كشف تحقيق أجرته إحدى المؤسسات الإعلامية الفلسطينية أن الأموال التي جمعتها السلطة الفلسطينية قبل أشهر لمساعدات النازحين السوريين في مخيمات الشمال السوري لم تصل لهدفها بل أُنفقت على أشياء أخرى ليس للسوريين علاقة بها.
وقالت وكالة وطن للأنباء في تحقيق كرّسته لتناول مصير الأموال التي تم جمعها الشتاء الماضي لإغاثة أهالي المخيمات في الشمال السوري أنه مرّ قرابة عام على جمع تلك التبرعات، ولم يعرف أحد حجم تلك التبرعات ولا مصيرها، حتى أنها أصبحت طي الكتمان، فلم تعلن وزارة الأوقاف حجمها للجمهور، ولم تعلن كيف صرفتها ولا متى.
وأضافت أن الحملة جمعت 39,600 دينار أردني (55,500 دولار)، وقرابة 2.7 مليون شيكل (قرابة 800 ألف دولار)، إضافة إلى 32,200 دولار أمريكي و 50 يورو وذلك لغاية تاريخ 4 من شباط، علماً أن وزارة الأوقاف أطلقتها في الثاني من ذات الشهر.
وجهة أخرى
لكن وبحسب تصريح لمدير عام الرقابة الداخلية في وزارة الأوقاف خالد خلاف فإن تلك الأموال لم تذهب للنازحين السوريين في المخيمات وفق المعلن، بل تم تشكيل لجنة بالتعاون مع السفارة الفلسطينية في تركيا، لتوزيع التبرعات على شكل معونات مالية لصالح اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا سوريا إلى تركيا.
وأكد خلاف لمعدي التحقيق أنه تم توزيع (750 ألف دولار) من مجمل مبلغ التبرعات حتى أواخر تموز الماضي، زاعماً أن عملية تسليم التبرعات موثقة في تركيا وتم بثها عبر الإعلام الرسمي والوكالة الرسمية "وفا"، لكن معدّي التحقيق لم يجدوا غير خبر واحد يفيد بتوزيع مساعدات على ألف عائلة من اللاجئين الفلسطينيين في إسطنبول، دون تحديد الحجم الكلي للمبلغ أو حجم المساعدات للعائلة الواحدة، دون أي صور أو مقاطع فيديو تبيّن عملية التوزيع.
وعند سؤاله عن الوثائق والصور التي تؤكد ما يقوله، قال إن كل هذه الإجراءات موثّقة في السفارة الفلسطينية في تركيا، وسيتم عقد مؤتمر صحفي لتوضيح ذلك ونشر الصور ومقاطع الفيديو، لكن ورغم مرور نحو 5 أشهر لم يتم عقد مؤتمر صحفي أو نشر أي دليل على تسليم التبرعات وتفاصيلها.
وبحسب المسؤول عن فريق الحملة في الأراضي التركية إسماعيل أبو حلاوة، لتوضيح عدد من التساؤلات حول عملية توزيع التبرعات في تركيا، أوضح بأنه تم تشكيل لجنة عليا للحملة مكونة من وزير الأوقاف حاتم البكري والسفير الفلسطيني في تركيا فائد مصطفى، ووكيل الوزارة خليل كراجة، وقامت اللجنة بتوزيع التبرعات على اللاجئين الفلسطينيين في تركيا بشكل مباشر، وشملت الحملة أيضاً الشمال السوري، إلا أنه تم إيقافها هناك بسبب الوضع الأمني الصعب حسب زعمه.
فيما ردّ مدير عام ديوان الرقابة المالية والإدارية جفال جفال على استفسارات معدّي التقرير بالقول إنه تم فتح تحقيق حالياً في قضية جمع التبرعات لصالح اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أنه سيتم تشكيل فريق من الديون ووزارة الأوقاف للسفر إلى تركيا لتدقيق كل هذه البيانات والوثائق المتعلقة بعملية جمع التبرعات من قبل وزارة الأوقاف لصالح اللاجئين السوريين.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أطلقت في الـ 2 من شباط الماضي حملة "تكافل" لصالح مخيمات الشمال السوري أثناء تعرضها لظروف عصيبة نتيجة تساقط الثلوج والأمطار.
التعليقات (0)