إيران تزيد إمدادات النفط الشهرية للأسد.. هل تكفي وما المقابل؟

إيران تزيد إمدادات النفط الشهرية للأسد.. هل تكفي وما المقابل؟

تغيب المعلومات الموثوقة التي يمكن من خلالها الوقوف على طريقة سداد ميليشيا أسد ثمن النفط لإيران، إلا أن الأدق وفق معطيات "أورينت نت" أن إيران تضع يدها مقابل كميات النفط على المزيد من مقدرات سوريا، فضلاً عن حصولها على كميات محدودة من الفوسفات الذي تستحوذ روسيا على نسبة 70 في المئة منه.

وكانت الأنباء عن اعتزام إيران زيادة توريداتها النفطية إلى نظام أسد من مليوني برميل شهرياً إلى 3 ملايين، قد أعادت من جديد التساؤلات عن المقابل الذي تحصل عليه طهران.

وذكرت صحيفة "الوطن" التابعة لميليشيا أسد، قبل يومين، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اتخذ قراراً بزيادة كميات النفط من مليونين إلى ثلاثة ملايين برميل شهرياً، لمساعدة النظام في تجاوز أزمة الطاقة التي يعاني منها.

وما إن انتشرت هذه الأنباء غير المؤكدة، حتى بشرّت مصادر أسد بالانتهاء من أزمة المحروقات، وسط تشكيك واسع من قبل الأوساط الموالية.

هل الزيادة كفيلة بحل أزمة المحروقات؟

وتعاني مناطق ميليشيا أسد من أزمة محروقات كبيرة، ورغم دخول فصل الشتاء لم يتم توزيع كامل مخصصات الدفعة الأولى من مازوت التدفئة المدعوم، عبر البطاقة الذكية، حيث يتم تخصيص كمية 50 ليتراً لكل عائلة، بسعر 500 ليرة سورية للتر الواحد.

ويقول المستشار الاقتصادي في مركز "جسور للدراسات" خالد التركاوي، إن إيران لم تتوقف عن مد نظام أسد بالنفط، وهذا ما جعل مشكلة نقص المحروقات ليست خانقة، وخصوصاً في العامين الأخيرين.

ويضيف لـ"أورينت نت"، أنه رغم وجود نقص في المحروقات بمناطق نظام أسد، إلا أن آلة حربه وجزءاً من مؤسساته لم تتوقف نتيجة شح المحروقات، وبالتالي فإن زيادة توريدات النفط الإيرانية، ستعطي أسد أريحية أكبر في هذا الصدد.

لكن لماذا لا تتوقف إيران عن مد النظام بالمحروقات؟، يجيب التركاوي، بأن ذلك يعود لسببين: الأول أن إيران تريد ضمان ولاء أسد لها، بدرجة أكبر من روسيا، وهذا جزء من إستراتيجية إيران لحماية مصالحها في سوريا والمنطقة، والثاني أن طهران تريد الاستحواذ على المزيد من المشاريع والامتيازات في سوريا.

في المقابل، لا يتوقع الباحث المختص بشؤون الطاقة في مركز "الأناضول لدراسات الشرق الأدنى" حسن الشاغل، أن تكون كمية 3 ملايين برميل نفط كفيلة بحل أزمة المحروقات بمناطق نظام أسد، ويقول: "يستهلك النظام في الأسبوع مليون برميل نفط في المتوسط، وبذلك فإن هذه الكمية لن تكون كافية شهرياً".

ويلفت في حديثه لـ"أورينت نت" إلى غياب المعلومات الدقيقة عن نوعية التوريدات النفطية الإيرانية، وتحديداً ما إن الكميات التي تصل هي من النفط الخام أو المشتقات النفطية، ويقول: "من المعلوم أن مصفاتي بانياس وحمص انخفضت قدرتهما الاستيعابية، وخاصة بعد النقص بالمعدات، فضلاً عن تضرر بعض البنى التحتية المرتبطة بقطاع تكرير النفط".

ما علاقة خصخصة الكهرباء ولبنان؟

من جانبه، يربط الباحث بالشأن الاقتصادي، يونس الكريم، في حديثه لـ"أورينت نت" بين زيادة إيران لكميات النفط لنظام أسد، وبين القانون الذي أصدره الأخير قبل مدة وجيزة، الذي يتضمن تعديل بعض أحكام قانون الكهرباء السابق، والسماح للمستثمرين بإنشاء محطات توليد الكهرباء اعتماداً على الطاقة المتجددة وبيعها للمشتركين.

وحسب الكريم، فإن زيادة النفط من جانب إيران، تأتي في خدمة مسعى إيران للسيطرة على قطاع الكهرباء في سوريا، أو لزيادة حصتها من هذا القطاع.

وهنا أشار الباحث إلى الأنباء عن تأسيس شركات كهرباء وأخرى تعمل في مجال قطاعات النقل بمناطق نظام أسد، وهذه الشركات تعود لإيران وأمراء الحرب الذين تربطهم علاقات جيدة مع إيران، وكذلك لمعاقبة أمراء الحرب الذين يوالون روسيا، من خلال تقليل أرباحهم من تجارة النفط مع ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

من جانب آخر، يلفت إلى أنه رغم أن خلفية القرار هي سياسية بامتياز، إلا أنه ليست كل هذه الكمية للنظام، وإنما يذهب بعضها إلى لبنان أيضاً، وتحديداً لدعم ميليشيا "حزب الله" على الصعيد السياسي اللبناني المحلي، وتحديداً لجهة إعطاء الحزب ورقة ضغط قوية على بقية الأطراف اللبنانية في موضوع تشكيل الحكومة القادمة.

كيفية السداد؟

ولا تتوفر معطيات الدقيقة عن كيفية سداد أسد ثمن النفط لإيران، وفي هذا الإطار يقول الكريم، إن إيران تسترد بعض الثمن بالكاش، أي ثمن الكميات التي يتم بيعها في السوق السوداء، أو خارج الكميات المدعومة.

كذلك تحصل إيران على كميات من الفوسفات الذي يتم استخراجه من حقول المنطقة الوسطى، إلى جانب الحصول على استثمارات مثل قطاع الكهرباء، والطرق وغيرها من الاستثمارات السيادية.

مصدر من دمشق أكد لـ"أورينت نت"، أن إيران تتعامل مع نظام أسد من منظور التابع لها، معتقداً أن "إيران تتعامل مع سوريا في إطار التعامل مع المشاريع الربحية بعيدة المدى".

ويعتمد نظام أسد على النفط الإيراني، وكذلك على النفط الذي يشتريه بثمن مخفض من ميليشيا "قسد"، ومع ذلك يمكن القول إن أزمة المحروقات مستمرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات