بعد نجاحه دولياً.. صحيفة تركية معارضة تنتقد فيلماً عن اللاجئين السوريين وتحاول تشويه صورتهم

بعد نجاحه دولياً.. صحيفة تركية معارضة تنتقد فيلماً عن اللاجئين السوريين وتحاول تشويه صورتهم

رغم حصول فيلم "السباحتان" الذي يروي معاناة اللاجئين السوريين خلال رحلة هروبهم من بطش الأسد، على إشادة أممية ودولية، إلا أنه تعرض للنقد من قبل كبرى وسائل الإعلام التركية المعارضة.

ففي مقال لها اعتبرت صحيفة "حرييت" على لسان رئيس محرريها "أحمد هاكان" أن الفيلم "محبط جداً ومليء بالأكاذيب"، ولا سيما فيما يتعلق بدور بلده في استضافة نحو 4 ملايين لاجئ سوري، مضيفاً أن منتجي الفيلم تعمّدوا إظهار مدينة إسطنبول -أولى محطات فتاتين سوريتين للهجرة إلى أوروبا- وكأنها كابوس للاجئين ويجب تركها في أسرع وقت.

وأشار هاكان إلى أن الفيلم "لا توجد فيه حتى أدنى إشارة إلى احتضان تركيا لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين"، كما أنه تعمّد إظهار خفر السواحل التركي بصورة غير جيدة ولا يقوم مطلقاً بمساعدة اللاجئين، حيث قال في معرض شرحه للقرّاء عن قصة الفيلم: "في هذا الوقت، يتم البحث عن خفر السواحل التركي من قبل أولئك الموجودين على متن القارب -لحظة تعرّضه للغرق- ورد خفر السواحل: لا يمكننا مساعدتك".

وتابع الكاتب التركي أن الفيلم السوري حاول تشكيل صورة لدى المجتمع الدولي بأن تركيا دولة لا تستقبل اللاجئين السوريين بلطف، في حين أن اليونان وألمانيا دولتان ترحبان باللاجئين وتقدّمان لهم كل مساعدة ممكنة وأن أثينا لا تقوم بضربهم وتجريدهم من ثيابهم مطلقاً، واصفاً الفيلم بأنه يُحرّض على بث مشاعر الكراهية والعداء ضد بلده وهذا أمر مثير للغثيان، بحسب تعبيره.

وحاولت الصحيفة المعارضة من خلال كاتبها "هاكان" التحريض على السوريين وتصويرهم بأنهم غير أوفياء للبلد الذي استقبلهم وآواهم، كما تفعل العديد من الأحزاب ورموز المعارضة ولا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تركيا.

نفي مزاعم الصحيفة

وحول صحة ما أورده الكاتب التركي "هاكان" وادعاءاته تجاه الفيلم، فإن الأمر الأول الذي كذب فيه هو الجهة المنتجة للفيلم والتي أراد أن ينسبها للاجئين أو المعارضة السورية، في حين أن الحقيقة هي أن منصة الأفلام العالمية "نتفليكس" هي من قامت بإنتاجه بالتعاون مع (إيريك فلنر وتيم بيفان وعلي جعفر وتيم كول) من شركة "ووركينغ تايتل" البريطانية للإنتاج السينمائي. 

وبالنسبة لكذبة أن الفيلم لم يُشر إلى احتضان تركيا للاجئين السوريين وأعدادهم فقد ذكرت بطلة الفيلم "يسرى" في الدقيقة 30 وهي جالسة مع أختها وابن عمها قرب خليج الفاتح بمنطقة إيمينونو: أنه يوجد في تركيا أكثر من 2 مليون لاجئ وذلك عام 2015، وقام الفيلم بتصوير إسطنبول بشكل جميل مليء بالسياح ومطاعم السمك اللذيذة، ولم يقل إنها كابوس كبير مطلقاً عكس مزاعم الصحيفة.

وحول نقطة أن الفيلم شوّه صورة خفر السواحل التركي، فالمشهد الذي ظهر هو أن اللاجئين اتصلوا فعلاً بخفر السواحل طالبين نجدتهم أثناء تعرّضهم للغرق وسط عاصفة بحرية كبيرة، فطلب منهم خفر السواحل العودة فوراً بقاربهم إلى الأراضي التركية لتقديم العون لهم ومساعدتهم.

وعندما أخبروه أنهم لا يستطيعون العودة سألهم عن موقعهم فقالوا له إنهم ضمن الحدود البحرية اليونانية، حينها اعتذر لهم لأن ذلك يشكّل خرقاً للقانون وأنه يجب عليهم الاتصال بالجانب الآخر الذي تخضع المنطقة لسيطرته، كما إن اللاجئين لم يجملوا صورة حرس الحدود اليوناني أو حتى الألماني كما زعم الكاتب التركي، بل على العكس أظهروا أنهم قساة ولم يقدموا لهم حتى شربة ماء إلى أن لجؤوا إلى أحد السبل في الطريق.

    
مواقف بطولية للاجئين

ولم يتكلم الكاتب "هاكان" الذي حاول تشويه صورة اللاجئين السوريين، عن مواقفهم المشرفة تجاه بلاده ولا سيما في الحوادث الكبرى كزلزال إلازيغ عندما أنقذ شباب سوريون العديد من الأهالي من تحت الركام، وذلك بدافع أخلاقي وإنساني وتعبيراً عن واجبهم تجاه البلد الذي احتضنهم.

كما أشادت العديد من الصحف ببطولاتهم وشجاعتهم الفردية والجماعية في العديد من المواقف الأخرى منها الحرائق الكبيرة التي اندلعت العام الماضي في الغابات بالكثير من الولايات كما فعل الشاب السوري يوسف (26 عاماً) الذي يعيش في غازي عينتاب، وذلك عندما تطوّع لإطفاء تلك الحرائق بالرغم من أنه فقده يده وقدمه اليمنى.

يُذكر أن وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للتواصل العالمي "ميليسا فليمنغ" أشادت بفيلم "السباحتان"، معتبرة أنه "دليل على قوة وشجاعة ومثابرة" أكثر من 100 مليون شخص نزحوا قسراً حول العالم.

ووصفت فليمنغ، الفيلم الذي أطلقته "نتفليكس" مؤخراً، بجرس التنبيه والخطوة المرحّب بها للغاية لكي يتضامن الجميع مع اللاجئين قائلة: إنه لا يسمح للجمهور بالتعاطف مع أولئك النازحين قسراً وحسب، ولكن يتيح أيضاً التفهم أن يتخيلوا أنهم في مكانهم".

التعليقات (4)

    رامي

    ·منذ سنة 3 أشهر
    شاهدنا الفلم البارحة و هو عن جد كتير حلو و ما مس تركبا باي سوء

    طز

    ·منذ سنة 3 أشهر
    طز

    محمد

    ·منذ سنة 3 أشهر
    وكيف اختار مليونين سوري الهجرة بقوارب الموت أو المشي بالغابات المخيفة إذا كان نرتاحين بتركيا ، حدا بيختار الموت على ان يبقى في جحيم تركيا بسهولة

    أحمد

    ·منذ سنة 3 أشهر
    يا لهذا اللطف "تركيا دولة لا تستقبل اللاجئين السوريين بلطف" ...تستخدم هذه الكلمة كثيراً في الشرق الأوسط "أوفياء للبلد الذي استقبلهم وآواهم"
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات