كشفت صحيفة تركية تفاصيل عرض أمريكي مغرٍ قدّمته إلى أنقرة يقضي بسحب ميليشيا قسد لقواتها مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود السورية التركية، مقابل عزوف الأخيرة عن فكرة عملية عسكرية برية في الشمال السوري، في حين قال موقع ميدل إيست آي البريطاني، إن تركيا وروسيا تتفاوضان بشأن عملية عسكرية صغيرة في تلك المنطقة.
وقال الكاتب المقرّب من الحكومة التركية عبد القادر سلفي في صحيفة حرييت إن وفداً من هيئة الأركان الأمريكية قدّم عرضاً لنظيره التركي يتضمّن سحب ميليشيات قسد لقواتها مسافة 30 كيلومتراً مقابل عزوف تركيا عن عملية عسكرية برية في الشمال السوري.
وأشار إلى أن تحرّكات واشنطن الدبلوماسية الأخيرة جاءت عقب تيقُّنها من إصرار الرئيس التركي على شنّ عملية عسكرية في الشمال السوري، إذ سارعت لإرسال قيادات ومسؤولين عسكريين في هيئة الأركان الأمريكية إلى أنقرة لإجراء محادثات حول هذا الموضوع.
وأوضح الكاتب أنه من الطبيعي إجراء هذه المحادثات، لأن هناك أيضاً جنوداً أمريكيين في عين العرب تحت سيطرة الولايات المتحدة.
كما لفت إلى أن المحادثات تأتي بالتزامن مع لقاء جمع خلوصي أكار بوزير الدفاع الروسي شويغو، ما يعني وفق الكاتب أن عملية برية على وشك أن تجري، خاصة أن الوعود التي قُطعت لتركيا بما يتعلّق بميليشيا قسد لم يتم الوفاء بها حتى الآن.
عملية عسكرية محدودة
في السياق، قال موقع ميدل إيست آي البريطاني، إن تركيا وروسيا تتفاوضان بشأن عملية عسكرية محدودة في شمال سوريا.
وقال مصدران مطّلعان للموقع، إن المسؤولين الأتراك والروس يتفاوضون بشأن عملية عسكرية تركية صغيرة الحجم لإخراج المقاتلين الأكراد السوريين من غرب نهر الفرات في الأسابيع المقبلة.
وبيّن الموقع أن منطقة تل رفعت تُعتبر مهمة بسبب موقعها الإستراتيجي المحصور بين القوات الحكومية التركية وميليشيا أسد، وقد أصبحت في بعض الأحيان نقطة إحباط لأنقرة بسبب الهجمات القاتلة المتكررة على مواقعها من قبل ميليشيا قسد في المنطقة.
فيما قال مصدر عسكري للموقع في يونيو/حزيران، إن ميليشيا قسد شنّت ما لا يقل عن 100 هجوم بالصواريخ والقذائف على الأراضي التي يسيطر عليها المعارضون السوريون والقواعد العسكرية التركية، وهو ما يفسّر رغبة أنقرة الشديدة بشّن عملية عسكرية في تلك المنطقة.
واشنطن تعارض التحرك العسكري في سوريا
من جهتها، دعت واشنطن إلى "نزع فتيل التصعيد فوراً" بعد أيام من الغارات الجوية والقصف الدامي على الحدود السورية-التركية، موضحة أن هذه الأفعال "تزعزع استقرار المنطقة وتقوض المعركة ضد تنظيم داعش".
وصرّح نيكولاس غرانغر، ممثل الولايات المتحدة رفيع المستوى في شمال شرق سوريا، أن واشنطن "تعارض بشدة التحرك العسكري الذي يزيد من زعزعة استقرار حيوات المجتمعات والأسر في سوريا، ونريد نزع فتيل التصعيد فوراً".
وأضاف غرانغر، الجمعة، أن التطورات "خطيرة بشكل غير مقبول ونحن قلقون للغاية"، مشيراً إلى أن الغارات تُعرّض أيضاً أفراد الجيش الأميركي للخطر.
عملية عسكرية برية محتملة
والأربعاء الماضي، لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشنّ عملية عسكرية برية في الشمال السوري على ضوء العمليات الجوية التي يجريها الجيش التركي في كل من العراق وسوريا.
وتعهّد أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول بـ "اجتثاث الإرهابيين" من مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب شمال سوريا التي تسيطر عليها ميليشيا قسد.
وقال أردوغان: "سننقضّ على الإرهابيين براً أيضاً في الوقت الذي نراه مناسباً"، مؤكداً أن العمليات التي نفّذتها تركيا بالمقاتلات والمدفعيات والطائرات المسيّرة في إطار عملية "المخلب - السيف"، ما هي إلا بداية.
وأردف: "القوى التي قدّمت ضمانات بعدم صدور أي تهديد ضد تركيا من المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا، لم تتمكن من الوفاء بوعودها".
وعن الاعتداءات القادمة من شمال سوريا تجاه الأراضي التركية قال أردوغان: "لا أحد يستطيع منعنا من سحب الخط الأمني إلى حيث يجب أن يكون، في الأماكن التي تتواصل فيها الهجمات على حدودنا ومواطنينا".
التعليقات (1)