سهيل الحسن يهدد تركيا و"يستعرض" بتسجيل صوتي بعد غياب طويل

تداولت صفحات وحسابات سورية على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، تسجيلاً صوتياً  لمتزعم ميليشيا "الفرقة 25 مهام خاصة" العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر، يُظهر استغلال الأخير إرسال ميليشيا أسد لعناصر من فرقته إلى ريف منبج بريف حلب مؤخراً، للاستعراض كما كان الحال عليه سابقاً.

وقال الحسن إن عناصر "الفرقة 25" انتشروا على "الشريط الشمالي لمنبج من نهر الفرات وحتى العريمة"، وفق ما جاء في التسجيل المتداول.

وأضاف: "مبروك لكم يا رجال، مطلوب منكم الحذر والانتباه والتصدي لأي مجموعة تركية تحاول التقدم إلى هذا الخط... ومبروك لكم جميعاً."

حقيقة الانتشار

وبحسب كلام الحسن، فقد انتشرت عناصر ميليشيا "الفرقة 25" في ريف منبج الشمالي بدءاً من ضفة نهر الفرات وحتى بلدة العريمة غرباً.

وأكدت تقارير إعلامية خلال اليومين الماضيين وصول تعزيزات لميليشيا أسد بما فيهم عناصر يتبعون لميليشيا سهيل الحسن، إلى ريف منبج التي تعدّ إحدى المناطق على قائمة الأهداف التركية، حيث تهدد أنقرة بشن عملية عسكرية في شمال سوريا لطرد ميليشيا قسد من المناطق الحدودية معها.

إلا أن التعزيزات لم تصل ريف منبج الشمالي، حيث دفعت ميليشيا أسد بتعزيزات عسكرية تضم 10 دبابات و4 مدافع ومئات العناصر إلى قرية قبب كبير في ريف مدينة مسكنة جنوب منبج.

واستقدمت الميليشيا كذلك 4 شاحنات تقلّ قرابة 150 عنصراً إلى خطوط الجبهة الشمالية الغربية لمدينة منبج بالقرب من منطقة العريمة التابعة لمدينة الباب.

حركة استعراضية

وما يشير إلى أن التسجيل الصوتي المتداول ما هو إلا حركة استعراضية من قبل الحسن، أن وجود ميليشيا أسد في منطقة منبج ليس بجديد، حيث تنتشر وحدات من الميليشيا في تلك المنطقة التي تسيطر عليها ميليشيا قسد منذ عام 2019 بموجب اتفاق رعته روسيا بين النظام وما تسمى "الإدارة الذاتية" لوقف التقدم التركي حينها.

كما إن إرسال التعزيزات الأخيرة يأتي في وقت تستجدي فيه قسد ميليشيا أسد لحماية المناطق التي تنتشر فيها من أي هجمات تركية محتملة.

وتهدد تركيا بشن عملية عسكرية تستهدف إخراج قسد من مناطق منبج وعين العرب/كوباني وتل رفعت، بهدف استكمال إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلو متراً على طول الحدود التركية السورية، بموجب اتفاق سوتشي الموقّع بين أنقرة وموسكو في عام 2019.

إطلالة خجولة للحسن 

ويعدّ هذا الظهور "الصوتي" للحسن خجولاً، خاصة أنه يأتي بعد فترة غياب طويلة للحسن، حيث خفتَ صوته وقلّ ظهوره على وسائل التواصل خلال العامين الماضيين على خلاف السنوات السابقة.

وكان "النمر" الذي يعدّ النسخة الثانية أو الثالثة من سهيل الحسن، يشكّل مادة دسمة للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب إبداعاته بإطلاق نظريات عبقرية، لعل من أبرزها وأشهرها نظريتي "أعداء العالم" و"اللاشعور".

وتقود شخصية "سهيل الحسن" ميليشيا "قوات النمر" التي تشكّلت في عام 2012 بهدف قمع المظاهرات الشعبية في سوريا، وبعد تدخل روسيا لصالح نظام أسد في العام 2015، دعمت روسيا الميليشيا التي غيّرت اسمها في العام 2019  إلى "الفرقة 25 قوات خاصة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشاد بـسهيل الحسن خلال زيارة أجراها لسوريا في 2017، والتقى خلالها برأس النظام بشار الأسد و"النمر" بعد أن استدعاهما إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.