الليرة السورية تهوي لمستويات تاريخية ومحلل اقتصادي لأورينت: 4 أسباب وراء انهيارها المتسارع

الليرة السورية تهوي لمستويات تاريخية ومحلل اقتصادي لأورينت: 4 أسباب وراء انهيارها المتسارع

تشهد الليرة السورية مؤخراً تراجعاً مستمراً وبوتيرة ثابتة، لتتجاوز 6000 ليرة للدولار الواحد لأول مرة في تاريخها، وذلك بالتزامن مع تفاقم الأزمات الاقتصادية التي تعصف بمناطق سيطرة نظام أسد، وخاصة أزمة المحروقات التي تسببت بشلل قطاعات حيوية، وسط عجز النظام عن إيجاد أي حلول.

وسجل سعر صرف الليرة السوية اليوم الأحد، انهياراً عند مستوى 6050 مقابل الدولار، بحسب موقع "الليرة اليوم" المختص برصد أسعار العملة السورية التي خسرت خُمس قيمتها مقبل العملات الأجنبية خلال الشهرين الماضيين.

ومع استمرار نزيف الليرة السورية بوتيرة شبه منتظمة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تشير التوقعات إلى احتمالية تراجعها إلى مستويات أدنى غير مسبوقة.

وعن أسباب التراجع الأخير بقيمة الليرة السورية، قال المحلل الاقتصادي الدكتور يحيى السيد عمر لـ"أورينت نت"، إن ذلك يعود لجملة أسباب داخلية وخارجية.

أسباب داخلية 

وذكر السيد عمر أن الأسباب الداخلية تتعلق بزيادة الطلب على الدولار، وزيادة عرض الليرة في السوق السورية،  موضحاً أن زيادة الطلب على الدولار ناتجة عن الحاجة لاستيراد كميات إضافية من الوقود من السوق الدولية نتيجة انعدام شبه تام بالكهرباء، مما أدى لزيادة الاعتماد على الوقود كحامل رئيس للطاقة، واستيراد الوقود يؤدي لزيادة حادة في الطلب على الدولار.

وبيّن أن زيادة عرض الليرة، يعود لعدة عوامل، منها المبالغة بالاعتماد على التمويل بالعجز، من خلال استمرار طباعة الليرة السورية دون وجود رصيد إنتاجي موازٍ، كما إن الجهاز المصرفي السوري فقد فاعليته بشكل تام، فغالبية العملة السورية خارج المصارف، إذ إن الشركات والأفراد لا يقومون بالإيداع في البنوك إلا إذا تم إلزامهم بذلك.

وأشار السيد عمر إلى أن كمية النقود خارج الجهاز المصرفي تقدّر بأكثر من 20 ألف مليار ليرة، وهو رقم هائل بالنسبة للاقتصاد السوري، وهذا الرقم الضخم خارج الجهاز المصرفي وخارج العملية الإنتاجية يتجه للمضاربة عند أي هزة بقيمة الليرة، وهو المسؤول عن استمرار التراجع.

أسباب خارجية

أما الأسباب الخارجية، فيرى السيد عمر أنها تشمل محورين، الأول سببه القصف التركي لمحطات النفط والغاز في مناطق ميليشيا قسد، وهي كانت تزود مناطق النظام بجزء من احتياجاته من النفط والغاز، وبالتالي حدثت أزمة وقود خانقة في البلد أدت لتعطل جديد في أدوات الإنتاج، ودخول البلد بحالة شبه جمود، وهو ما أدى لارتفاع المخاوف من انهيار اقتصادي، وبالتالي ارتفع معدل "الدولرة"، أي استبدال الليرة بالدولار.

ويتعلق المحور الثاني بقلة الدعم المقدّم من الحلفاء، إيران وروسيا، وضعف الدعم يعود لأزمة الحلفاء الاقتصادية من جهة، ورغبة في الضغط على النظام من جهة أخرى، لا سيما أن هناك تقارير صحفية تقول بأن النظام غير متجاوب مع حلول سياسية تطرحها روسيا.

التأثير والمستقبل

ويأتي تدهور الليرة السورية على وقع مشكلات تعصف بمناطق سيطرة أسد، أبرزها أزمة المحروقات الخانقة حيث هناك نقص حاد بمواد المازوت والبنزين إضافة إلى انقطاع الكهرباء، وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.

ولفت الدكتور يحيى السيد عمر إلى أن تدهور قيمة الليرة يؤثر على الأسعار بشكل مباشر، إضافة لتسببها بشح المواد في السوق، نتيجة عزوف العديد من التجار عن البيع بدافع الاحتكار والسعي لتحقيق مكاسب استثنائية.

وتوقّع السيد عمر استمرار الليرة السورية بالتراجع وفق ذات المعدل، حتى الوصول لسعر توازني جديد، قد يكون بحدود 6500 ليرة سورية للدولار الواحد.

وأشار إلى أنه بعد الوصول للسعر التوازني من المتوقع أن تستقر الليرة عند قيمة محددة مدة عدة أشهر على أن تعود للتدهور لتستقر عند سعر توازني جديد أدنى، وهكذا باستمرار حتى إيجاد حل للقضية السورية، وهو أمر مستبعد على الأقل في المدى المنظور.

ومع  التدهور المستمر في قيمة الليرة، يبقى نظام أسد عاجزاً عن إيجاد أي حل جذري لوقف هذا التدهور، حيث ما يزال المصرف المركزي التابع للنظام يعتمد على سعر صرف منخفض للدولار يعادل نصف سعره بالسوق السوداء تقريباً، حيث وبحسب أحدث نشرة صادرة عن المركزي وصل سعر الدولار إلى 3015 ليرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات