قائدها مطلوب لأمريكا.. "الوحدة 4400" ذراع ميليشيا حزب الله بسوريا ما مهمامها ومن يتزعمها؟

قائدها مطلوب لأمريكا.. "الوحدة 4400" ذراع ميليشيا حزب الله بسوريا ما مهمامها ومن يتزعمها؟

سلط القصف الإسرائيلي الأخير على أهداف ميليشيات إيران في سوريا الضوء مجدداً على المجموعات التي يعتمد عليها الحرس الثوري الإيراني وميليشياته، لنقل الأسلحة والعتاد إلى ميليشيا حزب الله اللبناني مروراً بسوريا والعراق.

وأفادت تقارير إعلامية أن الغارات الإسرائيلية على محيط دمشق خلال الأسبوع الماضي استهدفت مستودعات أسلحة تديرها وحدة خاصة تابعة لميليشيا حزب الله تدعى "الوحدة 4400".

وكان الصحفي والأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين، قال بوقت سابق لموقع "أورينت نت"، إن "المخابرات الإسرائيلية كلما حصلت على معلومات تفيد بأن هناك نقل أسلحة من إيران إلى ميليشيا حزب الله اللبناني عن طريق الوحدة 4400 الخاصة والتابعة للحزب، يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بقصفها سواء على الطريق أو عندما تصل إلى المطار أو على الحدود السورية مع العراق أو لبنان".

وتحدثت تقارير إعلامية أن "الوحدة 4400" مسؤولة عن نقل الأسلحة بما في ذلك الطائرات المسيّرة من إيران لحزب الله، مشيرة إلى أن الوحدة بقيادة "الحاج فادي" تنقل الأسلحة بالتنسيق مع "الوحدة 190" التابعة لميليشيا "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني التي يقودها بهنام شهرياري.

وحدة نخبة

وعقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة، كتب محللون عسكريون إسرائيليون أن إيران مستمرة في جعل زعيم "حزب الله" حسن نصر الله قوياً وقاتلاً، وفي طريقها لمواصلة إحكام قبضتها على سوريا، لذلك بدأت "الوحدة 4400" العمل، حيث تهتم بنقل المكونات والتكنولوجيا لإنتاج الطائرات المسيّرة في سوريا، وكذلك تهريب الأسلحة من إيران إلى حزب الله.

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي نعوم أمير، عبر موقع "مكور ريشون"، إن الغارات الأخيرة على مطار الديماس الشراعي في محيط دمشق استهدفت موقعاً يستخدم لتجميع طائرات مسيّرة تم نقل أجزائها من إيران إلى سوريا تحت غطاء نقل معدات إنسانية.

وأشار إلى أن "الوحدة 4400" هي وحدة النخبة التي أسسها حسن نصر الله، والتي تهدف إلى نقل المكونات والتكنولوجيا والأسحلة، ويُعتقد أيضاً أن الوحدة تقوم بتهريب أسلحة خطيرة إلى ميليشيا حزب الله مباشرة من "فيلق القدس"، وتعمل على الأراضي السورية إذ تعرضت لهجمات هناك بوقت السابق.

4400 أم 108

وخلال السنوات الماضية كانت الاستخبارات الإسرائيلية تتحدث عن "الوحدة 108" التابعة لميليشيا حزب الله، إذ كانت مسؤولة عن نقل السلاح للحزب، وتم الكشف عنها في 2018 بحسب الإعلام الإسرائيلي. 

إلا أن الحديث عن "الوحدة 4400" يعدّ مفاجئاً، حيث أوضح موقع "Intelli Times" الاستخباراتي الإسرائيلي أن الوحدة مازالت معروفة برقم 108، وقائدها وعملها معروفان منذ أربع سنوات. 

وبيّن أنه إذا كان هناك واحد جديد فهو في رقم الوحدة (4400)، لافتاً إلى أن "حزب الله" يميل إلى العودة إلى أرقام الوحدات السابقة مثل 1800، 2800، 3800 اعتمادًا على الساحة الجغرافية.

