شهادات لأورينت: اليونان تعتمد على "المهربين" للإيقاع بالمهاجرين

شهادات لأورينت: اليونان تعتمد على "المهربين" للإيقاع بالمهاجرين

وسط مئات الانتهاكات والسعي المستمر لقطع جميع الدروب المؤدية إلى أوروبا عبر أراضيه، اتبع خفر السواحل اليوناني طريقة جديدة من أجل الإيقاع بالمهاجرين المتجهين إلى أوروبا عبر البر والبحر، حيث أكد لاجئون أن هذه الطريقة أفضت للقبض على عشرات المهاجرين، فيما تحدّث آخرون عن اتباع الخفر القبرصي (التابع لليونان) لنفس الطريقة أيضاً.


ويحاول عشرات اللاجئين العبور بحراً إلى اليونان، في ظل شبه استحالة العبور البري إليها وتعرض من يتم القبض عليهم من قبل الكوماندوس اليوناني للضرب والاعتداء الوحشي، فضلاً عن المخاطر الأخرى التي تواجه المهاجرين كـ قطاع الطرق، والظروف المناخية، والجغرافية وغيرها.

"احذروا المهرّبين"

يقول (محمد مجدّمي) وهو أحد المهاجرين من تركيا إلى اليونان في حديث لأورينت نت: "بعد يومين تقريباً من بدء رحلتنا وخلال مسيرنا في غابات اليونان وكلنا أمل بالخروج منها أحياء والوصول إلى أقرب مدينة يونانية قبل استكمال رحلتنا، تفاجأنا بكمين محكم كان قد أعده عناصر الكوماندوس اليوناني، وقد تم القبض علينا جميعاً باستثناء (الدليل) الذي خرج معنا، والدليل هو الشخص الذي خرجنا نسير خلفه كالقطيع دون أن ندرك بأنه يقودنا إلى أيدي اليونانيين".

يضيف: "تم ضربنا بعنف ووحشية وتم سلبنا كل ما نملك من نقود وهواتف محمولة وأمتعة ثم طلبوا منا العودة مرة أخرى، وبعد كثير من الجهود استطعنا إقناعهم بترك أحد الهواتف معنا كي يدلنا على الطريق، وكررنا المسير ليومين متتالين معتمدين تارة على الخرائط وتارة على ذاكرتنا في تحديد الاتجاه"، مشيراً إلى أن (الدليل) اتضح لاحقاً بأنه يعمل لصالح اليونانيين، وبأنه تقاضى من كل شخص مبلغ 200 دولار أمريكي لقاء إرشادهم على الطريق، وأن مهمته هي الإيقاع بالمهاجرين الذين معه ومن ثم البحث عن غيرهم مرة أخرى، لافتاً إلى أن (الدليل) اسمه (عبد الله) وينادونه بـ (أبو شهم) وينشط دائماً على المجموعات المخصصة للهجرة واللجوء في تركيا.

بدوره، كشف (غياث العلو) عن اعتماد خفر السواحل القبرصي لنفس الطريقة، وذلك بعد القبض عليهم على متن قارب خرج من لبنان باتجاه قبرص، حيث وبعد اعتراضهم من قبل الخفر القبرصي في البحر تم احتجازهم جميعاً، فيما تم الإبقاء على المهرب وإطلاق سراحه أمامهم، مشيراً إلى أنه "وخلافاً لكل التوقعات لم ينجُ منا سوى المهرب، وتم احتجازنا جميعاً قبل أن تتم إعادتنا بعد يومين إلى لبنان على متن قارب"، مضيفاً أن المهرب هو لبناني الجنسية ويعتقد أنه على صلة بميليشيا حزب الله اللبناني.

الملثّمون

وقبل أشهر حصل موقع أورينت نت على تسجيل صوتي لأحد المهاجرين السوريين المتواجدين على الجزر اليونانية، وقد تحدّث المهاجر عن اتباع الخفر اليوناني لوسيلة جديدة لتغطية انتهاكاته بحق اللاجئين، وذلك عبر استخدام عناصره قوارب وزوارق مدنية وارتداء زي (غير عسكري) مع لثام، حيث يقوم هؤلاء بضرب وقتل المهاجرين وإغراق قواربهم.


كما نشرت مجموعة الإنقاذ الموحد في الثامن والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، شريطاً مصوراً يظهر قيام لاجئين ومهاجرين بإفراغ المياه من قاربهم الخشبي الذي كانوا يبحرون به باتجاه اليونان، وقد أشارت المجموعة إلى أن القارب المهترئ اعتُرض من قبل قارب ملثمين يوناني يحمل الرقم 513، وقاموا بمصادرة بعض هواتفهم وتم إجبارهم على العودة إلى المياه الإقليمية التركية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات