مكرمة بثمن جورب.. لماذا تتقصّد ميليشيا أسد إهانة الموالين؟

مكرمة بثمن جورب.. لماذا تتقصّد ميليشيا أسد إهانة الموالين؟

بعد أسبوع على الفضيحة التي طالت مديرية الزراعة في مدينة حماة، عقب تقديمها منحة (كسوة مالية) لعمالها والتي وصفها موالون ومعارضون بأنها الأكثر إهانة حتى الآن، بعد أن تبيّن أنها لا تكفي لشراء سوى جورب واحد فقط، كشفت مصادر لأورينت نت، عن سبب منح ميليشيا أسد المكافآت المذلّة لشبيحته وموظفيه رغم علمه بذلك.

ولا تُعتبر المنحة الأخيرة المقدّمة لعمال الزراعة في حماة والبالغة 2500 ليرة سورية بحدها الأقصى الوحيدة التي فجّرت غضب الموالين وفتحت النار على المؤسسة التابعة لميليشيا أسد التي قدمت المنحة، بل كان هناك العديد من الحالات السابقة المماثلة، ومع شرائح مختلفة من الموظفين والموالين لأسد.

تحويل الحقوق إلى (عطايا واجبة الشكر)

وفي حديثه لـ "أورينت نت"، قال المحامي السوري عبد الناصر حوشان: إن هناك بعض المؤسسات الحكومية تمنح العاملين فيها بدل لباس وطعام وهذه تُعتبر من الميزات الخاصة للوظيفة، وتأتي من طبيعة العمل الذي يمارسه العامل مثل موظفي وزارة الإعلام والزراعة والخارجية.

وبيّن حوشان أن هذا البدل عادة ما يكون مرتين سنوياً ومقداره محدد وهو ليس منحة وإنما جزء من النظام المالي للمؤسسة وحق من حقوق أفرادها أصلاً، إلا أن ميليشيا أسد وعلى سبيل المثال ربما تعلن مع قدوم فصل الشتاء توزيع بدلات عمل مجانية شتوية على عمال معمل الزيوت وهنا تكون حوّلت الحق إلى عطية واجبة الشكر.

وأضاف أن النظام عمليّاً اتبع أسلوب التجويع كي يظهر نفسه على أنه المُنقذ، وبالاستناد للمثال السابق يتم بيع بدلات العمل مثلاً ومن ثم توزيع ربع ثمنها على العمال على شكل منحة ومكرمة رغم أنها من حقهم أصلاً، وبالتالي يظهر الأسد وكأنه صاحب الفضل الذي لا ينسى عماله وموظفيه.

أنتم بلا حقوق

من جهته اعتبر المحامي "غزوان قرنفل" أن حكومة ميليشيا أسد تحرم مواليها وموظفيها من أبسط حقوقهم وتحوّلها لمكارم من الرئيس، من أجل هدف وحيد هو نسف فكرة الحقوق لدى الشعب ككل، مشيراً إلى أنه حتى الزيادة السنوية على الرواتب التي هي حق طبيعي لكل عمال الأرض يصدرها الأسد على شكل مكرمة تفضّل بها على شعبه.

وتابع قرنفل أن كل هذا فقط من أجل زرع فكرة في عقول الشعب مفادها أنه "لولا الأسد لمتم جوعاً"، وهو عملياً يعاملهم كالعبيد ويخاطبهم في بعض الأحيان كذلك وكأنه يقول "في مزرعتي لا حقوق إلا بما أتفضل به عليكم".

وعلى مدار سنوات، أثارت التعويضات التي قدمتها ميليشيا أسد لأسر قتلاها سخرية واسعة النطاق ليس بين المعارضين فحسب بل حتى في صفوف مواليه، إذ بدأت التعويضات بساعة حائط تلتها صناديق البرتقال من النخب الأول مقدمة من المؤسسة الاستهلاكية ثم تقديم ما سمته "علم الوطن المقدس".

فيما كانت آخر الصيحات على يد مدير فرع محروقات اللاذقية في حكومة ميليشيا أسد (سنان بدور) الذي منح ذوي قتلى الميليشيات والمصابين منهم (بنسبة عجز 40 بالمئة) في المحافظة، أسطوانة غاز مجانية لمرة واحدة مقدّمة من شركة "سادكوب" للمحروقات، وصولاً إلى تعويضات مخجلة وسط موجة الغلاء التي تعصف بالبلاد والتي وضعت معظم المواطنين فيها تحت خط الفقر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات