تتذرّع بسببين.. رفض أمريكي شديد لعملية عسكرية تركية ضد قسد

تتذرّع بسببين.. رفض أمريكي شديد لعملية عسكرية تركية ضد قسد

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الأربعاء، إن الولايات المتحدة كانت واضحة مع تركيا بشأن مخاطر عملياتها العسكرية في شمال غرب سوريا، حتى في الوقت الذي تدعم فيه واشنطن حق أنقرة في الدفاع عن نفسها.

وقال كيربي للصحفيين "لا نريد أن نرى عمليات عسكرية تُجرى في شمال غرب سوريا، والتي ستعرّض المدنيين لخطر أكبر مما هم عليه بالفعل وتهدد جنودنا وأفرادنا في سوريا وكذلك مهمتنا في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية".

وتابع "ندرك الخطر الذي يتعرّض له الشعب التركي لكننا لا نعتقد أن فكرة العمليات العسكرية في شمال غرب سوريا هي أفضل وسيلة لمواجهة ذلك الخطر".

سلامة الجنود الأمريكيين

في السياق، نقل موقع أكسيوس عن مصدر أمريكي أن إحدى الضربات الجوية التي نفذتها تركيا الأسبوع الماضي أصابت هدفاً يبعد أقل من نصف كيلومتر عن موقع تتمركز فيه قوات أمريكية.

كما نقل الموقع عن مصدرين أمريكيين آخرين أن مدير المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز أبلغ نظيره التركي أن الضربة عرّضت قوات أمريكية للخطر، وحثه على عدم القيام بغزو بري.

كما أبلغ بيرنز نظيره التركي معارضته للغارات الجوية ضد الأكراد في شمال سوريا، وحذره من أنها قد تعرض جنوداً أمريكيين هناك للخطر.

وكشف المصدران أن الضربة الجوية نفذتها الاستخبارات التركية باستخدام مسيّرات.

من جهة أخرى، بحث المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن خلال اتصال هاتفي العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، حيث أكد قالن أن العمليات في سوريا والعراق تستهدف تنظيم حزب العمال الكردستاني وأذرعه العسكرية، والتي تشكل خطراً على الأمن القومي التركي، وفقاً لبيان تركي رسمي.

مشاورات تركية روسية

وتشهد إسطنبول الخميس والجمعة مشاورات سياسية بين الجانبين التركي والروسي بشأن العملية التركية بشمال سوريا، حيث قالت موسكو إنها ستضمن منع أي "اعتداءات" على وحدة سوريا.

وأوضحت الخارجية التركية، في بيان، أن الوفد الروسي المشارك في المشاورات سيرأسه سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية، أما الوفد التركي فسيرأسه سادات أونال نائب وزير الخارجية.

وقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مشاركته في منتدى "قراءات بريماكوف" في موسكو، "سنعمل بحزم لضمان منع أي اعتداءات على وحدة أراضي سوريا".

وأضاف لافروف أن روسيا مهتمة بعملية استئناف الحوار على أساس اتفاق أضنة بين تركيا وسوريا، معتبراً أن المتطلبات الأساسية لهذه العملية نضجت الآن من أجل حل قضايا محددة لضمان الأمن على الحدود، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، والتي يعترف بها النظام وفق قوله.

تواصل الاشتباكات

وكان الجيش التركي قد صعّد من قصفه، في الأيام الماضية بعد شن عملية عسكرية جوية تحت مسمى "المخلب-السيف"، مستهدفاً عشرات المواقع والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا "قسد" في سوريا، وأدى القصف إلى خسائر بشرية في صفوفها.

واستهدفت تركيا، الأربعاء، بلدة أبو راسين (شمال غرب الحسكة) بالمدفعية الثقيلة، وسط حركة نزوح للسكان من منازلهم باتجاه الريف الشرقي، وفق ما نقلت "سانا".

من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين ميليشيا قسد وأسد من جهة، وفصائل الجيش الوطني من جهة أخرى على محوري أناب في ناحية شيراوا بريف عفرين ومارع بريف حلب الشمالي

"قسد" تعوّل على موقف واشنطن

وأمس الأربعاء، كشف زعيم ميليشيا قسد مظلوم عبدي، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مارست ضغوطاً على تركيا لمنع قيامها بتنفيذ عملية عسكرية ضد مناطق سيطرة ميليشياته شمال شرق سوريا، منتقداً في الوقت ذاته إدارة ترامب السابقة وواضعاً شرطاً للحوار مع النظام.

وقال عبدي في حديث مع "الشرق الأوسط" إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب "خانت" حلفاءها في ميليشيا "قسد" لعدم وقوفها ضد التوغل التركي في نهاية 2019، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تسمح إلى الآن بعملية برية تركية.

إلا أن عبدي لم يُخفِ قلقه من احتمال إجراء تركيا للعملية وأضاف: "نحن دائماً قلقون، ولكن نأمل بأن تفي الإدارة الأمريكية الجديدة بوعودها وبالتزاماتها وأن لا تسمح لتركيا بالقيام بأي عملية"، مشيراً إلى أن طائرات تركية "دخلت إلى منطقة دير الزور واستهدفت (مخيم الهول) بعمق 80 كلم في الداخل، كل الأجواء السورية كانت مفتوحة"، وأن أمريكا لم تفعل شيئاً سوى الإدلاء بتصريحات.

 

التعليقات (1)

    الشمري

    ·منذ سنة 4 أشهر
    كثرة التريث والصبر الممل والثرثرة والتهديد الاجوف الفارغ سيفقدك الكثير من مصداقيتك يااردوغان كان بأمكانك ياسيد اردوغان ان تقوم بأجتياح في شمال سوريا وان تنفذ كل ماتصبوا اليه لأن العالم كان ينظر اليك في حينها كصاحب حق وطالب للثأر وكانت امريكا وروسيا خائفتان منك ويعتريهما الحرج الشديد .. ورغم الظروف المهيئة لأردوغان الذي لازال يتباكى على ضحياه لن تعطيه امريكا شيئاً سوى منديلا يمسح به دموعه .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات