عائلة تركية تبني حياً كاملاً بإدلب تخليداً لذكرى باحث إسلامي

عائلة تركية تبني حياً كاملاً بإدلب تخليداً لذكرى باحث إسلامي

في مبادرة إنسانية لتأمين مساكن للاجئين والنازحين السوريين بدلاً عن الخيام التي يقطنون بها، تبرّعت عائلة تركية شهيرة ببناء حي كامل من منازل الطوب في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك تخليداً لذكرى الباحث الإسلامي ضياء الدين غوموشانه.

وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية، الثلاثاء، أن الشركة المملوكة لرجل الأعمال صبري فاران وزوجته تبرعت بإنشاء حي كامل مكون من 450 مسكناً في منطقة إدلب السورية، وذلك لإيواء نازحين من منطقة جبل التركمان.

ولفتت إلى أن فكرة بناء المنازل جاءت بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، وذلك وفق تعليمات سابقة من الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير الداخلية سليمان صويلو، اللذين وجّها ببناء نحو 100 ألف من منازل الطوب للاجئين والنازحين السوريين في الشمال.

وقالت الصحيفة إنه سيُطلق على الحي اسم "ضياء الدين غوموشانه" تيمّناً بالباحث الإسلامي الراحل الذي يحمل نفس الاسم، في حين سيتم تسمية شوارع الحي بأسماء تركية من قبيل تورول، وشيران، وكلكيت.

وقال رجل الأعمال ونائب حزب العدالة والتنمية صبري فاران: "لقد قمنا بهذا العمل الميمون بمبلغ تبرع قدره 10 ملايين ليرة تركية، بناءً على تعليمات من رئيسنا رجب طيب أردوغان، وبالتنسيق مع وزير الداخلية سليمان صويلو ومسؤولي إدارة الكوارث والطوارئ".

وتابع: "قد وصلنا بها إلى المرحلة النهائية بالبروتوكول الموقّع. سيقيم أبناء التركمان في 450 منزلاً من المخطط لها أن تنتهي قبل حلول العام الجديد".

منازل الطوب في 13 منطقة بالشمال

وفي أيار الماضي، كشف الرئيس التركي عن مشروع جديد يضمن عودة مليون لاجئ سوري من المقيمين في تركيا إلى الداخل السوري، مشدداً على أن تركيا تعمل على دعم إستراتيجية السيطرة على الهجرة عبر الحدود بمشاريع العودة الطوعية.

واعتبر أردوغان أن منازل الطوب التي يتم إنشاؤها في سوريا على وجه الخصوص تعدّ واحدة من هذه الخطوات، وذلك بدعم من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية.

وبيّن أن "المشروع سيتم تنفيذه مع المجالس المحلية في 13 منطقة مختلفة، ولا سيما في إعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين"، مؤكداً أنه مشروع واسع للغاية.

منازل الطوب

تتألف المنازل في هيكلها من حجارة الطوب (البلوك/اللبن) وبأسقف مصنوعة من أغطية عازلة ومعالجة لمقاومة الظروف الجوية المختلفة، وبالرغم من أنها تعد بديلاً ناجعاً عن السكن في الخيام إلا أنها لا ترقى لأن تقوم مقام المنازل العادية، حيث إن مساحتها صغيرة جداً، وتم تصميمها لتكون ملاجئ مؤقتة.

من المزمع أن يعيش في تلك المنازل قرابة نصف مليون نازح سوري، على أن تتوزع على بقية مناطق الشمال المحرر، وخاصة في مناطق العمليات التركية (نبع السلام، غصن الزيتون، درع الفرات، درع الربيع).

وتقوم على إنشاء المنازل مجموعة كبيرة من المنظمات والمؤسسات الإغاثية التركية، بما فيها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، وإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي، وغيرها من المنظمات والجمعيات التركية.

وتنسّق تلك الهيئات والمنظمات مع وزارة الداخلية التركية لإنشاء المنازل بمساحة 24 متراً مربعاً، حيث يضم كل منزل غرفة ومطبخاً مع حمام صغير.

ويصب المشروع في إطار "المنطقة الآمنة" التي تسعى تركيا إلى إنشائها على طول الحدود مع سوريا، والتي سبق لأردوغان أن تحدّث عنها، مشيراً إلى أن العمل على بناء الوحدات السكنية سيسهّل عودة السوريين واستقرارهم فيها، بينما أوفد وزير الداخلية سليمان صويلو وعدداً من المسؤولين الأتراك إليها عدة مرات للاطلاع على سير الأعمال فيها، حيث حظيت باهتمام كبير من جانب الحكومة التركية.

إلا أن المشروع الذي توسّع خلال السنتين الماضيتين واجه مخاوف وانتقادات من قبل العديد من الحقوقيين الذي يرون فيه مجرد بديل عن عودة المهجرين والنازحين إلى مناطقهم وقراهم التي هجّرهم منها أسد، بعد أن تركوا بيوتهم وممتلكاتهم وأراضيهم تحت وطأة القصف والتدمير الممنهج لحواضرهم وبلداتهم بحثاً عن ملاذ آمن من بطش ميليشياته. 

يُذكر أن منطقة إدلب تؤوي نحو 4 ملايين مدني يعيش أغلبهم في ظروف معيشية سيئة بسبب انعدام الأمن وموجات النزوح المستمرة التي تتسبب بها ميليشيات أسد وحليفتها روسيا، من خلال قصف المناطق المدنية بين الفترة والأخرى، فضلاً عن عدم توافر الظروف المعيشية الاقتصادية والاجتماعية التي تؤمن حياة آمنة للسوريين.

 

التعليقات (1)

    احمد

    ·منذ سنة 5 أشهر
    حسبي الله ونعم الوكيل بدنا نرجع على قرانه مابدنا بيوت
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات