليتر المازوت المخصص للفعاليات الاقتصادية إلى 3 آلاف ليرة بدلاً من 2500.

عطلة عامة والسبب نقص المحروقات

وفي محاولة للتخفيف من تأثيرات نقص المحروقات في مناطق سيطرته لجأ نظام أسد إلى الإعلان عن عطلة لمدة أسبوع كامل لجميع الجهات العامة والمدارس في سوريا، متذرعاً باحتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية.

وسبق قرار العطلة الجديد قرار سابق قضى بتعطيل موظفي ميليشيا أسد أيام الأحد في 11-18 كانون الأول الجاري، بسبب عدم وجود المازوت والبنزين في سوريا. 

وزعمت الميليشيا أن قرار العطلة جاء بسبب الحصار والعقوبات الغربية التي أخرت وصول المشتقات النفطية، في حين تتعمق الأزمة يوماً بعد يوم مع انعدام الخدمات وانخفاض درجات الحرارة.

"قزامة لدى الأطفال"

نقص الخدمات دفع بعض مسؤولي الميليشيا للتذمر من الواقع الاقتصادي والمعيشي، حيث راح أحدهم للمطالبة بمعاملة المواطنين مثل الحيوانات سعياً لتحقيق العدالة.

وفي هذا الصدد، دعا عبد الرزاق حبزه عضو مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك لدى حكومة ميليشيا أسد، إلى تقديم مصروف يومي من قبل الميليشيا من شأنه أن يلبي الاحتياجات الأساسية الدنيا للسوريين وفق ما أسماه "خطاً بيانياً" يعينهم على التنفس.

وحول الأزمة المعيشية التي تشهدها مناطق أسد، قال حمزه إن هناك عوزاً غذائياً وقزامة لدى الأطفال، مضيفاً: "صرنا نشم ريحة الحليب والبيض شم".

وأضاف أن "الطينة الي ما بتلزق بتعلّم.. نحنا لازم نضل ننق على الحكومة لحتى نحصل على حقوقنا".

وأشار حبزه إلى أزمة الطاقة التي تعاني منها مناطق سيطرة ميليشيا أسد أثّرت على مختلف نواحي الحياة، وذلك بسبب فشل المسؤولين هناك.

وعلى طريقة GPS التي تم استخدامها لتتبع السيارات العامة في مناطق أسد من أجل تحديد مخصصاتها من المحروقات، دعا حبزه إلى تركيب شرائح رقمية للماشية بهدف ما قال إنه "العدالة بتوزيع الأعلاف".

أزمة محروقات في مناطق أسد

وتشهد مناطق سيطرة نظام أسد شللاً تاماً في القطاعات الحيوية، ولا سيما قطاعي النقل والكهرباء، إذ تتوالى إعلانات النظام ووسائل إعلامه عن اتخاذ إجراءات تصفها بـ"المؤقتة" بسبب فقدان المحروقات من الأسواق.

وتأتي هذه الإعلانات وسط توقعات بطول وشدة أزمة المحروقات الحالية، وسط اتهامات لمسؤولي الأسد بالوقوف وراء تلك الأزمة "المفتعلة" لمصلحة شركات محروقات خاصة.

وتأثرت 5 قطاعات حيوية بشكل كبير نتيجة فقدان مادة المازوت بمناطق سيطرة أسد منذ عدة أشهر بدون إيجاد أي حلول، فمن قطاع المواصلات والنقل إلى رغيف خبز الناس، إلى التعليم والقطاع الخدمي، وحتى قطاع الترفيه لم يسلم من الأزمة الحالية.