"هيومن رايتس" تتهم نظام الأسد وتركيا بتفاقم وباء الكوليرا في شمال شرق سوريا

"هيومن رايتس" تتهم نظام الأسد وتركيا بتفاقم وباء الكوليرا في شمال شرق سوريا

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش'' المعنيّة بحقوق الإنسان، كلاً من نظام أسد وتركيا بمسؤوليتهما عن تفاقم انتشار وباء الكوليرا في شمال شرق سوريا.

وقالت المنظمة في تقرير نُشر اليوم الإثنين، إن السلطات التركية تفاقم أزمة المياه التي تعدّ من أبرز أسباب انتشار الكوليرا، كما إن تحويل نظام أسد وجهة المساعدات على أساس التمييز وفرضه قيوداً على إدخالها يمنع الاستجابة الإنسانية والطارئة بشكل مناسب في المناطق المتضررة بسوريا.

وذكر نائب مديرة الشرق الأوسط في المنظمة آدم كوغل أن "هذا التفشي المدمّر للكوليرا لن يكون آخر مرض منقول بالمياه يمسّ بالسوريين إذا لم تُعالَج أزمة المياه الحادة في البلاد فوراً، لا سيما في الشمال الشرقي.

عوامل تأزم أزمة المياه

وبحسب التقرير، لم تضمن السلطات التركية تدفقاً كافياً للمياه من المنبع نحو الجزء السوري من نهر الفرات، ولا إمدادات مستمرة للمياه من محطة علوك باتجاه المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا قسد في شمال شرق سوريا.

وقال أحد العاملين في المجال الإنساني بشمال شرق سوريا للمنظمة، إنه "ليس من المحتّم أن تكون الكوليرا قاتلة"، لكن معدّلات سوء التغذية، وتضرّر نظام الرعاية الصحية ونقص مياه الشرب يجعل الوضع أكثر صعوبة.

وأشار التقرير إلى أن السلطات التركية فرضت منذ فبراير/شباط 2021، قيوداً شديدة على تدفق المياه إلى الجزء السوري من النهر، بأقل بكثير من 500 متر مكعّب نصت عليها اتفاقية 1987 بين تركيا وسوريا. 

وسجّلت "منظمة الصحة العالمية" حتى 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، 81 حالة وفاة بسبب الكوليرا في سوريا وأكثر من 24 ألف حالة مشتبه بها. 

بدورها نفت تركيا مسؤوليتها عن انخفاض مستويات المياه، مشيرة إلى أنها بدورها تواجه نقصاً في المياه، إلا أن المنظمة أشارت إلى تقرير سابق يُفيد أن منسوب المياه في حزانات سوريا انخفض بشكل حاد خلال النصف الأول من 2021، بينما ارتفع في الجانب التركي.

ونوّه التقرير إلى أنه "لا توجد معاهدة شاملة أو طويلة الأجل بين تركيا وسوريا والعراق بشأن تقاسم المياه، ولطالما اتهمت سوريا والعراق تركيا باستخدام هيمنتها على النهر كأداة سياسية.

نظام أسد يقيّد وصول المساعدات

وفقاً لتقرير المنظمة، تركت القيود التي فرضتها ميليشيا أسد على وصول المساعدات إلى مناطق ميليشيا قسد منشآت الرعاية الصحية والمنظمات الإنسانية تكافح لمواجهة الكوليرا.

ورغم أن وكالات الأمم المتحدة وعدت بإيصال الإمدادات الطبية من دمشق، إلا أن الإمدادت تأخرت أكثر من شهر، وقال عامل الإغاثة للمنظمة: "يقولون الأسبوع المقبل كل مرة، ولا تصلنا"، مشيراً إلى أن وكالات الأمم المتحدة تواجه على ما يبدو مشاكل في الحصول على موافقة ميليشيا أسد على نقل الإمدادات.

ولطالما عرقلت ميليشيا أسد وصول المساعدات عبر الخطوط، وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في المنظمة آدم كوغل: "في 2011، وقف السوريون بوجه حكومة ترتكب الفظائع للنضال من أجل حقوقهم المدنية والسياسية. الآن، بعد أكثر من عقد من الزمن، ها هم يكافحون من أجل تلبية أبسط احتياجاتهم الأساسية".

مطالب بوضع المحطة تحت إشراف دولي

وكانت ما تُسمى "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا، قد اتهمت في بيان مؤخراً تركيا بقطع المياه عن الحسكة منذ ما يقارب 4 أشهر بالتنسيق مع روسيا وإيران ونظام أسد، رغم التوصّل لاتفاق الشهر الماضي بوساطة روسية، يقضي بإعادة تشغيل محطة علوك بصيغة الكهرباء مقابل المياه.

وطالبت "الإدارة" المجتمع الدولي والتحالف الدولي ضدّ داعش والضامن الروسي بتحمّل مسؤولياتهم والضغط على تركيا لتحييد محطة علوك عن النزاع، ووضعها تحت إشراف دولي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات