بسبب تحقيق صحفي.. إعلامي من غزّة يفضح ميليشيا حماس: حاوَلوا اعتقالي واقتحموا منزلي

داهمت مجموعة من عناصر الشرطة التابعة لميليشيا "حماس" الفلسطينية منزل صحفي فلسطيني في قطاع غزة، وذلك عقب كشفه شبكات تُدير عمليات الاتّجار بالبشر، من خلال الاحتيال والنصب على من يرغب بالهجرة، وكذلك الأسباب التي تدفع الشباب للهجرة من القطاع.

وخرج الصحفي أحمد سعيد في بث مباشر عبر صفحته في "فيسبوك"، اليوم الإثنين، أوضح فيه أنه اضطُر للخروج من المنزل بعد مداهمة دورية تابعة للشرطة بغرض اعتقاله.

وقال سعيد إنه تواصل مع مكتب النائب العام بغزة وحصل على تعهد بتوفير الحماية وكافة الضمانات في ملف "تجارة الموت".

ولخّص الصحفي الفلسطيني قضية غرق القارب الذي كان يُقلّ شباناً من غزة، بأن الحادثة أدت إلى وفاة 5 شبان، وهناك 5 شبان في طريقهم الآن إلى غزة قادمين من ليبيا، في حين ما زال 5 آخرون في عِداد المفقودين. 

وتسبّب فتح الصحفي أحمد سعيد لهذا الملف بتهديده والتهجّم على منزله قبل أيام من قبل أشخاص يتبعون لشبكات التهريب، كما وصل الأمر لمداهمة الشرطة منزله اليوم.

ونشر سعيد مقطع فيديو يُظهر عناصر الشرطة خلال اقتحام منزله لاعتقاله وتصدّي أفراد عائلته لهم، أثناء بث مباشر أيضاً على "فيسبوك"، قبل أن يغادر المنزل ويعود إليه بعد الحصول على الضمانات.

وأكد أن الدورية التي قالت إنها جاءت للتفتيش حاولت اقتحام المنزل دون وجود بلاغ أو استدعاء رسمي.

وتعاطف عشرات الصحفيين والناشطيين الفلسطنينيين مع سعيد، واستنكروا محاولة اعتقاله من قبل شرطة "حماس"، حيث أكد الإعلامي والباحث ماجد عزام، أكد أن الشرطة تتبع لـ"حماس"، وذلك بعد إعداده تحقيق مهني عن أسباب هجرة الشباب بشكل غير شرعى من غزة.

ومن جانبه، أعلن الصحفي تامر المسحال، تضامنه مع سعيد، وكتب عبر "فيسبوك": "متضامن مع الصحفي أحمد سعيد ومع حماية كل صحفي باحث عن الحقيقة #الصحافة_ليست_جريمة".

وكانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين استنكرت في بيان اقتحام منزل الصحفي أحمد سعيد، وتوجيه التهديدات له بعد التقرير الذي أعدّه عن هجرة الشباب من قطاع غزة وغرقهم في البحر عبر قوارب الموت.

وكان سعيد قد طرح قبل أيام بالأدلة والبراهين تعرض الشبان الذين كانوا على متن "قارب الموت" الذي غرق قبالة سواحل تونس، للنصب والاحتيال من قبل عصابات التهريب التي أخذت من بعضهم مبالغ مالية كبيرة، وأجبرت آخرين على توقيع سندات أمانة، قبل الصعود على القارب.

وينشط الصحفي أحمد سعيد في ملاحقة المهربين وتجار البشر في قطاع غزة، وبحسب نشطاء فلسطينيين نجح سعيد في إعادة بعض الشباب الذين تم خداعهم وما زال ينشط لعودة الباقين.