"مشان المعلّم" اعتقال ناشط ثوري بريف حلب

"مشان المعلّم" اعتقال ناشط ثوري بريف حلب

ما زالت ميليشيات الجيش الوطني المحكومة بسلطة (المعلّم) تمارس سلطة التشبيح والإساءة للسكان المدنيين والكوادر الثورية بمناطق سلطتها بريف حلب، رغم الحراك الشعبي الذي شهدته المنطقة في الأسابيع الماضية لوقف تلك الممارسات والجرائم ومحاسبة القياديين المتسلقين على أكتاف الثورة والسلطة.

وتعرّض الناشط الثوري (فارس زين العابدين) لاعتقال تعسفي استمر ساعات من قبل عناصر الشرطة العسكرية بمنطقة كفر جنة بريف عفرين شمال حلب، يوم أمس، وذلك بعد قطع العناصر الطريق لمرور قائدهم (المعلّم) من المنطقة، والذي يشغل منصب مدير الإدارة العسكرية من عائلة (الكردي).

وكتب الناشط زين العابدين على صفحته في فيس بوك"، تحت وسم (بدو_يقطع_المعلم) إنه كان يستقل سيارته على الطريق الواصل بين مناطق إعزاز وعفرين، ليظهر أمامه حاجز عسكري مفاجئ قبل حاجز "الإدارة" بنحو 200 متر، وعندها انتشر 4 عناصر مسلحين أمامه، ليبادرهم بالسؤال: "خير شباب شو القصة"، فأجابوه: "ما في شي بس المعلم بدو يجي"، يعني ينوي المرور من المكان.

ويضيف الناشط الثوري: "شتمت المعلم وحطيت D وبدي امشي، رفعوا سلاحهم وصاروا يصرخوا" وذلك مع وصول قائدهم (المعلم) والذي نزل من سيارته وقال للعناصر "هاتووه" بطريقة ساخرة، في إشارة لاعتقال الناشط بسبب تجرئه عليه، وأضاف الشاب أنهم "اعتقلوه بس ماحدا ضربه أو أهانه إلا واحد من مرافقة المعلم بالكلام فقط"، وقال : "هذا ما حصل معي، ولكن ماذا لو كان شخص بسيط لا عزوة واهل له كم سيلبث في معتقل لمعلم". 

انقطعت أخبار الشاب عن أهله وذويه لساعات طويلة، وأثار غيابه القلق الكبير لدى عائلته وأصدقائه، خاصة مع نفي فصائل المنطقة علمها بأي معلومات عنه، ليتضح بعد مرور الوقت وتحت الضغط الإعلامي أنه معتقل لدى الشرطة العسكرية في كفر جنة بمنطقة عفرين بسبب تعرّضه لـ "المعلّم".

ويصف الناشط فارس ما جرى أثناء اعتقاله قائلاً: "تم وضعي بالمنفردة مترين متر ونص عليها نصف فرشة وبطانيتين ما بيشتغلوا للاستخدام البشري ونصف متر حمام وحنفية ماء لا يصلحان للوضوء أو الصلاة، تم منعي من أخبار أي أحد عن مكان اعتقالي وأخدوا كل شيء معي من ثبوتيات وأشياء خاصة". 

التشبيح مستمر

حادثة "التشبيح" الجديدة تأتي بعد غضب شعبي وثوري شهدته مناطق ريف حلب في الأسابيع الماضية على خلفية الجرائم المتكررة من قبل ميليشيات الجيش الوطني وخاصة إدانتها بقضة اغتيال الناشطين والانتهاكات الأخرى تجاه السكان والكوادر الثورية في المنطقة، والتي عرفت بوسم "هيك بدو المعلّم" الذي أطلقه الناشطون للتصدي لفساد تلك الفصائل وإنهاء السلطة الميليشياوية.

وتندرج جميع تلك الجرائم في إطار الانتهاكات المروِّعة في المناطق "المحررة"، مقابل غياب المحاسبة الحقيقية وعدم وضع آلية للحدّ من تلك الجرائم بحق السكان، الأمر الذي يزيد نسبة الغضب الشعبي في تلك المناطق، خاصة مع غياب السلطة القانونية والأمنية عن محاسبة الجناة ووضع حد لفوضى السلاح الميليشياوي وإنهاء الفوضى الأمنية بشكل كامل.

ويمكن القول إن أساليب التشبيح والقمع الأمني أصبحت أدوات رائجة تجاه المدنيين والكوادر الثورية بكافة أطيافها في المناطق والخاضعة لسيطرة الجيش الوطني بريف حلب، خاصة مع تكرار تلك الجرائم والانتهاكات، في استنساخ ملحوظ لأساليب نظام أسد من قبل عناصر تلبس ثوب الثورة وترفع شعاراتها بينما تعيد سيطرة الطغيان الأولى بجرائمها المتكررة منذ سنوات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات