هيومن رايتس: قسد تشرّد 147 عائلة وتدمّر عشرات المنازل بالحسكة

هيومن رايتس: قسد تشرّد 147 عائلة وتدمّر عشرات المنازل بالحسكة

كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، أن ميليشيا "قسد" دمّرت وخرّبت 140 مبنًى سكنياً في الحسكة يؤوي 147 عائلة في شهري كانون الثاني وشباط الماضيين، بحجة ملاحقة مسجونين ينتمون لداعش هربوا من سجن غويران المركزي ومجموعات مسلحة تابعة لهم.

وفي تقرير مطوّل لها أكدت المنظمة الدولية نقلاً عن شهود عيان أن ميليشيا "قسد" قامت باستخدام جرّافات لهدم بيوت الناس في حيَّي غويران شرقي والزهور بمدينة الحسكة، كما إنها فجّرت ألغاماً وضعها عناصر داعش خلال عمليات تمشيط المنازل دون أن تعوّض أصحابها.

وأشارت "رايتس ووتش" إلى أنه يجب على قسد تعويض الأشخاص المتضررين وتقديم جبر مالي لجميع المتأثرين بالهدم، مضيفة أنه يجب أيضاً توضيح سبب هدم بيوت الناس بحجة تأمينها من داعش دون اللجوء الى خيارات أخرى على الرغم من وجودها.

من ناحيته أوضح المدير المشارك لقسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش "جيري سيمبسون" أنه ينبغي على ميليشيا "قسد" مساعدة العائلات المتضررة على إعادة بناء حياتها بعد أن هدمت بيوتها، وشرح سبب إقدامها على ذلك. 

وكانت ميليشيا قسد وحلفاؤها من الأسايش انتشروا في أجزاء مختلفة من مدينة الحسكة شباط الماضي ولا سيما في أحياء غويران والمفتي والناصرة والزهور، بحثاً عن محتجَزين فارّين ومقاتلين من داعش هاجموا السجن، ما أسفر عن نزوح 6 آلاف شخص من سكان حيّي غويران والزهور.

شهادات وتوثيق

ونقلت المنظمة عن ثلاثة من السكان أنهم رأوا أو سمعوا مركبات ثقيلة وصفوها بأنها جرافات تهدم منازلهم أو منازل أشخاص آخرين، فيما أكد 11 آخرون أنهم عندما عادوا إلى منازلهم وجدوها مهدَّمة وأن الجيران أخبروهم أن قسد قد هدمتها بالجرافات. 

من جهتها بيّنت الأمم المتحدة في تقرير لها أن صور الأقمار الصناعية المتعلّقة بـ 40 مبنى متضرراً قرب السجن أثبتت بعد التحليل أن بعضها هُدِم بجرّافات من طراز عسكري.

تقرير الأمم المتحدة أظهر زيف مزاعم القائد العام لقسد (مظلوم العبدي) الذي ادعى أن قواته استخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فقط خلال العملية، كما "اعتمدت التعامل الدقيق والإجراءات الاحترازية لحماية المدنيين وممتلكاتهم"، الأمر الذي كذّبته صور الأقمار الصناعية التي أكدت وجود آليات ثقيلة وجرافات عسكرية. 

لا تعويضات للمتضررين

وتابعت "رايتس ووتش" أن ميليشيا قسد لم تبلغ السكان المتضرّرين بشأن أي تعويضات أو إعادة إعمار أو خطط سكنية بديلة، كما إنه لم يثبت استخدام مقاتلي داعش للألغام والمتفجرات لتفخيخ تلك المنازل، كما حمّلت ميليشيا قسد مسؤولية احترام القانون الدولي الذي يشمل حماية منازل المدنيين من الهدم التعسّفي، مطالبة بالالتزام بتقديم التعويض والمأوى المناسبَين للمتضررين.

وطالبت "رايتس ووتش" بحسب المسؤول فيها "سيمبسون" بوجوب تقديم الجبر لضحايا عملية "مطرقة الشعوب" لافتاً إلى أن العائلات المتضررة بحاجة ماسّة إلى مساعدة فورية خاصة مع حلول فصل الشتاء.

وأضاف أنهم حصلوا على فيديو يُظهر آلية بناء كبيرة تنقل الركام في منطقة سكنية ومركبة عسكرية مركونة في الجوار من طراز "أوشكوش إم-إيه تي في" وهو نوع آليات عسكرية مصفّحة تستخدمه ميليشيا قسد وقوات التحالف شمال شرق سوريا.

وأوضح سيمبسون أن مسحاً أجراه نشطاء محليون بيّن أن 48 مبنًى متعدّد الطوابق تسكنها 49 عائلة قد هُدّمت بالكامل، في حين أن 26 مبنًى تؤوي 26 عائلة لحقت بها أضرار جسيمة، كما لحقت أضرار متوسطة بـ 26 مبنى تؤوي 31 عائلة وأضرار جزئية بـ 40 مبنى تؤوي 41 عائلة، مؤكداً أن 131 من هذه المباني كانت في غويران شرقي، و9 في حيّ الزهور.

هجوم سجن الصناعة

يذكر أن عناصر من تنظيم داعش هاجموا سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة الذي يضم نحو 4 آلاف شخص في العشرين من كانون الثاني الماضي واشتبكوا بمعارك كبيرة لمدة 10 أيام مع ميليشيا قسد وسط تدخل بري وجوي لقوات التحالف الدولي الموجودة بالمنطقة، ما أسفر عن سقوط 500 قتيل وتهجير نحو 45 ألفاً من السكان في الأيام الأولى للهجوم.
 

 

 

التعليقات (1)

    sundus

    ·منذ سنة 4 أشهر
    مزعوجين على اخوتكم الدواعش, هذا من حقكم ومن حق الكرد ان يدوسوا على افواهكم القذره لكل منا حقه, حريه ويوقراطيه
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات