قالت وسائل إعلام إيرانية إن مسلحين فتحوا النار على "موقع شيعي مقدس" في مدينة شيراز جنوب إيران، فقتلوا 20 شخصاً على الأقل وأصابوا العشرات، وذلك بالتزامن مع خروج مظاهرات حاشدة بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاة "مهسا أميني" التي قتلتها الشرطة الإيرانية لادعائها بأنها ارتدت "ملابس غير لائقة".
ونقلت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية عن السلطات المحلية، الأربعاء، قولها إن ثلاثة مسلحين مجهولين اقتحموا ضريح "شاه شيراغ" في مدينة شيراز، وفتحوا النار على الأشخاص الموجودين هناك.
وأضافت السلطات أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وجرح آخرين.
وأوضحت أن قوات الأمن في المدينة اعتقلت اثنين من المسلحين، بينما لا يزال الثالث طليقاً، وفق الوكالة.
من جهتها، زعمت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن المهاجمين تصرفوا مثل "الإرهابيين التكفيريين" في إشارة إلى جماعات سنية متطرفة مثل تنظيم داعش.
تواصل المظاهرات في إيران
يأتي ذلك بالتزامن مع خروج مظاهرات في عدة مناطق في العاصمة الإيرانية طهران، بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل الشابة "مهسا أميني".
وبدأت الاحتجاجات من الجامعات في طهران، وامتدت إلى شوارع العاصمة، حيث هتف خلالها المتظاهرون لأجل الحرية، وفق ما نقلت الأناضول.
وبحسب مشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، شوهد المتظاهرون في عدة مناطق من العاصمة، بالقرب من سوق طهران الكبير، وسط إغلاق لبعض المحال التجارية.
واستخدمت السلطات الإيرانية الهراوات وقنابل الغاز لتفريق المظاهرات التي شهدت أيضا صدامات بين الجانبين.
این ویدئو اشک تو چشات جاری میکنە
— Rafiq Hosein Panahi (@PanahiRafiq) October 26, 2022
جمعیتی هزاران نفری با پای پیادە دارن خودشون رو میرسونن بە مزار مهسا #مهسا_امینی pic.twitter.com/6uQRtOawff
وبحسب وكالة أنباء طلبة إيران شبه الرسمية "إسنا"، شارك حوالي 10 آلاف شخص في إحياء ذكرى الشابة الراحلة عند قبرها في مسقط رأسها مدينة "سقز"، وسط تدابير أمنية مشددة من السلطات الإيرانية.
وأضافت الوكالة أن مجموعة من الملثمين كانوا يخططون لهجوم على مركز عسكري، إلا أن التدابير المشددة حالت دون ذلك.
وأفاد شهود لرويترز في العاصمة طهران ومدينتي تبريز ورشت في الشمال بأن هناك وجوداً مكثفاً لقوات الأمن في الشوارع.
وخرج عدد كبير من الإيرانيين إلى الشوارع، ودعا بعضهم إلى سقوط الجمهورية الإسلامية وهتفوا "الموت (للزعيم الأعلى آية الله علي) خامنئي".
العاصمة طهران - منطقة صادقية خرجت كلها الآن ، يقول بسبب خروج جميع مناطق العاصمة طهران ، الأجهزة الأمنية لا تستطيع السيطرة على الأوضاع بالعاصمة
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) October 26, 2022
#مهسا_امینی
#MahsaAmini pic.twitter.com/C97v9a6Y9w
وقال شاهد في سقز إن المقبرة التي دفنت فيها أميني اكتظت بقوات الباسيج والشرطة.
وأضاف "حاولوا منعنا من دخول المقبرة... لكنني تمكنت من الدخول. لم أر والدي مهسا بعد".
وأفاد شاهد آخر بأن السكان يتجهون صوب المكان. وقال "يتحدى الناس تحذيرات قوات الأمن ويتوافدون على المقبرة، لكن هناك العشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب والباسيج".
وقالت منظمات حقوقية إن شرطة الأمن حذرت عائلة أميني من تنظيم مراسم للأربعينية، خشية أن تؤدي الذكرى إلى المزيد من الاحتجاجات العنيفة.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن السلطات أغلقت اليوم الأربعاء جميع المدارس والجامعات في إقليم كردستان "بسبب موجة أنفلونزا".
وبينما كان للطلاب دور محوري في الاحتجاجات، مع الإضراب في عشرات الجامعات، أظهرت تقارير غير مؤكدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي انضمام عمال في مصفاة بطهران. ونفى مسؤول في المصفاة هذه التقارير.
مدينة تبريز تشهد مواجهات عنيفة الآن
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) October 26, 2022
#مهسا_امینی
#MahsaAmini pic.twitter.com/WAGzihgL5X
ووقعت بعض من أعنف الاضطرابات في المناطق التي تقطنها أقليات عرقية لها مظالم مع الحكومة منذ زمن طويل، بما في ذلك الأكراد في الشمال الغربي والبلوش في الجنوب الشرقي.
وقالت منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 محتجاً قتلوا، بينهم فتيات في مقتبل العمر، بالإضافة إلى اعتقال الآلاف.
ولم تعلن السلطات الإيرانية، التي اتهمت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية بإثارة ما تسميه "أعمال الشغب"، عن حصيلة للقتلى، لكن وسائل إعلام رسمية قالت إن حوالي 30 من أفراد قوات الأمن لاقوا حتفهم.
سقز امروز قلب تپندهی انقلاب ایران است#مهسا_امینی pic.twitter.com/MgFKzBc1yl
— Pouria Zeraati (@pouriazeraati) October 26, 2022
عقوبات أمريكية
إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، عقوبات جديدة على أعضاء في وكالة المخابرات الإيرانية وقادة بالحرس الثوري وحراس للسجون في البلاد وغيرهم.
وحدد ذراع العقوبات التابع للحكومة الأمريكية 10 أعضاء في القيادة الإيرانية بفرض قيود مالية وعقوبات عليهم، استمرارا لسلسلة الإجراءات المفروضة ضد طهران لقمعها للمتظاهرين وتعطيلها الوصول إلى الإنترنت.
واستهدفت العقوبات الأخيرة قائد جهاز مخابرات الحرس الثوري ونائبه وحراس عدد من السجون وشركة إيرانية تقوم بمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، اندلعت احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد 3 أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضباً شعبياً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية بإيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
التعليقات (1)