جيوش العرب ملكية خاصة للحاكم العربي تحميه وتدعمه وتسحق معارضيه

جيوش العرب ملكية خاصة للحاكم العربي تحميه وتدعمه وتسحق معارضيه

الهجمة على بلادنا ليست بنت اليوم، إنها عقدة قتل الأب الحضاري الذي علّم الغرب كله كيف يدخل الحياة كبشري!

نحن علمناهم الكثير, الحضارة بدأت في بلادنا, ورسل السماء إلى الأرض اختار لهم الله أرضنا لكي يضعوا حجر الأساس للجسر الذي يربط التراب بالسماء السابعة, علّمناهم الموسيقى والوصايا الأولى التي تنقل الكائن البشري من الغابة إلى المدينة, لهذا كان هدفهم منذ قرون اغتيالنا ونهب تاريخنا كله ليؤسسوا على أشلائنا نحن عصور نهضتهم ويدفعوا بنا إلى العتمة!

في كل المراحل حاولوا الاقتصاص من سطوعنا, ونجحوا, إلى درجة أننا صرنا نتواطأ معهم على أنفسنا!

الاحتلالات والانتدابات والاغتصابات, تحوّلنا إلى حقل تجارب معاصر, على أجسادنا يجربون أحدث ابتكاراتهم, نحن صنعنا الحرف والدولاب والسلام والمحبة وهم صنعوا البارود والقذيفة وراجمات الصواريخ!

وعلى كوكب واحد لا يعيش نقيضان, لهذا يعمدون إما إلى إلغائنا أو تدجيننا وترويضنا, ليسهل عليهم امتطاؤنا حتى آخر الأزمنة, نحن اليوم نساعدهم على ذلك, نتقن الطأطأة جيداً, والتأتأة, ولا نجيد من فن الحرب سوى غرز خناجرنا في ظهور بعضنا.

في كل المختبرات العلمية يحتاج علماء الجينيات، والطبيعيات إلى فئران للتجارب، في واقع الحال الدولي والقوى الكبرى، نحن أرض واسعة توفّر فئراناً بشرية يمكن إجراء كل تجارب العلوم والتكنولوجيا عليها، ولن يعترض أحد.

فلسطين وشعبها كانت البدايات، وأفلح الأوغاد باقتطاعها، وتهجير من تبقى من أهلها إلى كل أصقاع الأرض، والذين ظلوا هناك، موضوعون في قفص السلطة الغاشمة، تحت رحمة الدبابة والطائرة المقاتلة، وعالم شاهدٍ للزور.

والعراق كان حقلاً للتجارب التالية، ولا يزالون على أشلاء شعبه وترابه يجرّبون آلتهم الحربية وآخر ما يتفتق عنه العقل الدموي من أفكار لاهبة.

وحين حاولت شعوب المنطقة العربية النهوض من تحت ركام أنظمتها الغاشمة في ربيع عربي تمت خرفنته بكل قسوة وقوة، حاولت تلك القوى قمع الأمل، وتحويل الثورات عن مسارها، ووضعت كما العادة يدها وأسلحتها في أيدي الطغاة.

السلاح الأخطر في قبضة القوى التي تحكم العالم هو الأنظمة العربية، وهي في معظم بلاد العرب واحدة، تعيش توأمة السلطة والقمع واضطهاد الشعوب..

هذه الأنظمة مهمتها الأساس تدجين شعوبها منذ بدايات تسنمها السلطة، تجويع شعوبها، وبناء السجون أكثر من بناء المدارس، وتقوية جيوشها لتكون تلك الجيوش خنجراً بيد الحاكم العربي غالباً ما يوجهه إلى شعبه، ومقصّاً يقوم بقطع الألسنة التي تقوى على الصراخ والأكف التي ترتفع بِشارة الحرية والانتصار.

وما حدثَ خلال السنوات الأخيرة من خلال الوسائل القمعية التي واجهتها الثورات العربية على يد القوات المسلحة في كل بلدٍ اشتعلت فيه صرخة الحرية، بدءاً من تونس ومصر، وصولاً إلى سورية، لخير دليل أن جيوش العرب هي ملكية خاصة للحاكم العربي، يقوّيها ويرعاها ويؤسسها لتكون حاضرة لحمايته وقت الحاجة، جاهزة لترفع الصوت والسّوط في وجه الشعوب، وهي تفلح في ذلك إلى حدّ غير مسبوق في جيوش العالم كله.

جيش النظام السوري على سبيل المثال بقي محافظاً على انتمائه لصاحب النظام، وتحول لأداةٍ قامعة، قاسية، تعاونت مع بقية الأجهزة المخابراتية في التأسيس لمجازر لم يشهد التاريخ البشري مثلها، على الرغم من أن أفراد الجيش هم في الأصل أبناء للشعب، أولاد وأحفاد وأزواج لعائلات لاقت الموت والتعذيب على أيدي أبناءٍ لها، غسل النظام أدمغتهم، وجرّدهم من إنسانيتهم إلى درجة مذهلة.

وإذا كانت بعض الأنظمة العربية شهدت عقب ثوراتها تبديلاً في شكل النظام، وسيطرة للجيش كاملة، ليتحول قائد الجيش فيها إلى موقع الرئاسة كما في مصر، فإن الوضع في سورية مختلف تماماً، خاصة في التركيز ومنذ أجيال على أن يكون رئيس البلاد هو شخصياً القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة!.

الموت الفلسطيني منذ النكبة ولآخر الأزمنة، لم يعُد مؤثّراً في الإنسان العربي، ولا حتى في شعوب العالم ككل، ولا الموت العراقي..

الموت السوري المستمر منذ أكثر من 13 عاماً، تحوّل لمجرد خبر عابر في نشرات الأخبار..

مسوخ نحن، منحطّون نحن وأذلّاء ومسحوقون وحقراء حتى يثبت العكس. 

متخاذلون، وعميان وألسنتنا مقطوعة وندّعي أننا أسياد البلاغة والتصريح المباح وغير المباح.

وأكثر من كل هذا الانحدار نحن، حين علانية وأمام أعين الكون كله يُسحل ويُسحق ويُقتل ويُدمَّر أبناؤنا، وأكثر ردات أفعالنا البكاء أو التلطّي وراء شعارات فضفاضة نلجأ إليها منذ أجيال، ولا نتجرأ على الفعل.

يا الله ماذا يمكن أن يثير نخوتنا أكثر مما نرى من موت وذل؟.

ما الذي يجعلنا ننهض من سباتنا ونقوم إلى الفعل؟.

هل أصابنا فيروس التطنيش، فلم نعد نهتمّ بموتنا اليومي حتى؟.

ما الذي قد يجعلنا نستعيد الرجولة والفداء والصرامة والكبرياء وعزة النفس؟.

يوم صرخت امرأة عربية في عمورية: وا معتصماه، قاد المعتصم جيشه لنجدتها، وحقّق التوازن الطبيعي ما بين القائد صاحب الكرامة، وبين الشعب الذي يثق بالقيادة.

أي ثقة اليوم بين الشعوب العربية وقادتها؟؟ بين رجال الفكر وقرّائهم، وبين الرعية المغمضة العينين ورجال الدين؟.

المسلمون في كل مكان أثار حميّتهم ونخوتهم الاعتداء على الرسول الكريم بالكاريكاتور الدانماركي فقاموا إلى الاحتجاج والمسيرات، هولاء أنفسهم ، كيف لم يُثِر نخوتهم الاعتداء اليومي على أبناء سورية وأطفالها وتعرضهم في كل لحظة لمحرقة ومجزرة لا ترحم ولا تترك من لهيبها السافر أحداً؟.

أنا شخصياً، بدأت أكفر بكل شيء، أنا المواطن اليائس من كل شيءٍ، بدأت أشفق على نفسي لأنني أنتمي لعرب لا يشعرون بالغضب، ولا يشعرون بالعار.

أي عار أكبر مما نعيش اليوم، فهل ننتظر المزيد لكي نكتشف أننا شعوب باتت بلا دم؟.

التعليقات (2)

    قفطان سليم عزالدين

    ·منذ سنة 4 أشهر
    تقرير موضوعي العسكر هم رمز التسلط والاذلا لشعوبهم العربية من المحيط الاطلسي حتى الخليج

    سوري مُشرد

    ·منذ سنة 4 أشهر
    البلاد العربية كلها ( إلا دولتان ) تُحكم من قبل طغاة مجرمون لصوص بحكم استبدادي يعمل فيه الجيش و الشرطة و المخابرات دورهم في التنكيل بالشعب كما يريد الطاغية و مع دعم الغرب للأنظمة القمعية الإستبدادية التي تحكم الدول العربية فلا أمل للشعوب العربية في الإنعتاق من عبودية هذه الأنظمة و استبدادها مع الأسف !!!
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات