السوريون يعودون إلى "الطنابر" بسبب تفاقم أزمة الوقود (صور)

السوريون يعودون إلى "الطنابر" بسبب تفاقم أزمة الوقود (صور)

عاد الناس لاستخدام العربات التي تقطرها الحيوانات (طنبر وحنتور) كوسيلة بديلة للنقل في مناطق سيطرة نظام أسد، وذلك بعد شلل وتوقف حركة المواصلات بشكل غير مسبوق، نتيجة أزمة المحروقات الحالية التي زادت نكبات السكان المحليين في تلك المناطق.

ونشر إعلاميون موالون على صفحات "فيس بوك"، صوراً لـ "الحنتور"، يُستخدم كوسيلة نقل للركاب وسط مدينة حماة، في ظل غياب وانعدام وسائل النقل الخاصة والعامة المرتبطة بمادتي البنزين والمازوت.

كما رصدت أورينت نت، استخدام عربة "الحنتور" وعربات بدائية مشابهة في أحياء وسط مدن ومحافظات أخرى، كالعاصمة دمشق وحمص ومناطق الساحل السوري، بسبب توقف قطاع النقل بشكل شبه كامل، والغلاء الفاحش في أجرة الوسائل المتوفرة والتي وصلت لـ 25 ألف ليرة كأجرة "تكسي" في مدينة حماة.

وتشهد مناطق سيطرة نظام أسد شللاً في القطاعات الحيوية، ولا سيما قطاعي النقل والكهرباء، بسبب فقدان المحروقات من الأسواق والتصريحات الحكومية التي تتنبّأ بطول وشدة الأزمة الحالية، وسط اتهامات لمسؤولي الأسد بالوقوف وراء تلك الأزمة "المفتعلة" لمصلحة شركات محروقات خاصة.

وأوضحت الصور الواردة من معظم المحافظات السورية على الصفحات الموالية، خلو معظم الشوارع والأحياء الرئيسية، ولا سيما في العاصمة دمشق ومدن الساحل السوري نتيجة فقدان المحروقات الخاصة بالسيارات، إضافة لأزمة طوابير الركاب الذي ينتظرون وسيلة نقل في الشوارع والطرقات الرئيسية.

و"الحنتور" هو عبارة عن عربة ذات عجلات يقودها حيوان (حصان أو بغل) كانت تستخدم قبل اختراع السيارات المشغلة بالوقود قبل مئة عام وأكثر، اقتصر استخدامها في العقود الماضية على الباعة الجوالين، أو لبعض الاستعراضات الفلكلورية.

تخبّط حكومي

وكانت حكومة الأسد، أعلنت قبل يومين أن ناقلات النفط الإيرانية تواجه صعوبة في الوصول إلى سوريا، وهو ما يؤكده وصول ناقلة النفط الإيرانية إلى ميناء بانياس قبل أيام، وعلى متنها 700 ألف برميل، بعد أن احتُجزت من قبل القوات الأمريكية قبالة الجزر اليونانية لأكثر من شهرين.

وكانت مصادر محلية متطابقة أكدت لأورينت نت أن شخصيات محسوبة على النظام تقف وراء أزمة المحروقات الأخيرة، وذلك من خلال احتكاره من قبل شريحة من التجار المرتبطين بالميليشيات، حيث يتم بيع ليتر المازوت والبنزين بنحو 9 آلاف ليرة سورية.

وفي الصدد، قال الباحث الاقتصادي الدكتور أحمد ناصيف، إن استغلال شريحة مرتبطة بالنظام لزيادة الطلب على المحروقات في فصل الشتاء، هو لتحقيق أرباح على حساب الفقراء من السوريين، موضحاً أن "هناك جهات فوق القانون تستحوذ على مخصصات المحروقات وتبيعها في السوق الحر بأسعار مرتفعة، فضلاً عن وجود سوء إدارة في منظومة النظام الاقتصادية".

ويعتمد النظام على النفط الإيراني إلى جانب كميات أخرى يتم نقلها بالصهاريج من مناطق سيطرة قسد، ومن غير المستبعد أن تكون الأوضاع غير المستقرة الناجمة عن التهديدات التركية بشن عملية عسكرية شمال سوريا، والمفاوضات التي تجري بين قسد ونظام أسد، قد أدت إلى تراجع كميات النفط إلى النظام.

ويحتاج نظام أسد وسطياً، إلى ما يقارب 200 ألف برميل يومياً، لسد حاجته من المحروقات، ومن المعلوم أن الطلب يبلغ ذروته مع حلول فصل الشتاء.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات