يعاني سائقو السرافيس ووسائل المواصلات العامة في العاصمة دمشق من أزمة خانقة فرضتها عليهم حكومة أسد، وذلك بعد شهر من إلزامهم بتركيب نظام التتبع الإلكتروني GPS الذي يقيس كمية الوقود المستخدم وفق المسافة المقطوعة ويتم تطبيق الآلية وفق مزاجية من مسؤولي المرور، ورغم جمع ثغرات الآلية المطبّقة حديثاً فإن حكومة أسد أصرّت على المضي بها حارمةً مئات السرافيس من مخصصات المازوت، بتهمة المخالفات وهددّت بقطع أرزاق من لا يركب الجهاز.
تهديد السائقين وافتعال مشاكل مرورية
وقال أبو أحمد جمعة أحد سائقي السرافيس على خطوط العاصمة دمشق لأورينت نت، إن مديرية المرور في دمشق منعت السائقين من التزوّد بالوقود، في حال لم يدفعوا حوالي 420 ألف ليرة ثمن جهاز التتبع وأمهلتهم لمدة شهر، وهددتهم بإيقافهم عن العمل وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد وعائلاتهم.
وأضاف جمعة أنه من جهة ثانية، فإن بعض السائقين ممن ركّب جهاز التتبع الإلكتروني بالفترة الماضية يعاني من أخطاء وخلل في نظام الـ GPS المفعّل حديثاً ويحرمه ذلك من مخصصاته من المازوت، رغم التزام السائقين بالخطوط الرسمية، وذلك في محاولة من حكومة أسد لتقنين توزيع المحروقات وحرمان السائقين من المخصصات، بسبب أزمة الوقود التي تزايدت في الشهرين الماضيين.
وذكر جمعة أن المشكلة التي افتعلتها حكومة أسد تركت أثراً كبيراً على المواطنين في مدينة دمشق الذين لم يعودا يستطيعون إيجاد وسائل نقل كافية، وهذا ما يزيد من حجم الازدحام، خاصة في ساعات خروج الموظفين وطلاب المدارس وهذه الظاهرة باتت مرصودة وواضحة بشكل كبير في عدة أحياء بالعاصمة دمشق، ما جعل الكثير يلجأ لسيارات نقل البضائع والخضار ليستطيع العودة لمنزله.
الإصرار على التجربة رغم فشلها
من جهته، قال مدير "هندسة المرور" في دمشق التابع لميلشيا أسد، سامر حداد، إنه لا تراجع عن آلية الـ GPS لمراقبة حافلات النقل (السرافيس)، وذلك رداً على احتجاج عشرات من سائقي الحافلات لعدم حصولهم على مخصصات المازوت رغم التزامهم بالخطوط.
وذكر حداد في تصريحات لإذاعة "شام إف إم" الموالية، أن العمل بآلية الـ GPS مستمر، ونسبة الالتزام هي 85% حتى الآن على حد قوله، مدعياً أن هذه الآلية تسهم في ضبط مادة المحروقات وتحلّ مشكلة المواصلات للمواطنين، بحسب قوله.
التهديد بحجز المركبات
وزعم حداد أن الأخطاء المتعلّقة بجهاز التتبع تكون في حال توقف شبكة الإنترنت عن الجهاز لسبب ما، موجّهاً اتهامه لأصحاب السرافيس بالتلاعب، وهدّد بفرض عقوبات بحق صاحب الآلية إذا ثبت تلاعبه بالجهاز تشمل إيقاف تزويد الآلية بالوقود لمدة أسبوع في المرة الأولى ولمدة شهر في المرة الثانية وحجز المركبة مع تنظيم ضبط في المرة الثالثة.
اعتراف إعلام أسد بفشل الألية
وكان تجمّع عشرات من سائقي حافلات النقل العام (السرافيس) في دمشق منذ أيام، أمام "مديرية هندسة المرور" احتجاجاً على حرمانهم من مخصصات المازوت.
وقالت إذاعة "فيوز إف إم" الموالية، إن السائقين المتجمهرين أكدوا أنهم التزموا بمسار خطوطهم المحددة وفقاً لكمية المازوت المعبأة، أي إنهم التزموا بخطوطهم وعدد السفرات وفق نظام GPS لكنهم فوجئوا بعدم حصولهم على مخصصاتهم من المازوت على الرغم من التزامهم.
وأكد السائقون للإذاعة وجود أخطاء في نظام التتبع الإلكتروني GPS حرمتهم من مخصصاتهم من المازوت، حيث تم توقيف بطاقاتهم الذكية.
وتعيش مناطق سيطرة ميليشيا أسد منذ سنوات على وقع أزمات وقود متكررة بعد أن رهنت مقدّرات البلاد لروسيا وإيران اللتين ترفضان تزويد حكومة أسد بحاجتها من المحروقات، حيث بات الحصول على وقود للمواصلات أمراً صعب المنال.
التعليقات (4)