"الأناضول" تواجه الحكومة والمعارضة بحقيقة أوضاع السوريين في الشمال المحرر (صور)

"الأناضول" تواجه الحكومة والمعارضة بحقيقة أوضاع السوريين في الشمال المحرر (صور)

على الرغم من مزاعم المعارضة التركية حول عودة الأوضاع المعيشية في سوريا بعدة مناطق ولاسيما في إدلب إلى أوضاعها الطبيعية، إلى جانب تصريحات المسؤولين الحكوميين والقرارات التي اتخذوها فيما يخص اللاجئين وتأمين البيئة المناسبة لعودتهم، إلا أن وسائل إعلامهم الرسمية نفسها صورت الواقع الحقيقي والمأساة التي يعيشها السوريون هناك في ظل نقص المساعدات والمواد الإغاثية.

ففي تقرير لها نشرت وكالة الأناضول صوراً لمعاناة الأطفال والنساء في مخيمات إدلب، حيث يقوم الكثير من الأهالي بجمع أكياس النايلون وروث الحيوانات للتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء وانعدام الغاز والحطب في تلك المناطق.

وبيّنت الوكالة أن المدنيين الذين هربوا من هجمات ميليشيا أسد وحلفائه في محافظة إدلب وقاموا بالاحتماء بتلك المخيمات التي أقيمت على الحدود مع تركيا، بدؤوا استعداداتهم لمواجهة فصل الشتاء عن طريق جمع النايلون والملابس القديمة، كما إن مئات الآلاف منهم يواجهون أوضاعاً مأساوية ولا يستطيعون تحمُّل تكاليف الوقود.

من ناحيتها ذكرت السيدة "خالدية أحمد" التي تعيش في مخيم بقرية كفرعروق شمال غرب إدلب، أنها تقوم الآن بالاستعداد لفصل الشتاء عن طريق جمع الأخشاب والأكياس البلاستيكية والروث كما فعلت في السنة الماضية، بسبب عدم توفّر المال لشراء الوقود. 

وأكّدت السيدة النازحة أنها وأطفالها ليس لديهم شيء يُغيثهم، فهم بحاجة إلى ملابس شتوية وحطب للتدفئة ومواقد، لافتة إلى أنها أحياناً تذهب إلى خيمة شقيقتها التي تعيش معها في نفس المخيم في الليالي التي لا يجدون فيها حطبًا، وأنهم يعانون من نفس المحنة كل عام.

تسمُّم واختناق

إلى ذلك اشتكى "إبراهيم علي" من سكان المخيم من أن الوضع المعيشي لأهل المخيم سيّئ جداً وليست لديهم القدرة على شراء الوقود، فمن يسكن هذه الخيام يعمل يومياً لكنه لا يكسب سوى ما يستطيع به شراء الخبز دون الخضار، الأمر الذي يجعلهم يلجؤون لطرق بدائية للتدفئة والطبخ. 

وتابع "علي" أن استخدام (الروث وأكياس النايلون والملابس القديمة) كوقود ينتج عنه دخان ضار يعرّض الأطفال للأمراض المزمنة، لكنهم يُضطرون إلى فعل ذلك للتخفيف من حدّة البرد على الصغار، مضيفاً أن الناس تعاني من هذه المشكلة منذ 11 عاماً. 

منظمات دولية تدين الترحيل 

ويأتي تقرير الأناضول في وقت تقوم فيه الحكومة التركية بعمليات ترحيل يومية لمئات اللاجئين السوريين بحجة تغيير مسكنهم أو مغادرتهم المدينة التي يقطنون فيها دون إذن أو عملهم دون تصريح، حيث تقوم بنقلهم إلى مراكز قبل ترحيلهم لسوريا ووضعهم في المناطق التي قالت عنها إنها جاهزة للسكن والاستقرار فيما الأمر هناك يعكس معاناة كبيرة للمدنيين.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"  كشفت أن أنقرة قامت باعتقال واحتجاز وترحيل مئات اللاجئين السوريين، وأغلبهم من الرجال والفتيان بشكل تعسفي إلى بلادهم ما بين شهري شباط وتموز الماضيين، مشيرة إلى أن اعتقالهم تم من الشوارع والمنازل وأماكن العمل من قبل رجال الأمن الأتراك الذين قاموا بضرب معظمهم والإساءة إليهم واحتجازهم في ظروف سيئة، ومن ثم إجبارهم على التوقيع على وثيقة العودة الطوعية.

وإلى جانب ذلك كله أصبحت الأحزاب التركية المعارضة تتنافس هي الأخرى على محاولة ترحيل السوريين واتهامهم بالتسبب بأزمة اقتصادية في البلاد، واستغلال قضيتهم لتحريض الشارع التركي عليهم وكسب الأصوات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية صيف العام القادم.

وتوعّد زعيم الحزب الجمهوري المعارض كمال كلجيدار أوغلو أنه سيرسل السوريين لبلادهم في غضون عامين، فيما زعمت رئيسة حزب "الجيد" ميرال أكشنار أنها ستتمكن من حل مشكلة اللاجئين مع نهاية 2026، دون أي مسعى حقيقي من قبلهم لتحسين ظروفهم أو حتى الوقوف على بعض احتياجات النازحين، ولا سيما في مخيمات الشمال السوري.  

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات