أزمة الوقود تتفاقم.. إغلاق أفران بدمشق وأُمنيات بسلامة صهريج بنزين في اللاذقية

أزمة الوقود تتفاقم.. إغلاق أفران بدمشق وأُمنيات بسلامة صهريج بنزين في اللاذقية

بعد انتشار مظاهر العودة لوسائل النقل البدائية في مناطق سيطرة نظام أسد، بسبب فقدان مادتي المازوت والبنزين، تحدثت تقارير لوسائل إعلام موالية أن أزمة نقص المحروقات أدت إلى إغلاق مخابز وأفران في العاصمة دمشق وريفها، ما يهدد الناس برغيف خبزهم.

بينما كشفت حادثة وفاة شخص جراء تدهور صهريج عسكري محمّل بمادة البنزين على أوتوستراد اللاذقية – طرطوس، مدى حدة أزمة المحروقات في مناطق سيطرة أسد وتأثيرها حتى على عواطف السكان، الذين اهتموا بالبنزين المهدور في الحادثة، متجاهلين الشخص المتوفى.

أفران تغلق أبوابها

وأغلق عدد من الأفران ومخابز الحلويات أبوابهما منذ بضعة أيام في مناطق وأحياء الحجاز والفحامة وقدسيا، ومن بينها أفران "شمسين" الكائنة على أوتوستراد صحنايا، وذلك بسبب عدم توفر مادة المازوت لديهم، بحسب موقع "أثر برس" الموالي.

وتداول سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لافتة وضعها صاحب أحد الأفران على واجهة محله، وكتب عليها: "نظراً لعدم توفر مادة المازوت سنضطر آسفين لإغلاق المخبز إلى حين تأمينه".

وقال سكان محليون للموقع، إنهم لا يستطيعون شراء المازوت بسبب سعره المرتفع في السوق السوداء، كما إن رسائل استلام المازوت المدعوم لا تصلهم، ونقلوا عن أصحاب أفران قولهم إنه لم يعد باستطاعتهم شراء المازوت في حال توفره أصلاً.

وذكروا أنه بات من غير المستغرب أن تذهب إلى الفرن وتجده مغلقاً، معبرين عن يأسهم من تحسن الظروف، حيث لا يتعلق الأمر بعدم توفر المازوت فقط، فهناك انقطاع دائم للكهرباء وارتفاع جنوني بالأسعار والوضع المتردّي بكافة جوانب الحياة.

الحل بالدعاء

وكانت وزارة التموين في حكومة أسد قد رفعت قبل أيام سعر مادتي البنزين والماوزت للفعاليات الاقتصادية، حيث سعّرت البنزين بـ 4900 ليرة لليتر الواحد ومادة المازوت بـ 5400 ليرة لليتر الواحد.

وبحسب ما قاله رئيس جمعية الحلويات بسام قلعجي، فإن سبب إغلاق تلك الأفران والمخابز هو عدم توفر المحروقات، لأن الكمية التي يتم إعطاؤها لهم لا تكفيهم سوى أسبوع فقط ويبقون باقي أيام الشهر بدون عمل.

وأضاف قلعجي للموقع أن السعر المرتفع للمحروقات في السوق السوداء يفوق قدرة بعض التجار، حيث وصل سعر ليتر المازوت إلى 18 ألف ليرة سورية، معتبراً أن الحل هو "الدعاء لرب العالمين بالفرج".

السلامة للبنزين 

إلى ذلك، توفي "مواطن" جراء تدهور صهريج محمل بمادة البنزين على أوتوستراد اللاذقية طرطوس مقابل مفرق الجوية، بحسب وكالة أنباء أسد (سانا).

وفي حين لم تُشر سانا إلى أي معلومات إضافية عن الحادثة التي أدت إلى وفاة "المواطن"، أوضحت صفحات محلية عبر "فيسبوك"، أن انفصال صهريج محمل بالبنزين عن سيارة عسكرية وتدهوره مقابل مفرق الجوية أدى إلى اصطدامه بعدد من الدرجات النارية التي كانت على جانب الطريق، وإصابة شخص نُقل إلى المستشفى وهو بحالة حرجة، حيث توفي هناك متأثراً بإصابته.

وتفاعل سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع مقتل "المواطن" بحادثة انقلاب الصهريج العسكري، التي تحولت إلى مادة للسخرية على الوضع المتردي، حتى إن عدداً كبيراً من المعلقين على أحدى أكثر الصفحات المُتابعة في منطقة الساحل السوري وهي (شبكة أخبار اللاذقية L.N.N) راحوا يتمنون السلامة للبنزين بدلاً من "المواطن".

وقال أحدهم: "شو بدنا هلق بالمواطن..خلونا بالبنزينات إن شاء الله هنن بخير..الله يوصلن عل كازيات بخير وسلامة"، وكتب آخر: :قدر الله وما شاء فعل المواطن عادي الله يشفيه المهم البنزين مايصرلو شي"، بينما علق أحدهم: " قلبي متل النار عليه بالله كل شوي طمنونا حرام عن حالة الصهريج".

شلل وفساد 

وتشهد مناطق سيطرة نظام أسد شللاً في القطاعات الحيوية، ولا سيما قطاعي النقل والكهرباء، بسبب فقدان المحروقات من الأسواق والتصريحات الحكومية التي تتنبّأ بطول وشدة الأزمة الحالية، وسط اتهامات لمسؤولي الأسد بالوقوف وراء تلك الأزمة "المفتعلة" لمصلحة شركات محروقات خاصة.

وانتشرت في الآونة الآخيرة صور على مواقع التواصل تظهر عودة الناس في مناطق سيطرة نظام أسد لاستخدام العربات التي تقطرها الحيوانات (طنبر وحنتور) كوسيلة بديلة للنقل، وذلك بعد شلل وتوقف حركة المواصلات بشكل غير مسبوق، نتيجة أزمة المحروقات الحالية.

وفي وقت تشهد مناطق سيطرة أسد عجزاً في تأمين المحروقات، تنشط عمليات بيع البنزين والمازوت في السوق السوداء بكثرة برعاية متنفذين من نظام أسد.

مصادر محلية من دمشق أكدت بوقت سابق لـ أورينت نت، أن عدم توفر المحروقات في الكازيات وتأخر الرسائل على البطاقات الذكية للمواطنين ساهم بفتح الباب على مصراعيه في ازدهار السوق السوداء لبيع البنزين والمازوت في العاصمة دمشق وريفها.

وقالت المصادر إن المسؤولين عن هذه السوق أشخاص مقربون من ضباط ميليشيا أسد، حيث تعود عائدات مرابح البيع لهم ولا يستطيع أحد إيقافهم أو مخالفتهم.

ويتم بيع المازوت والبنزين والغاز في هذه الأسواق، بحسب المصادر إلى ضباط وعناصر أمن تابعين لميليشيا أسد يحصلون عليها من الكازيات، حيث يجبرون أصحاب المحطات بالقوة على إفراغ مخصصات تعود للمواطنين من المحروقات في سياراتهم، ولا يستطيع أصحاب الكازية فعل شيء لهم خوفاً من التنكيل بهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات