نتنياهو يقرع طبول الحرب مع إيران

نتنياهو يقرع طبول الحرب مع إيران

يخرج متشدد من سدة السلطة في إسرائيل "ليبيد", ليحل مكانه الأكثر تشدداً "نتنياهو", الذي بدأ موسمه الخطابي مع جمهور حزب الليكود والجمهور الإسرائيلي بقرع طبول الحرب مع إيران, وتحدث عن نيته تدمير المفاعلات النووية الإيرانية قبل أن تصبح طوقاً يُحكم الخناق على رقبة إسرائيل, وهذا الخطاب التصعيدي لرئيس الوزراء الإسرائيلي العائد للسلطة من جديد يعكس تحشيداً نفسياً وعسكرياً ودعائياً للمرحلة القادمة, ويؤكد هذا التوجّه الجنرال الإسرائيلي تساحي هنبعي _ وزير الاستيطان السابق وأحد المقربين جداً من رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد, حيث أكد أن نتنياهو سيشنّ حتماً هجوماً على إيران, مؤكداً أن نتنياهو من أقنع الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقّعه الرئيس الديموقراطي "أوباما" عام 2015, ويستذكر صديق نتنياهو كيف أن صديقه طلب في فترات رئاساته السابقة ثلاث مرات في أعوام 2010 و2011 و2012 من المؤسسة العسكرية في إسرائيل الاستعداد لشن هجوم جوي على مفاعلات إيران النووية, لكنه فشل بإقناع المجموعة المصغرة بالحكومة الإسرائيلية وفشل أيضاً بإقناع جنرالات وزارة الدفاع بضرورة تلك الضربات, وأن نتنياهو الذي وصل لعمر 73 عاماً سيحاول برئاسته الجديدة للحكومة الإسرائيلية استكمال المهام التي لم يستطع حسمها بالمرّات السابقة لفترات حكمه.

في موجبات الضربة الإسرائيلية لإيران قد يجد نتنياهو أن الظروف مناسبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتنفيذ المهمة لتخلده إسرائيل كبطل قومي يهودي, خاصة مع الأجواء المضطربة التي يعيشها الشارع الإيراني عبر انتفاضة شعبية ضد سلطة ملالي طهران, ومع تصريحات متقدمة للرئيس الأمريكي "بايدن" بتحرير إيران (قبل أن تعدل تلك التصريحات من الناطق باسم البيت الأبيض), وبظروف تعطل المباحثات النووية مع إيران في فيينا, وبظل التحالف الذي بات واضحاً بين طهران وموسكو في حربها على أوكرانيا, والهدف الأهم مع استغلال إيران لكل تلك المتغيرات عبر استمرارها سراً بالعمل للوصول للقنبلة النووية.

نتنياهو الذي وضع ثلاثة أهداف لسياساته الخارجية المستقبلية, أولها مواجهة إيران, وثانيها التعاطي بإيجابية مع جيرانه العرب وتحسين العلاقة معهم, والثالث إدارة علاقات طيبة مع موسكو في ظل الحرب الأوكرانية, والبند الأخير يحتاجه نتنياهو نظراً لمستجدات الوقائع على الأرض السورية, وازدياد الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية على أهداف إيرانية في معظم الجغرافية السورية, رغم أن قواعد الاشتباك المعلنة دون اتفاق بين تل أبيب وطهران تقول: إن إسرائيل راضية عما يحصل طالما أنها تستطيع قصف أي هدف إيراني في سوريا ساعة ما تشاء وأينما تشاء, وأن إيران راضية وتقول: لا مانع من تلقي ضربات إسرائيلية في سوريا, وأنها مستعدة لتقبل الخسائر حتى دون رد, طالما أن القصف الإسرائيلي يبقى محدوداً ولا يستهدف جذور المشروع الإيراني في سوريا وكامل المنطقة.

لكن ماذا عن المؤسسة العسكرية في إسرائيل، وهل توافق نتنياهو بقصف مفاعلات إيران إذا ما عاد مرة أخرى للطلب؟

يقول الجنرال يتسحاق بريك مهاجماً رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "ليبيد" عندما هدد بقصف إيران: إنه لأمر "محرج ومهين" أن يخرج مسؤول إسرائيلي يهدد إيران وهو يعلم تماماً أن إسرائيل لا تملك ما يغطي تهديدها أو تنفيذ المهمة, ويتساءل: بماذا ستهاجمون إيران ونحن لا نملك عدداً كافياً من الصواريخ القادرة على الوصول للمفاعلات النووية, وأن ما نملكه من الصواريخ مخصص فقط لحماية المواقع الإستراتيجية والحيوية داخل إسرائيل, وأن إنتاج تلك الصواريخ باهظة الثمن يتطلب ميزانيات وأرصدة مادية غير متوفرة الآن لإدارة الصناعات الحربية في إسرائيل, ولا قدرة للاقتصاد الإسرائيلي على تغطية أعداد كبيرة منها, ويتابع الجنرال يتسحاق مستشهداً ما حصل في الحرب الأخيرة على غزة قائلاً: القبة الحديدية معدة للتعامل مع الصواريخ الصغيرة, وعندما خضنا الحرب في غزة هرع وزير الدفاع "جانتس" إلى واشنطن مهرولاً ليطلب من زارة الدفاع الأمريكية صواريخ بدلاً عن التي استُهلكت, ويطلب أموالاً تغطي الإنتاج الجديد لتعويض النقص.

لكن ما يحتّم على نتنياهو التصعيد وقرع طبول الحرب بوجه إيران وخاصة في سوريا أن إسرائيل ومعها الكثير من عواصم المنطقة باتت على قناعات لا تقبل الشك بتعاظم الوجود الإيراني في سوريا, مما يشكل تهديداً لأمن إسرائيل وأمن عدة عواصم عربية, والقناعة الأهم أن بشار الأسد كان ولا يزال متماهياً مع المشروع الفارسي بالمنطقة بشكل كبير, وأنه فتح ومستعد أن يفتح ما تريده طهران من بوابات سورية لتيسير نجاح مشروع إيران في المنطقة عبر كل السبل السياسية والاقتصادية والميلشياوية العسكرية, وأن إسرائيل قد مهّدت لأي حرب مع إيران بعدة إجراءات منها ربط وسائط الدفاع الجوي مع بعض الدول العربية المحيطة, ونشرها لمحطات استطلاع و رادارات كشف متقدمة ببعض عواصم الخليج, ونشرت غواصاتها لتبحر سراً ببحر العرب والبحر الأحمر والخليج العربي, وهي ترقب كل شاردة وواردة تخص تحركات إيران العسكرية, وقد تطرح تل أبيب مستقبلاً فكرة الناتو الشرق أوسطي كبديل عن الناتو العربي المتعثر, وبالتالي هي أسست لشبه توافق عربي إسرائيلي على ضرورة التخلص من مشروع إيران النووي والصاروخي والتوسعي الذي يهدد تل أبيب ومعظم العواصم العربية بالخليج العربي ودول الشرق الأوسط.

فهل ينفّذ نتنياهو اليوم ما فشل به بالأمس، أم إن الخطوط الحمراء التي تفرضها واشنطن على أي عملية قصف لمفاعلات إيران ستعود وتعرقل خطواته من جديد؟؟

التعليقات (2)

    سوري مُشرد

    ·منذ سنة 5 أشهر
    حرب تندلع بين إسرائيل و إيران ستكون نبأًً ساراً لنا فالإثنين هما ألد أعداء العرب و المسلمين و الإنسانية و الحرب بينهما سوف تُضعف من قدراتهما على إرتكاب المزيد من الإرهاب و الجرائم بحق العرب و المسلمين.

    سندس

    ·منذ سنة 5 أشهر
    نتنياهو ابوس عيونك اذا ما حرقت قلب الخرامني المجوسي والمجرم السوري بشار الطنطي نتنياهو انت عظيم وعاشت اياديك التي ستحرقهم مع كلبهم نص ليره والخنازير في العراق وسوريا... عاشت اسرائيل التي ستلعن ابو الخرا مني او ما يسمى الخامني
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات