جنديان روسيان يخوضان مغامرة خطرة ويقطعان مئات الأميال هرباً من حرب بوتين في أوكرانيا

جنديان روسيان يخوضان مغامرة خطرة ويقطعان مئات الأميال هرباً من حرب بوتين في أوكرانيا

قطع رجلان روسيّان مئات الأميال بقارب صغير حتى وصلا إلى الولايات المتحدة، وذلك هرباً من الخدمة العسكرية في روسيا التي تغزو أوكرانيا منذ شباط/فبراير الماضي، بحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن الرجلين انشقا من تجنيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي فرضه لإرسال مقاتلين إلى أوكرانيا، وشرعا في رحلة لمدة خمسة أيام عبر مضيق بيرينغ في قارب صيد صغير بعد سماع السلطات الروسية تدق على أبواب منزليهما، حتى وصلا إلى ولاية ألاسكا الأمريكية.

حياة أو موت

وأضافت أن سيرجي ومكسيم، المشار إليهما فقط بأسمائهما الأولى لحماية هويتهما من الحكومة الروسية، وصلا إلى قرية على طرف جزيرة صغيرة أوائل تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهما موجودان الآن في مركز احتجاز في تاكوما بولاية واشنطن، حيث يعمل محاميهما على إخراجهما من السجن المشروط.

وقال محامي الرجلين نيكولاس ماكي، إن سيرجي ومكسيم "لم يرغبا في مغادرة روسيا.. أُجبرا على القيام بذلك.. إنها مسألة حياة أو موت".

وأشارت الصحيفة إلى أن قصة سيرجي ومكسيم تؤكد على المدى الذي سيضطلع به المهاجرون الروس للهروب من أوامر القتال في أوكرانيا.

الوصول إلى البر

وذكرت الصحيفة أن قارب سيرجي ومكسيم وصل إلى ساحل قرية غاميل على طرف جزيرة سانت لورانس في 3 تشرين الأول الماضي، حيث شاهد الأهالي القارب الذي تم جرّه بواسطة آلية ثقيلة إلى الشاطئ.

ونقلت عن أحد السكان المحليين في غاميل قوله، إن أول ما سأل عليه الرجلان اللذان كانت ثيابهما مبتلة "هل نحن بأمان هنا؟".

وقال ماكي إن السلطات الروسية طرقت قبل أسبوع على الأبواب الأمامية لمنزلي سيرجي ومكسيم في قرية إجفيكينوت التي يسكنها بضعة آلاف من السكان على ساحل سيبيريا بروسيا. 

وذكر المحامي أن موكليه لم يفتحا الأبواب لمعرفتهما بما تريده السلطات، وهربا إلى قارب صيد متوسط ​​الحجم، واستخدماه للسفر لمسافة 300 ميل تقريباً (480 كيلومتراً)، على الساحل الجنوبي للقرية على طول شبه الجزيرة الشمالية الشرقية.

ولفت ماكي إلى أن سيرجي ومكسيم، وكلاهما في الثلاثينيات من العمر، ينشران في كثير من الأحيان عن معارضتهما للحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المعروف أن أحدهما على الأقل مؤيد للمعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني.

فرار الروس 

وأوضحت الصحيفة أن هذه الممارسات كانت معتادة من قبل السلطات الروسية، وذلك منذ إعلان بوتين "التعبئة الجزئية" على مستوى البلاد في أيلول، سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أن قرار التعبئة في الأساس كان أمراً تجريبياً، حيث أُرسل العشرات من الرجال غير المدربين وغير المجهزين إلى جبهات المعارك ضد أوكرانيا، وتسبب في فرار آخرين من منازلهم .

وبعد فترة وجيزة من غزو روسيا لأوكرانيا، بدأ الروس في الفرار إلى الدول الأوروبية المجاورة مثل بولندا والمجر، وبأعداد أقل إلى الولايات المتحدة، حيث دخل الكثير منهم عبر الحدود الجنوبية. 

وتعاملت السلطات الأمريكية مع أكثر من 21 ألف روسي على الحدود في السنة 2022، مقارنة بما يزيد قليلاً عن 450 في عام 2020، وفي تشرين الأول الماضي وحده -عندما وصل سيرجي ومكسيم- جاء أكثر من 3800 روسي إلى الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات