"القتل بعد الاغتصاب".. أهالي فتاة يخرجون عن صمتهم بعد وفاتها في سكن حمص الجامعي

خرجت عائلة إحدى الطالبات المواليات عن صمتها بعد وفاتها قبل نحو أسبوعين بظروف غامضة في سكن جامعة البعث الذي سجّل على مدى الأشهر الماضية حوادث وفضائح مدوية.

ورصدت أورينت نت يوم أمس بياناً نشره أقارب الطالبة في كلية التربية ولاء علي جلول التي وُجدت ميتة في غرفة بالسكن الجامعي يوم الـ 12 من تشرين الأول الجاري، وأفادت حينها شبكات موالية بأن الوفاة ناجمة عن ماس كهربائي.

 وخلال البيان ناشد أهل الطالبة التي تنحدر من منطقة بانياس في طرطوس رأس النظام ووزارة الداخلية التدخل لكشف حقيقة ابنتهم التي كانت تدرس في قسم المناهج وطرق التدريس‏ في ‏جامعة البعث‏.

وجاء في ذلك البيان أن الأهل وبعد إرسال جثمانها إليهم فوجئوا بعدم وجود آثار لأي ماس كهربائي على جسدها أو أطرافها وحتى إن أظافرها وأصابع أطرافها سليمة تماماً ولا يوجد أي مخرج للكهرباء من جسدها. 

وأكد البيان أن الفتاة كانت ترتدي عادة سلسالاً لم يعثروا عليه، ومن المعروف أن من يموت بصاعق كهربائي قد تنثقب أطرافه ويحترق جسده في كل مكان يكون فيه قطع معدنيّة كمواضع السلاسل والخواتم وماشابهها.

وفي مفارقة أخرى، أفاد البيان أن الفتاة توفيت بغرفة في الطابق الثامن سرعان ما تم تنظيفها دون انتظار التحقيقات، في حين أن لدى الأهل تسجيلاً مصوراً للضحية تتحدث فيه أنها تقيم في الطابق التاسع.
 
 وشكك البيان بالتقرير الطبي الصادر عن النظام مستذكراً قضية الطفلة جوى التي أصدر الطبيب الشرعي تقريراً طبياً كاذباً عن حالها وتحاشى ذكر اغتصابها قبل أن يعترف القاتل بذلك.

 وفي الثامن عشر من الشهر الجاري نشر الناشط العلوي كمال رستم صورة للضحية، مشيراً إلى أنها تعرضت للقتل بعد اغتصابها وكتب قائلاً "هكذا يتم التخلص من ضحاياهم في جامعة البعث في حمص، القتل بعد اغتصابها" .

جامعة البعث مرتع للابتزاز الجنسي 

وسبق أن تداولت صفحات موالية تفاصيل عن تورّط شبكات في جامعة البعث، ولا سيما السكن الجامعي، بممارسات غير أخلاقية بعد أن عُثر على الطالبة (ريتا.ج) في أيار الماضي مُغمًى عليها في السكن الجامعي بحمص عقب محاولة قتلها خنقاً.

وقالت حينها شبكة جيفارا طرطوس، إن الحادثة تخفي وراءها ما هو أخطر وهو "شبكة دعارة متسلسلة" يقودها 5 من كبار قادة أسد الأمنيين والحزبيين يقومون باستغلال مناصبهم لإجبار بعض الطالبات على ممارسة البغاء والرذيلة وتصويرهن وتهديدهن، من أجل تشغليهن في الفنادق والشقق المفروشة.

ونشرت الصفحة أسماء وصور تلك الشخصيات القائمة على تلك الشبكة، وهم (فائق شدود أمين فرع حزب الجامعة، وعلي الحمادي رئيس اتحاد الطلبة بالجامعة، وبتول يونس الصديقة المخلصة لـ الحمادي وإحدى المتهمات بالتستر على حادثة الطالبة ريتا، ونجل العميد (حسين جمعة) الذي يشغل منصب رئيس فرع الأمن الجنائي بدمشق، ودارين حمدو مشرفة الوحدة العاشرة سابقاً، وشخص يُدعى محمد مطر.

وبين الحين والآخر، تظهر إلى العلن فضائح وقضايا فساد أكاديمية وجنسية في جامعات أسد، وفي إيلول الماضي حاول رئيس قسم الموارد في كلية الزراعة بجامعة دمشق، الدكتور رامي وطفة إقناع طالبة بمصاحبته والخروج معه إلى أحد الشاليهات في طرطوس مقابل أن تنال درجة عالية في المادة التي يقوم بتدريسها.

وفي أواخر شهر آب الماضي، نشرت شبكات محلية موالية تسجيلاً قالت إنه يوثّق قيام عميد كلية الآداب بجامعة البعث نزار محمد عبشي بممارسات غير أخلاقية مع إحدى الطالبات، كما نشرت وثائق تؤكد ترفّعها للسنة الرابعة قسم اللغة الإنكليزية وحصولها على علامات مرتفعة في مواد غاية في الصعوبة كـ “النقد الأدبي 2” و"الأدب المقارن 2".

وخلال السنوات الماضية، تراجع تصنيف الجامعات السورية بشكل مُخيف على سلم الترتيب العالمي للجامعات، على خلفية هروب عشرات الآلاف من الكفاءات السورية (علمياً وأخلاقياً) خارج البلاد بعد الحرب التي شنتها ميليشيا أسد على الشعب السوري، حين نادى بتغيير النظام سلمياً ربيع عام 2011.