شنّ الكاتب والرسام الموالي "عصام حسن" هجوماً لاذعاً ضد نظام الأسد ومزاعم المقاومة والصمود التي يروّج لها إعلامه على مدى خمسين عاماً في وقت يموت فيه السوريون جوعاً وذبحاً وتقتيلاً.
وفي منشور رصدته أورينت، تساءل "حسن" المنحدر من اللاذقية عبر صفحته على فيسبوك: "ممكن حدا فهيم يشرحلنا ليش نحن صامدين؟ من أجل ماذا؟ يعني هلق صمدنا خمسين سنة وما منعرف قديش رح نصمد لقدام، طيب في سبيل شو؟ شو رح يصير بس يخلص "ليفل الصمود" الحالي؟ شو المرحلة القادمة؟"
وقال معرّياً تلك الشمّاعة: "عم شوف قصاصات من الجرائد الرسمية (البعث - الثورة) من الثمانينيات، وعم اقرا عن نفس المشاكل ونفس الأزمات: أزمة كهرباء، أزمة غاز، أزمة سكن، أزمة مواصلات... ودائما فيه وعود وفيه لجان عم تتشكل لدراسة الأزمات ووضع حلول لها، مشيراً إلى أن تلك اللجان لا تظهر سوى على التلفاز دون أي نتائج تذكر".
الأزمات صامدة وليس نحن
قبل أن ينتقل إلى مهاجمة بشار بشكل مبطن بالقول: "بالمقابل، نحن الشعب شو حققنا بهذا الصمود الأسطوري والانتصارات التاريخية غير الفقر وخسارة حياتنا وأحلامنا وممتلكاتنا وأولادنا اللي صاروا موزعين بكل بقاع الأرض، هذا غير اللي ماتوا حرق وغرق ودبح وقهر وغير اللي صار معهم علل وعاهات وإعاقات لمدى العمر، شو تحقق غير الفقر والعيش ع العتمة والمعاناة من نفس الأزمات اللي عانى منها الجيل اللي سبقنا".
وانتقد حسن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة والذرائع التي تسوّقها حكومة ميليشيا أسد لتبرير ذلك وكذلك الأمر بالنسبة للمياه التي تطلق إلى البحر في الوقت الذي تعاني فيه القرى والمدن من العطش.
كما أبدى استغرابه من المسؤولين الذين يخرجون على الشاشات ووسائل الإعلام مطالبين الشعب بالحلول للأزمات وقال: "ما شغلتنا ندورلك ع حلول يا سيد يا مسؤول، نحن شغلتنا نزيحك عن ظهورنا.. وعيب تطلب من الناس اللي خليتهم يبيعوا بيوتهم حتى يسفروا أولادهم بعيداً عن هالمزرعة السعيدة يدورولك على حلول للمشاكل اللي وجودك بمنصبك هوي سبب وجودها".
مؤامرة كونية والتهم جاهزة
وسخِر "حسن" من المصطلحات التي يروّجها إعلام الأسد، ولا سيما عبارة (المؤامرة الكونية) وقال: "فيه مؤامرة كونية على البلد. لاحظوا "كونية" مو اقليمية ولا عالمية، ولا مجموعة شمسية، ولا درب تبانية ... لاااا كونية.. يارب الأرباب ! .... كونية !!"
ولم ينسَ أن يستهزئ بالتُّهم التي يطلقها قضاء ميليشيا أسد بحق أي شخص ينتقد فساد الحكومة كــ "الإساءة" أو "القدح والذم" أو "وهن نفسية الأمة"!
قبل أن يختم منشوره بالعودة إلى فكرته الأولى حول شمّاعة الصمود، مؤكداً أن "الشعب السوري خايف، مو صامد، فرق كبير بين الأمرين، والخايف ممكن يعمل أي شي حتى يبعد الخوف عنو... بدك تعرف متل شو؟ متل الدبكة مثلاً".
وبين الحين والآخر يشتكي عدد من الإعلاميين والممثلين الموالين لمليشيا أسد من الأوضاع المعيشية والمضايقات في مناطق سيطرته، لكن يكتفون بالتلميح دون التصريح عن مسؤولية بشار الأسد المباشرة عن الدمار والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها البلاد.
يشار إلى أن نظام أسد اعتقل عدداً من الموالين مثل كنان وقاف وإياد الحسين ووسام الطير والمذيعة الشهيرة هالة الجرف، بسبب انتقاداتهم لفساد مسؤوليه.
التعليقات (6)