قبل ساعات من حدوثها.. تصريحات تكشف نيّة روسيا ارتكاب مجزرة بمخيمات إدلب

قبل ساعات من حدوثها.. تصريحات تكشف نيّة روسيا ارتكاب مجزرة بمخيمات إدلب

شكّلت التصريحات الروسية الأخيرة دليلاً مسبقاً على النيّة "الإجرامية" المبيّتة لارتكاب مجزرة بحق المدنيين في مخيمات النازحين بمحيط مدينة إدلب، في سيناريو روسي متكرر لتبرير المجازر المستمرة طيلة 11 عاماً بحق المدنيين ونسبها إلى شماعة "الإرهابيين".

وفي تصريحات مريبة لما يعرف بنائب رئيس (المركز الروسي للمصالحة في سوريا)، اللواء أوليغ إيغوروف، قال فيها يوم أمس: "وفقاً للمعلومات التي تلقاها المركز الروسي للمصالحة، يخطط مسلحو "النصرة" الإرهابية (هيئة تحرير الشام) بالتعاون مع منظمة "الخوذ البيض" الإنسانية المزعومة، لعمل استفزازي في محافظة إدلب".

وأضاف المسؤول الروسي أن "المسلحين يعدون مقاطع فيديو تمثيلية لنتائج ضربات مفبركة لمخيمات اللاجئين في بلدتي كفر ديان، وكفر جالس بمحافظة إدلب من أجل اتهام القوات السورية والروسية بمهاجمة المدنيين والمواقع الإنسانية"، بحسب وكالة (نوفوستي).

وبالفعل، نفّذ الاحتلال الروسي السيناريو المبطّن بارتكاب مجزرة في تجمعات للنازحين في منطقة (كفر جالس) بمحيط مدينة إدلب، وهي ذات المنطقة الواردة في التصريحات الروسية السابقة، من خلال استهداف مخيمات (مرام، واطن، وادي حج خالد، محطة مياه كفر روحين، مخيم قرية مورين، مخيم بعيبعة) بأكثر من 30 صاروخاً محملة بقنابل عنقودية محرمة دولياً، بالتزامن مع غارات صاروخية لطيرانه الحربي على مناطق متفرقة من إدلب.

وأسفرت المجزرة عن مقتل 9 مدنيين بينهم أطفال ونساء وإصابة أكثر من 70 آخرين، وتضرر أكثر من 3621 عائلة من النازحين جراء القصف، وكذلك أضرار مادية في 63 من خيام وكرفانات النازحين وخاصة مخيم (مرام)، إلى جانب نزوح 2183 عائلة من المخيمات المستهدفة والمناطق المحيطة، بحسب فريقي (الدفاع المدني السوري) و(منسقو استجابة سوريا).

اتهامات باطلة

كما حاول الاحتلال الروسي إعادة سيناريو المزاعم المتكرر باتهام "مسلحي جبهة النصرة" في إشارة لفصيل (هيئة تحرير الشام) بالتعاون مع منظمة "الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني السوري) بالوقوف وراء المجزرة لاتهام نظام أسد وحليفه الروسي باستهداف المدنيين في مخيمات النازحين بمحيط مدينة إدلب، الخارجة عن سيطرة حليفه نظام أسد.

غير أن تلك المناطق المستهدفة تخلو تماماً من أي وجود عسكري من حيث الانتشار والمواقع والمعسكرات، وتقتصر على وجود عدد من مخيمات النازحين المشيدة والمدعومة من وكالات دولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وهو ما ينسف المزاعم والمبررات الروسية المتكررة تجاه مناطق المعارضة في الشمال السوري، بحسب فريق (منسقو استجابة سوريا).

وأدان الفريق سياسة الاحتلال الروسي وحلفائه باستهداف مخيمات النازحين بشكل متعمّد ومتكرر، مؤكداً أن المنطقة المستهدفة تضم ضمن قطرٍ مساحته 7 كيلومترات، أكثر من 23 مخيماً منها مخيمات عشوائية ومخيمات تم تشييدها من قبل وكالات الأمم المتحدة، حيث اعتبر الفريق أن ذلك الخرق "أصبح مثيراً للقلق بشكل كبير" وأنه يثبت "عدم التزام الجهات العسكرية كافة بمنع استهداف المدنيين وخاصة المخيمات".

كما أدان الفريق الحقوقي استهداف ميليشيات أسد والاحتلال الروسي للمنشآت والبنى التحتية في المنطقة من جديد، وخاصة التركيز على قطاع المخيمات، مؤكداً أن المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة بسبب جرائم وخروقات تلك الميليشيات في مناطق الشمال السوري.

سيناريو متكرر

وليس هذا السيناريو الأول من نوعه، حيث دأب الاحتلال الروسي خلال السنوات الماضية على اتهام (هيئة تحرير الشام) ومنظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بالتحضير لاستخدام السلاح الكيماوي للتغطية على جرائمها ضد المدنيين في سوريا، ولتبرير حملاتها العسكرية مع ميليشيا أسد تجاه المناطق المحررة شمال سوريا.

لكن منظمة الدفاع المدني السوري وخلال السنوات الماضية، نفت مراراً الاتهامات الروسية وكذلك الفصائل المحلية وعلى رأسها "تحرير الشام"، في حين أثبتت منظمة حظر الأسلحة الكيماوي والأمم المتحدة استخدام ميليشيا أسد السلاح الكيماوي عشرات المرات ضد المدنيين في سوريا، والتي كان أولها وأكبرها مجزرة الغوطة الشرقية في آب 2013، ورح ضحيتها أكثر من 1300 مدني معظمهم نساء وأطفال، ليبقى أسد ونظامه دون محاسبة عن تلك الجرائم وبغطاء روسي.

التعليقات (1)

    اللهم عليك بالظالمين

    ·منذ سنة 5 أشهر
    اللهم عليك بروسيا وإيران والنظام الطائفي لفشار الفسد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات