ناجٍ من صيدنايا لأورينت: قطّعوا الجنين في بطن أمه وجنسيات مختلفة تشارك في التعذيب (فيديو)

روى المعتقل السابق محمد خضر علي أهوال ما كابده من صنوف التعذيب في أقبية سجن صيدنايا سيئ الصيت، حيث أمضى عشر سنوات كان خلالها شاهداً على جرائم ارتكبها جلّادون من لبنان والعراق وإيران بحق الرجال والنساء وأطفال.

وقال المعتقل محمد خضر علي  المنحدر من القنيطرة في مقابلة مع أورينت إنه اعتُقل في 15 كانون الثاني 2012، وقد أطلق سراحه مؤخراً بعد أن أمضى 10 سنوات في سجن صيدنايا ومن ثم بضعة أشهر في سجن حلب المركزي.

وأضاف أنه في ذلك اليوم كان يعمل في دمشق على "طنبر" لبيع المازوت وخلال عودة لمنزله في المساء تفاجأ بميليشيا أسد تحاول فض مظاهرة بالرصاص والقنابل، ما أدى إصابة أحدهم وسقوطه بجوار عربته، وعندما نزل لمساعدة المصاب باغته أحد رجال الأمن من الخلف بضربه على رأسه ليفقد الوعي ويجد نفسه في أقبية فرع أمن الدولة.

وتحدث عن أصناف العذاب كابدها وباقي المعتقلين في سجن صيدنايا، وقال إنها شملت الضرب بالهراوات والأنابيب المعدنية والبلاستيكية والاغتصاب واقتلاع الأظافر والتجويع والحرمان من النوم. 

 الأسوأ بحسب علي كان التعذيب الذي يمارسه سجانون لبنانيون وعراقيون وآخرون لا يتكلمون العربية، مضيفاً أنهم كانوا يستخدمون الكهرباء لتعذيب المعتقلين، حيث يضعون أحد أقطاب الكهرباء على لسانه والقطب الآخر على مناطقه الحساسة، كما يتفاخرون بتقطيع المعتقلين إلى أجزاء صغيرة.

أحد أساليب التعذيب الأخرى كان الكرسي المعدني الذي يوقد أسفله النار ويُجبر المعتقل على الجلوس عليه ليحترق مكان الجلوس والمناطق الحساسة، فضلاً عن حفرة الأسيد التي يستخدمها السجانون في تصفية المعتقلين.

تجويع شديد وجريمة شنيعة

وأشار إلى أن المعتقلين اضطروا إلى أكل النمل والصراصير وغيرها من الحشرات نتيجة تعمد إدارة السجن تجويعهم، إذ كانت البيضة المسلوقة يتقاسمها 4 أشخاص ليخرج شخصياً من السجن بوزن 39 كيلو بعد أن كان وزنه قبل اعتقاله 131 كيلو غراماً.   

وتطرق إلى حادثة شهدها بأم عينه حينما أقدم السجانون على تصفية معتقلة حامل من مدينة مضايا من آل "ستوت" قبل وضعها بأيام عبر بقر بطنها بمنشار وتقطيع جنينها.

وقال إن ميليشيا أسد رمته مع معتقلين آخرين بعد إطلاق سراحه عند معبر أبو الزندين في منتصف الليل وتركتهم لمصيرهم.

الأقسى كان مصير عائلته، إذ قال المعتقل إنه بعد وصوله إلى مناطق الشمال بدأ يستعلم عنها من الأهالي وقد علم أنها قد غادرت دمشق عام 2015 نحو مناطق ريف إدلب، وهناك قتلت عن أكملها بغارة جوية استهدفت قرية عرب سعيد، حيث كانت تقيم ليبقى المعتقل وحيداً.

وسبق أن وثقت "أورينت نت" شهادات ناجين من الموت خرجوا من أقبية النظام وسجون حلفائه كان آخرها شهادة المعتقل السابق مصطفى الحميد الذي كشف النقاب عن سجن إيراني السرّي يُدعى (سجن الهنغار)، يقع في ريف حلب الجنوبي في جبل الواحة المطل على مدينة السفيرة.

وقبل أيام كشف تحقيق لـ (المركز السوري للعدالة والمساءلة) أدلة جديدة على ارتكاب نظام أسد وميليشياته جرائم إحراق جثث المعارضين والتخلص من الرفات البشري بعد عمليات الإعدام الميداني، ما يثبت بالأدلة القاطعة منهجية ميليشيا أسد بارتكاب كبرى الجرائم تجاه السوريين بشكل ممنهج وبحضور كبار ضباطها.

وكانت الولايات المتحدة نشرت صوراً جوية لسجن صيدنايا تُظهر إنشاء حكومة ميليشيا أسد محرقة للتخلص من جثث الآلاف من المساجين الموتى في السجن.

يُشار إلى أن تقرير منظمة العفو الدولية كشف أنه في الفترة من 2011 إلى 2015، كانت تؤخذ مجموعات لا تقل عن خمسين من نزلاء سجن صيدنايا كل أسبوع إلى خارج الزنزانات ويُضربون ثم يُشنقون في منتصف الليل.