لم يرتكبوا أي مخالفة.. أورينت تحصل على شهادات سوريين رحّلتهم تركيا للشمال السوري (فيديو)

أقدمت السلطات التركية خلال الأيام القليلة الماضية على ترحيل العشرات من اللاجئين السوريين المقيمين في العاصمة أنقرة إلى الشمال السوري على الرغم من وجودهم بشكل قانوني.

ووفق ما أكده ناشطون معنيّون بالدفاع عن حقوق اللاجئين فإن رئاسة الهجرة التركية ورحّلت قرابة 15 عائلة سورية لاجئة عبر معبر باب السلامة الحدودي، وأن معظم الذين تم ترحيلهم يمتلكون بطاقة حماية مؤقتة "كيملك" صادرة عن مديرية الهجرة في أنقرة.

"أُجبروا على التوقيع على أوراق عودتهم الطوعية"

ولمعرفة المزيد من التفاصيل، التقى راديو أورينت بعدد من المرحّلين السوريين من تركيا، حيث رووا ظروف ترحيلهم، مؤكدين أنها جرت بشكل غير قانوني بالرغم من عدم ارتكابهم لأي مخالفات تستوجب الترحيل.

وقال عمار الشلبي وهو أب لأسرة من 6 أفراد بينهم رضيع، تم ترحيلها بالكامل من منطقة كهرمان كازان في ولاية أنقرة، إنه تم احتجازهم وترحيلهم بلا أسباب واضحة.

وأضاف أنه تم اعتقاله وسوقه إلى دائرة الهجرة في أنقرة دون سابق إنذار، فيما ترك خلفه سيارته وأوراقه الرسمية في منزله.

وأشار إلى أن مجموعة من الأمن التركي قدمت إلى منزله في الساعة 5.30 صباحاً وهم مدججون بالسلاح ودخلوا إلى المنزل واحتجزوا الجوالات فوراً، معرباً عن استيائه من المعاملة السيئة التي تعرّض لها وعائلته على مدار يومين دون أن يُسمح له بعرض قضيته على أحد المحامين والقضاة.

وقال "نحن بني آدمين.. كبّيتونا برّا البلد بدون ذنب.. ليش هالظلم؟".

بدوره، ذكر أحمد الجاسم وهو أيضاً من بين السوريين الذين تم ترحيلهم من أنقرة، إنه لاجئ في تركيا منذ 8 سنوات ولا يملك أي مخالفة قانونية، إلا حادث سيارة توفت فيه ابنته.

وأشار إلى أن الشرطة قدمت إلى منزله في الساعة الـ5 صباحاً وطلبت رؤية الهويات التي بحوزة العائلة وسحبت الجوالات منهم، مضيفاً أنها بعد ذلك ساقته وعائلته إلى المخفر مكبّل اليدين.

وأوضح أن السلطات التركية لم تحضر لهم إلا قليلاً من الطعام أثناء فترة احتجازهم بالسجن، مشيراً إلى أن الطعام الذي قُدّم لهم لا يصلح للبهائم.

ولفت إلى أن جميع المرحّلين تم اقتيادهم من نفس المنطقة في أنقرة إلى سجن "أوزلي" في ولاية غازي عنتاب، إلا أنه تم خداعهم وتوقيعهم على أوراق الأمانات والترحيل بنفس الوقت، ليتم ترحيلهم لاحقاً إلى سوريا.

فيما روى عمران صوّان وهو أحد المرحّلين من منطقة كهرمان كازان، ظروف ترحيل مشابهة لتلك التي تعرضت لها باقي العائلات في المنطقة، لافتاً أنه تم تبصيمه على أوراق من أجل استرداد الأمانات التي كانت بحوزة الشرطة، إلا أنه بصم على أوراق ترحيله دون أن يدري.

وأكد أنه لم يرتكب أي مخالفة قانونية تستوجب ترحيله، لافتاً أنه تعرض لظروف إنسانية قاسية خلال فترة احتجازه في السجن التي استمرت ليومين قبل أن يتم ترحيله إلى سوريا.

ناشط حقوقي يحذر

وكان الناشط والحقوقي طه الغازي تحدث بشكل تفصيلي عن الموضوع عبر منشور على صفحته في فيسبوك مرفقاً بعض الفيديوهات للأشخاص الذين تم ترحيلهم، حيث ذكر أن السلطات الأمنية التركية قامت مع ساعات فجر يوم الثلاثاء من الأسبوع المنصرم بتوقيف قرابة 15 عائلة سورية في منطقة KahramanKazan في أنقرة، واقتادتهم بعد ذلك إلى مركز الترحيل Oğuzeli في ولاية Gaziantep، وبعد أقل من 48 ساعة من تواجد العائلات السورية في مركز الترحيل تم نقلهم إلى معبر باب السلامة الحدودي ومن ثم ترحيلهم إلى مدينة إعزاز، وذلك بعد إلزامهم وإجبارهم على التوقيع على أوراق العودة الطوعية. 

وأشار إلى أن معظم العائلات (رجال، نساء، أطفال) يمتلكون بطاقات حماية مؤقتة، وبعض الشباب والرجال الذين تم ترحيلهم يمتلكون تراخيص عمل متعلّقة بأماكن عمل خاصة بهم (محلات ، ورشات)، والبعض الآخر منهم بقيت ممتلكاته الشخصية المنقولة دون أي إجراء تنظيمي في أنقرة بعد قرار ترحيلهم. 

وأوضح أن أحد الذين تم ترحيلهم تواصل مع أحد أعضاء اللجنة السورية التي تم تشكيلها مؤخراً من قبل رئاسة الهجرة، وأورد في شكواه واقع ترحيل النساء والأطفال الذين لم يرتكبوا أي جنحٍ أو جنايةٍ إدارية أو جرمية، فما كان من عضو اللجنة إلا تبرير قرار رئاسة الهجرة بترحيل النساء والأطفال قائلاً: "النساء والأطفال ليس عليهم أي جرم أو إشكال إداري يستوجب ترحيلهم، لكن كان من الأفضل أن يتم ترحيلهم مع آبائهم، لأن بقاء النساء والأطفال دون معيل في تركيا سيزيد عليهم أعباء الحياة".

وبلغ عدد اللاجئين السوريين الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) في تركيا، 3 ملايين و733 ألفاً و982 شخصاً، وتضم مدينة إسطنبول أكبر عدد منهم بنحو 550 ألف لاجئ، حيث يعاني أغلبهم من أوضاع معيشية صعبة، في ظل ارتفاع الأسعار وتدني الأجور، وتصاعد الأصوات العنصرية ضدهم.