حصار خانق لميليشيا أسد على الشيخ مقصود والأشرفية بحلب وقسد تهدد وتتوعّد بالرد في الحسكة

حصار خانق لميليشيا أسد على الشيخ مقصود والأشرفية بحلب وقسد تهدد وتتوعّد بالرد في الحسكة

عادت ميليشيا أسد لاستخدام أسلوب الابتزاز السياسي تجاه ميليشيا قسد، بحصار بعض المناطق الخاضعة لسيطرتها في مدينة حلب، في سيناريو متكرر لتحصيل بعض المكاسب السياسية والسيطرة الجغرافية على بعض مناطق شرق الفرات المهددة بعملية عسكرية تركية متوقعة.

وذكرت مصادر محلية لمراسل أورينت نت زين العابدين العكيدي، أن ميليشيا (الفرقة الرابعة) تفرض حصاراً منذ نحو أسبوعين على حيي الشيخ مقصود والأشرفية الخاضعين لسيطرة (قسد) بمدينة حلب، من خلال منع دخول المواد الغذائية والخدمية الأساسية ولا سيما المحروقات.

وأضافت المصادر أن الحصار المفروض أدى لشلل شبه كامل في مناحي الحياة داخل تلك الأحياء ذات الأغلبية الكردية، مع توقف المولدات الكهربائية وفقدان معظم المواد الأسياسة والأدوية والمحروقات، وكذلك إعلان توقف الدوام المدرسي وجميع الأعمال الخدمية في الأحياء المحاصرة.

ودفع ذلك، ميليشيا قسد لإعطاء مهلة حتى الغد لنظام أسد وميليشياته لفك الحصار عن حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، مقابل التلويح بفرض حصار على المربعات الأمنية التابعة لنظام أسد في مدينة الحسكة، الخاضعة لسيطرة قسد، كنوع من الضغط الأمني لتحقق أهدافها، كما جرى في السنوات والأشهر الماضية.

كما علمت أورينت نت، أن مجموعات مسلحة تابعة لميليشيا (YPJ) أحد أذرع (قسد) تمركزت في حي غويران وسط مدينة الحسكة، وسط توقعات بأن تقوم تلك المجموعات ببدء الحصار على المربعات الأمنية الخاصة بنظام أسد في المدينة، كتنفيذ للمهلة المعطاة للنظام من قبل قسد وتنتهي مساء اليوم.

مفاوضات جارية

في غضون ذلك، جرى اجتماع تفاوضي بين ميليشيا قسد من جهة وبين وفد روسي رفيع رفقة ضباط ميليشيا أسد في مطار القامشلي بمحافظة الحسكة اليوم، وذلك لاستكمال المفاوضات المتعلقة بمستقبل منطقة شرق الفرات والتطورات العسكرية بين الطرفين.

وأفاد مراسلنا نقلاً عن مصادر محلية أن الاجتماع انتهى بين الطرفين دون معرفة نتائجه، وسط أنباء عن عودة ممثل (قسد) المدعو "بدران جيا كرد" من دمشق، والذي ذهب لاستكمال التفاوض مع قيادة نظام أسد في العاصمة. 

سيناريو متكرر

وتخضع مناطق شرق الفرات (الحسكة والرقة وأجزاء من ريفي دير الزور وحلب) لسيطرة ميليشيا قسد المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يقتصر وجود نظام أسد وميليشياته على مربعات أمنية في الحسكة والقامشلي إضافة لمطار القامشلي، فيما تسيطر قسد على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب.

وتكرر سيناريو الحصار المتبادل بين ميليشيات أسد وقسد بمناطق سيطرتهما شرق الفرات وفي حلب، خلال الأشهر والسنوات الماضية، وخاصة بالتوازي مع تنفيذ أي عملية عسكرية تجاه مناطق قسد، وهي سياسية لي ذراع يعتمدها نظام أسد لتحصيل مكاسب سياسية تفضي للسيطرة على مناطق جديدة شرق الفرات.

أبرز تلك الحوادث جرت في نيسان الماضي، حين حاصرت قسد المربع الأمني التابع لنظام أسد بمحافظة الحسكة، وكذلك المربع الأمني في القامشلي بالتوازي مع حصار ميليشيا أسد لحيي الشيخ مقصود والأشرفية الخاضعين لسيطرة قسد بمدينة حلب.

سبق ذلك اعتقال قسد لضباط وعناصر ميليشيا أسد خلال فرض حظر التجوال في المربع الأمني الخاضع لسيطرة النظام في القامشلي حينها، سرعان ما تدخل الاحتلال الروسي بإجراء مفاوضات بين الطرفين وأدت لإطلاق سراح الضباط والعناصر وبقاء الحصار الجزئي على تلك المنطقة في القامشلي، واكتفى نظام أسد بالانصياع لقرارات ميليشيا قسد.

وكانت ميليشيا أسد دخلت مناطق الجزيرة شرق الفرات عام 2020 للمرة الأولى منذ عام 2012، وانتشرت حينها بموجب العملية التركية في نقاط حدودية برفقة الاحتلال الروسي، لما أسمته "الدفاع المشترك ضد الاحتلال التركي"، لكن الخلاف بين أسد وقسد ما زال قائماً لرغبة حكومة أسد بعودة السيطرة على تلك المناطق وطرد ميليشيا قسد منها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات