كيف سيتابع السوريون مباريات كأس العالم بمناطق سيطرة ميليشيات أسد وقسد والشمال المحرر؟

يترقب الجمهور السوري في مختلف مناطق إقامتهم ،اليوم الأحد، افتتاح مونديال كأس العالم 2022 في قطر بشغف، ورغم مرارة الأوضاع التي يعيشها السوريون داخل بلادهم وخارجها، فإن مأساتهم لم تنسهم الحدث العالمي المرتقب الذي سيجري للمرة الأولى على أرضٍ عربية، وهذا ما سيزيد تفاعل قسم كبير منهم.

مشاكل التقنين وبدائل بمناطق ميليشيا أسد

وقال عباس الشريف من دمشق لموقع "أورينت نت"، إنه رغم الظروف الصعبة في مناطق سيطرة ميليشيا أسد سيتابع المشجعون الرياضيون المونديال، وسيحاولون بكل الوسائل التغلب على مشاكل التقنين الكهربائي الذي بلغ مستويات غير مسبوقة وصلت لـ22 ساعة قطع كهربائي في أحياء العاصمة دمشق وغيرها من المحافظات.

وأضاف أن عدداً من الأشخاص بدمشق وغيرها من المحافظات توجهوا لشراء بطاريات لتشغيل الشاشات عبر "الانفرتر" وهي تكلفهم حوالي 800 ألف ليرة سورية على أقل تقدير، وتضاف لها تكلفة الاشتراك بكرت قنوات "بي إن سبورت" ويصل إلى 700 ألف ليرة، والشاشة حوالي 300 ألف، وبالتالي من يريد متابعة المباراة ببيته عليه دفع مليون و800 ألف، وهذا ما يشكّل عائقاً لدى الكثيرين، لذلك يشترك مجموعة من الشباب الشغوفين بمتابعة الرياضة لتأمين المتابعة بشكل جماعي في بيت واحد ويتقاسمون التكاليف، وذكر الشريف أن بعض المقاهي والمطاعم في دمشق خصصت شاشات كبيرة لمتابعة المونديال، وتصل تكلفة المتابعة وارتياد المقاهي من 10 آلاف ليرة إلى 50 ألفاً حسب درجة كل مقهى أو مطعم وما يرافقه من ضيافة بسيطة.

تفاعل ومبادرات رياضية في الشمال السوري

وقال مروان الخولي لموقع "أورينت نت"، إن الجمهور في إدلب والشمال السوري يترقبون بكل شغف انطلاق المونديال في قطر لمتابعة مبارياته وهم يتعاطفون بالتأكيد مع المنتخبات العربية "قطر والسعودية وتونس والمغرب"، وكتبوا شعارات ولوحات في الطرقات وفي ملعب إدلب البلدي، تعبيراً عن تشجيعهم لهذه المنتخبات.

مشاهدة المونديال مجاناً في 5 صالات

وبالتوازي مع بداية البطولة، أطلقت جهات محلية بدعم من قطر، مبادرة إنسانية في مناطق الشمال السوري تحت مسمى “يلا حيهم أرحبو”، تتضمن افتتاح 5 صالات مجانية لنقل مباشر ويومي لمباريات كأس العالم 2022. 

وستشمل المبادرة افتتاح صالات في 5 مناطق رئيسية بريفي حلب وإدلب وهي: مطعم ومقهى بيت البيتزا الكائن في دوار الميتم بإعزاز، وصالة مركز الشباب والرياضة الكائنة غرب دوار الجحجاح في مدينة الباب، وصالة الإسكندرون الكائنة على طريق جنديرس في مدينة عفرين، ومطعم وكافتيريا النوفرة في مدينة الدانا، ومخيم المحمدية بريف عفرين وذلك في الخيمة الكبيرة داخل المخيم.

بث المباريات في المقاهي بمناطق قسد

وفي مناطق سيطرة ميلشيا قسد شمال وشرق سوريا، لم تعد أجواء مباريات كأس العالم تعني للكثير من سكان تلك المناطق بعد سنوات من المعارك والنزوح أسوةً بباقي المناطق السورية، بحسب ما قال مراسل "أورينت" زين الدين العكيدي في المنطقة.

وأوضح العكيدي أنه في مدينة الرقة يتم تناقل أخبار المونديال بشكل خجول مقارنة بالبطولات السابقة، فقد أعلن عدد قليل من المقاهي عن توفر بث مباريات المونديال، كما سيتابع البعض البطولة عبر الموبايلات، في حين لجأ قسم آخر لشراء صحن ستلايت لمتابعتها على قنوات أجنبية، لافتاً إلى أن الوضع بالنسبة للحسكة كما في الرقة، لكن عدد المقاهي أكثر، ومحصورة بفئة الشباب.

أما في ريف دير الزور (جزيرة) يختلف الوضع قليلاً عن الرقة الحسكة، بحسب العكيدي، حيث تتوفر شبكات محلية لتغطية المونديال ومنها "شبكة فرات للبث الرقمي"، وهي شبكة خاصة للستالايت تغطي ريف دير الزور الشرقي من البصيرة وصولاً للباغوز، وتعتمد على اشتراك شهري قيمته 30 دولار أمريكي شهرياً، وكل من يمتلك اشتراك في الشبكة يكون وجهة محببة للمهتمين بكرة القدم والمونديال. 

السوريون في دول اللجوء

أما في تركيا ودول أوروبا فتأخذ أشكال متابعة السوريين لمونديال العالم شكلاً آخر، بحسب ما ذكر عصام عثمان، لـ"أورينت نت" أن قسماً من السوريين سيتابع مباريات المونديال في المنازل عبر شاشات البلازما من خلال اشتراك سنوي بقنوات "بي إن سبورت"، وقسم آخر ممكن أن يتابعها عبر شاشة الجوال أو اللابتوب باستخدام برامج فك التشفير.

كما إن بعض السوريين لا سيما في تركيا من أصحاب المقاهي والمطاعم وضعوا شاشات كبيرة لعرض المباريات وتكلفة الدخول والمتابعة وسطياً 50 ليرة تركية، وفق ما قال عثمان.

الجدير بالذكر أن مجموعة "بي إن سبورت" المالكة للحقوق الحصرية لبث مباريات كأس العالم في الشرق الأوسط أعلنت بأنها ستنقل 22 مباراة من بينها الافتتاحية دون تشفير خلال مونديال 2022، وكذلك أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون في تركيا نقل مباريات مونديال قطر عبر قناتي TRT1 وTRT SPOR.