قبل نحو أسبوعين، عيّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجنرال سيرجي سوروفيكين، قائداً عاماً للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تشن روسيا هجوماً منذ شباط الماضي، وجاء تعيين سوروفيكين بعد تكبّد القوات الروسية خسائر فادحة على يد القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب، وتلقي بوتين ضربة موجعة جراء استهداف جسر القرم.
وحشيته لا تكفي
ويُعرف عن سوروفكين أنه كان مسؤولاً عن قيادة عمليات القوات الروسية في سوريا في عدة مناطق خاصة في منطقة إدلب، كما شارك في عمليات عسكرية روسية في الشيشان وأفغانستان وطاجيكستان.
وأشاد الزعيم الشيشاني المقرّب من بوتين، رمضان قديروف، بسوروفيكين ووصفه بأنه "جنرال حقيقي ومحارب"، وأضاف قديروف أن سوروفيكين "سيحسن الوضع"، في إشارة إلى وضع القوات الروسية في أوكرانيا.
وبحسب تحليل نُشر على موقع صحيفة "بوليتيكو" الأمريكي، أمس الأربعاء، فإن سوروفيكين الذي وصفته بـ "جزار سوريا"، ليس غريباً عن القتل الجماعي، لكن وحشيته قد لا تكون كافية لهزيمة أوكرانيا.
شارك بقصف حلب وإدلب
وعن مشاركته في الشيشان، يشير التحليل إلى أن الضابط المخضرم حليق الرأس كان قد تعهّد بـ "قتل ثلاثة مقاتلين شيشانيين مقابل مقتل كل جندي روسي".
أما في سوريا، فقد كان مسؤولاً عن تحويل جزء كبير من مدينة حلب إلى أنقاض، كما أشرف سوروفيكين (56 عاماً) على استهداف اعيادات والمستشفيات والبنية التحتية المدنية في إدلب عام 2019، في محاولة لكسر إرادة المعارضين لنظام ميليشيا أسد وإرسال اللاجئين الفارين إلى أوروبا عبر تركيا المجاورة.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أشارت في تقرير لاذع إلى أن الحملة التي استمرت 11 شهرًا "أظهرت استهتارًا صارخًا بحياة حوالي 3 ملايين مدني في المنطقة".
تكتيكات سوروفيكين
وبحسب ما جاء في التحليل، فإن "عكس سلسلة الانتصارات الأوكرانية المذهلة في ساحة المعركة وتحويل مسار الحرب قد يكون أبعد من وحشية سوروفيكين الذي لا يرحم، خاصة أن الأوكرانيين أظهروا صرامة على مدار العام، وقد تعرضوا للقصف من قبل الجنرالات الروس عديمي الضمير.
وأفاد مسؤولون عسكريون ومحللون غربيون بأن هناك بالفعل إشارات على مزيد من التماسك التكتيكي بعد تعيين سوروفيكين، أكثر مما شوهد في عهد سلفه الجنرال ألكسندر دفورنيكوف.
وقال ضابط كبير بالمخابرات العسكرية البريطانية لصحيفة "بوليتيكو": "إن تكتيكات سوروفيكين الحربية تنتهك قواعد الحرب تماماً ولكنها للأسف أثبتت فعاليتها في سوريا".
وبحسب ما قالت الصحيفة، فإن سوروفيكين ومسؤولين عسكريين آخرين كانوا وراء استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك عبر هجمات بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع.
البطلجة لا تكفي لتحقيق الانتصار
ومن المرجّح أن يسوء الوضع بالنسبة للقوات الروسية في أوكرانيا، وذلك مع قيام الكرملين بنشر المجندين غير المدربين تدريباً كافياً في المعارك، خاصة في الجبهة الحاسمة في هذه المرحلة من الحرب"، وهي مدينة خيرسون الجنوبية التي كانت هامة لروسيا من الناحية الاستراتيجية بعد الاستيلاء عليها.
لكن الهجوم الأوكراني المضاد يؤثر على مدينة خيرسون، والموقف التكتيكي الروسي في المنطقة معرض للخطر بشكل كبير.
وقال خبير الحرب البرية في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة، جاك واتلينج: "من وجهة نظر هندسة ساحة المعركة، إنه وضع رهيب بالنسبة للروس.. سيكون من الأفضل للروس الانسحاب من مدينة خيرسون".
وأشارت الصحيفة إلى أن سوروفيكين أُجبر على محاولة تنفيذ واحدة من أصعب المناورات العسكرية عندما نفذ انسحاباً منظماً لإعادة تموضع القوات، بما في ذلك المجندون ذوو التدريب الضئيل والوحدات التي ليس لديها تماسك. إلا أنه عندما حاولت القوات الروسية الأكثر خبرة تنفيذ نفس الخطوة بالقرب من خاركيف في شمال شرق أوكرانيا الشهر الماضي، تعرضت لهزيمة.
وختمت الصحيفة بالقول إن "البلطجة وحدها لن تنقذ المجندين الروس من القوات الأوكرانية، ما يهم أن يكون لدى سوروفيكين المهارات التكتيكية للتنقل في تراجع خطير".
إجرام سوروفيكين في سوريا
وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت في وقت سابق من الشهر الحالي، بأن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو عيّن الجنرال بالجيش سيرجي سوروفيكين لقيادة المجموعات المشاركة في العملية العسكرية خاصة في أوكرانيا.
ويُعرف سوروفيكين أنه أحد أكثر القادة قرباً من الرئيس الروسي فلادمير بوتين، لما عُرف عنه من وحشية خلال تاريخه الحافل بالجرائم في حرب الشيشان الثانية والحملات في سوريا وطاجيكستان.
بدأ حياته الإجرامية عام 2004 في الحرب الشيشانية، حيث قاد الفرقة الثانية والأربعين الميكانيكية، ويُعتبر المسؤول المباشر عن مجزرة مدرسة بلدة بيسلان، حينما قتلت القوات الروسية 330 شخصاً من بين 1100 رهينة معظمهم من الأطفال.
أما في سوريا فقد تولّى سوروفيكين مهمة قيادة القوات الروسية في فترتين منفصلتين، أولهما كانت من آذار وحتى تشرين الأول عام 2017، والأخرى كانت من كانون الثاني حتى نيسان من العام 2019.
كما ظهر في التسجيل الشهير حينما أوقف ضابط روسي رأس النظام بشار الأسد ومنعه من اللحاق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينما كان الأخير يزور قاعدة حميميم ويستعرض التحية من قائد القوات الروسية سوروفيكين.
التعليقات (1)