الوحدة 108 في تقرير فرنسي في 2010

وكانت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نشرت في تقرير عام 2010 معلومات سرية حصلت عليها وزارة الددفاع الفرنسية، تكشف طرق الإمداد التي يتبعها "حزب الله" لنقل الأسحلة من إيران إلى لبنان عبر سوريا.

وبحسب الصحيفة، كان حزب الله يعتمد حينها على 3 وحدات لوجستية مخصصة لنقل الأسلحة وتوزيعها على عناصر الميليشيا، وهي:

1-   "الوحدة 108": كانت مخصصة لنقل الصواريخ، ويقع مكتبها الرئيسي في دمشق، ومسؤولة عن نقل الأسلحة والذخيرة بين مخازنها في سوريا ومنشآت أخرى على الحدود السورية اللبنانية.

2-   "الوحدة 112": مسؤولة عن إمداد مخازن حزب الله الموجودة في لبنان، وتوزيع الأسلحة التي توفرها الوحدة 108 على قواعد الأحزاب الشيعية في سهل البقاع.

3-    "الوحدة 100": تتكون من قسمين متخصصين مهمتهما تأمين نقل عناصر ميليشيا حزب الله، بالإضافة إلى خبراء إيرانيين يسافرون بين لبنان وسوريا وإيران عبر مطار دمشق. 

"الحاج فادي" المقرّب من نصر الله

وكان الموقع الاستخباراتي قد نشر قبل سنوات معلومات عن قائد "الوحدة 108" التي كانت توصف بوحدة تهريب الصورايخ الإيرانية، أما بعد تحولها لـ"الوحدة 4400" فباتت توصف بوحدة تهريب المسيّرات.

وبحسب الموقع فإن الوحدة يرأسها محمد جعفر قصير المعروف أيضاً بلقب "الحاج فادي"، وهو من سكان قرية دير قانون النهر بالقرب من مدينة صور جنوب لبنان.

وأشار إلى أن الحاج فادي مقرب جداً من زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصر الله، لأن شقيقه حسن قصير هو صهر نصر الله، لذلك فهو يعتبر من أفراد عائلة يدعمها نصر الله ويعتمد عليها في مهام حساسة ومعقدة.

ملاحق أمريكياً

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد صنفت في 2018 محمد جعفر قصير، المعروف أيضاً باسم الشيخ صلاح وحسين غولي بشكل خاص كإرهابي عالمي، وأعلنت عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على أي معلومات عنه، كونه من أبرز ممولي عمليات حزب الله، من خلال أنشطة التهريب والمشتريات غير المشروعة.

ويعتبر قصير بحسب الوزارة، مصدر تمويل هام لميليشيات حزب الله وفيلق القدس الإيراني ونظام أسد، وذكرت أن قصير يقود "الوحدة 108" لحزب الله، والتي تقوم بتسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا وأنواع الدعم الأخرى من سوريا إلى لبنان بالتنسيق الوثيق مع فيلق القدس.

كما يعدّ قصير بحسب تقارير إعلامية، من أبرز المتهمين بقضية شحنات نترات الأمونيوم التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت عام 2020، والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا ودمار كبير، فضلاً عن تأثيراته الكارثية على الاقتصاد اللبناني المتهالك أساساً.

وشهدت الأراضي السورية خلال السنوات الماضية، استهداف إسرائيل بمئات الغارات لمواقع وأهداف تابعة لإيران وميليشياتها، ويواصل مسؤولون سياسيون إسرائيليون التأكيد أن السياسية الأمنية الإسرائيلية لن تسمح بنقل الأسحلة الإيرانية لميليشيا حزب الله في لبنان، وستمنع أي تموضع عسكري إيراني يجعل من سوريا قاعدة متقدمة لإيران مع إسرائيل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات