تقرير لأورينت من وسط دمشق يفجّر غضب إعلاميّي أسد وسوريون: "حلّولنا مشاكلنا وبكفي تخوين"

أثار تقرير مصوّر نشرته أورينت حول الوضع في التكية السليمانية من وسط العاصمة دمشق غضب إعلاميي نظام أسد، ودفعهم للتساؤل بنبرة تشبيحية عن الجهة التي سمحت لأورينت بالتصوير من داخل مناطق ميليشيا أسد، فيما عبّر عدد كبير من الموالين عن استيائهم من التركيز على تقرير يسلّط الضوء على مشكلة قائمة، في وقت يتغاضى فيه إعلام أسد عن عرض هموم الناس التي تعاني من ظروف معيشية كارثية.

ويعرض التقرير آراء حرفيين في سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية حول قرار وزارة السياحة في حكومة أسد بفسخ العقود مع الحرفيين، والطلب منهم إخلاء محالهم لترميم السوق خلال فترة تستغرق عامين على أقل تقدير.

وأعرب الحرفيون الذين قابلتهم أورينت عن تخوّفهم من اندثار الحرف التراثية خلال فترة الترميم، موضحين أن الوزارة لم تحدّد موعد عودتهم للسوق، كما إنها لم تؤمّن حتى الآن بديلاً لهم لفتح محالهم ومتابعة أعمالهم.

غضب إعلاميي أسد

وبعد نشر أورينت للتقرير، عبّر إعلاميون موالون لنظام أسد عن غضبهم من السماح لأورينت بالتصوير من داخل دمشق، وشككوا بالجهات الرقابية لوزارة إعلام أسد، مطالبين بمحاسبة كل من يقف وراء تصوير التقرير، والحرفيين الذين ظهروا فيه.

وكتب الإعلامي الموالي نزار الفرا عبر صفحته في "فيسبوك"، الذي وصف أورينت بأوصاف تشبيحية تمثل وجهة نظر إعلام أسد الذي لا يتقبل أي رأي يخالف مصالحه، عن تعجّبه واستغرابه من قدرة أورينت أن تصوّر تقريراً عن التكية السليمانية من وسط دمشق.

واعتبر الفرا أن "المشكلة الأكبر أن رئيس لجنة المهن اليدوية في السوق يظهر في التقرير ويتحدث عن مشاكله وهمومه، في وقت أغلب الشباب السوري غير قادر على رفع كاميرا ليصور مقطع فيديو.."

وتساءل متعجباً: "مو شي بيحط العقل بالكف؟، وقال "الغريب بالموضوع أنه إذا مرت القصة على أي جهة رقابية في وزارة الإعلام أو غيرها كيف مرت على رئيس لجنة المهن اليدوية بالسوق؟".

بدوره، هاجم المذيع في تلفزيون أسد عصام محمود، التقرير، في منشور عبر صفحته في "فيسبوك"، محمّلاً المسؤولية لرئيس لجنة المهن اليدوية عرفات أوضه باشي، حتى إنه اتهمه باستقدام المصور وإرسال المواد إلى قناة أورينت.

وطالب محمود أجهزة أسد الأمنية باتخاذ "إجراءات صارمة تجاه هذا الشخص وليكن عبرة لمن تسول له نفسه التسول على أعتاب من ساهم في قتلنا وتدمير بنانا التحتية واقتصادنا.."، وفق تعبيره.

أما الإعلامي الموالي حيدر رزوق، فقد كتب في "فيسبوك"، أن أوضه باشي استدعى قناة أورينت "ليصور تقريراً بمنتهى اللصوصية بأحد أسواق دمشق"، مطالباً بملاحقته ومحاسبته.

"بكفي بيع وطنيات"

وتفاعل عدد كبير من السوريين في مناطق أسد مع منشورات إعلاميي أسد الغاضبين من دخول أورينت للعاصمة دمشق، وبينما اعتبر الكثير منهم أن رئيس الجنة المهن اليدوية لم يكن يعرف الجهة التي يتم تصوير التقرير لها، انتقد معظمهم توجّه إعلاميي أسد للتجييش حول تقرير مصور، وتغاضيهم عن معاناة السكان الذين يبحثون عن أبسط الخدمات الأساسية للعيش.

وكتب أحدهم: "العالم يلي عم تعلق مانه فهمانه شي افهمو انو السوق المهن عم يروح واصحاب المهن عم يطلعههون برا السوق بحجت ترميم تركتو قصه السوق كلها يلي عم تعيشو فيها اصحاب المهن ولحقتو القناه".

وعلّق آخر: "الغريق بيتعلق بقشة . يمكن يوصلو صوتن وينقلب الموضوع رأي عام بلكي هالحكومة بنت الشريفة بتحن عليهن وبتفتحلن محلات بأماكن تانية لان عملية الترميم بعمرها مارح تخلص".

فيما قال أحد المعلقين مستهجناً: "معلش مانضل نزايد ع بعض ب بيع الوطنيات استاذ حيدر ياريت وصلت صوت هالعالم لي انخرب بيتا. بالاول. وبعدين بس اشتكو لقنوات خارجيه. تجي تخونن. مابتوقع حضرتك نشرت عن لي صاير بالسوق. بس. رح راجع صفحتك لأتاكد".

ومن التعليقات التي أشارت إلى نقص الخدمات في مناطق ميليشيا أسد:

- "انت حللنا مشكلة الكهربا والمازوت والغاز والتدفئة والنقل وغلاء الاسعار وكلشي خربان وتعيس بهالبلد وبعدين لحقلي هالقصص اللي لابتقدم ولابتأخر ولابتأثر بحياة هالناس المعترة ولقمة عيشن".

- "المهم بدنا كهربا ومازوت، لاحدا داير ورا مؤامرة ولا اعلام، بدنا ندفي اطفالنا اذا بتسمحولنا".

- "يعطوني 200  ليتر مازوت لدفي ولادي بستدعي ال CNN..لان طلع الوطن والدفا والتعليم والخدمات لناس وناس".

- "يعني انحلت مشكلة المحروقات و ما ضل الا مشكلة القنوات ع كل حال ما حدا عندو كهربا ليشوف القنوات". هلا بدكن تحاسبوه لان عمل لقاء مع قناة معادية ؟؟شو بضر وشو ردو يحكي يعني؟ابشع من هالواقع ماضل وماعاد في شي مخبى ؟؟روحو امنوا الدفا والاكل للناس بعدين حاسبوهن".

- "بدهم يشغلو الناس باي قصة حتى ينسو ازمة البينزين وغلاء الاسعار ...في ناس عم تشتغل على هالموضوع بطرثقة ذكية وزكية موطالع بإيدها شي".

كما دعا عدد من السوريين في تعليقاتهم إلى أن يركّز إعلاميو أسد على مواضيع أهم من تصوير أورينت لتقرير من دمشق، فكتب أحدهم: "لو نعرف شو نتائج التحقيق بوفاة الدكتور فيصل عباس بعتقد بيكون أهم"، في إشارة إلى وزير سابق بحكومة أسد ورئيس جامعة خاصة وجد مقتولاً في مكتبه. 

وعن مقارنة وسائل إعلام أسد بأورينت، أوضح أحدهم في تعليق مطول على صفحة نزار الفرا، أن أورينت رغم معارضتها للنظام ألا أنه لم يلاحظ من خلال متابعته لها أنها تحمل الصفات التي يطلقها عليها إعلاميو أسد.

وذكّر بأن نظام أسد ومنذ عام 2011 منع الإعلام المعارض لرؤيته من الوجود على الساحة، مشيراً إلى أن "الإعلام الوطني" لم ينتج أي تقرير عمّا يحدث من إجراءات في التكية السليمانية.

واعتبر أن "الاهم نحاكم التقرير نفسه...المعلومة نفسها...مو القناة ... اي نعم مصداقية القناة مهمة بهالشي بس ما بظن قناة متل أورينت غبية لدرجة تكذيب واقع واضح"، متمنياً أن تكون "أورينت آخدة تصريح رسمي... بتكون خطوة إيجابية حقيقية من السلطة تجاه المعارضة".