ترسم التكاليف المالية للمعيشة اليومية بمناطق سيطرة نظام أسد، مؤشراً واضحاً على مستوى الأزمات الاقتصادية المتفاقمة بالرغم من كل الشعارات والتصريحات الرسمية الواعدة بتخفيف تلك الأزمات عن ملايين السكان وخاصة الفئة المعدمة، لا سيما وأن تكلفة طبخة يومية واحدة تفوق الراتب الشهري لموظف حكومي.
تلك المؤشرات برزت خلال برنامج يومي تقدمه جريدة "الوطن" الموالية على صفحتها بفيسبوك، تحت عنوان (جولة على الأسواق) والذي يتضمن جولة داخل أسواق دمشق لشراء طبخة لأحد المتسوقين، حيث بلغت أسعار مقادير الطبخة لأسرة متوسطة راتب شهر كامل لموظف في مؤسسات حكومة أسد، في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة ومترافقة بانهيار متواصل للعملة المحلية.
وفي الجولة ضمن أسواق الشيخ محيي الدين وسط دمشق، قررت المذيعة شراء مقادير طبخة وتقديمها لأحد الأشخاص الذين قابلتهم في السوق، حيث بلغ ثمن تلك المقادير المخصصة لطبخةٍ تكفي عائلة من (6 أشخاص) مبلغ (100 ألف ليرة) أي ما يفوق راتب المتسوق وهو موظف من الدرجة الثانية في مؤسسات الحكومة.
وفي التفاصيل، فإن المواد التي اشترتها المذيعة من السوق لعمل طبخة (رز بالبازلاء) بلغت (95300 ليرة) موزعة على "1050 غرام من لحم الغنم بسعر 45 ألف ليرة، وكيلو من البازلاء بسعر 24 ألف، و2 كيلو من اللبن بسعر 7300، و2 كيلو من الرز بسعر 8800، و2 كيلو من الخيار بسعر 3000، إضافة لـ 3 كيلوغرام من البطاطا بسعر 7500).
لكن تلك تكلفة الطبخة اليومية الواحدة لعائلة متوسطة، لم تشمل أسعار الغاز وغيرها من الخضار والخبز، حيث أقر الموظف بأن راتبه الشهري هو (90 ألف ليرة) بينما تحتاج العائلة لأكثر من 300 دولار ما يعادل ( مليوناً ونصف المليون ليرة) شهرياً بحسب تقديرات محلية.
أزمات اقتصادية
وتعاني مناطق سيطرة حكومة ميليشيا أسد أزمات اقتصادية غير مسبوقة بتاريخ سوريا على صعيد ارتفاع الأسعار وفقدان المواد الأساسية والبطالة وانهيار العملة المحلية، وذلك بسبب الفساد الحكومي وتفشي ظاهرة أمراء الحرب بين المسؤولين، بينما تحمّل حكومة الميليشيا الدول الغربية مسؤولية أزماتها كونها تفرض عليها بعض العقوبات.
ويحاول مسؤولو الحكومة تبرير تلك الأزمات بطرق استفزازية وبعيدة عن المنطق، متناسين الفساد الممنهج والسرقات والاحتكار المتّبع من المقربين من بشار أسد وكبار مسؤوليه، إضافة لبيع البلد لإيران وروسيا اللتين تتحكمان بمواردها لتعويض بعض الخسائر.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت مطلع العام الحالي، أن 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، و 60 بالمئة منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، بما يعكس إصرار بشار أسد ونظامه على تجويع السوريين المتبقّين بمناطق سيطرته وحصرهم في خيارات الموت البطيء، أو دفعهم للهجرة بعد أن يبيعوا أملاكهم ويدفعوا أثماناً باهظة للحصول على "جواز سفر"، استنفاداً لآخر بريق أمل لديهم، تطبيقاً لشعاره الذي رفعه أثناء مسرحية الانتخابات الرئاسية الأخيرة: "الأمل بالعمل".
التعليقات (6)