على غرار ما فعلته في سوريا.. روسيا تتسلح بتلفيق الأكاذيب لتغطية خسائرها في أوكرانيا

على غرار ما فعلته في سوريا.. روسيا تتسلح بتلفيق الأكاذيب لتغطية خسائرها في أوكرانيا

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط الماضي، حاولت روسيا الاستفادة من تجربة مساندتها لنظام ميليشيا أسد في حربه على السوريين، فاستخدمت شتى الأسلحة التي استخدمتها في سوريا، وعيّنت كبار الضباط الذين قادوا قواتها في سوريا كقادة في أوكرانيا.

ولم تكتفِ روسيا بهذ االقدر من تطويع التجربة السورية لصالح غزوها للمدن الأوكرانية، إذ انتهجت نفس السياسة التي اتبعتها في سوريا، فكانت مدينة حلب أحد الأمثلة لتدمير المدن الأوكرانية وتهجير أهلها.

وكما لجأت روسيا لاستخدام الأكاذيب الدعائية في سوريا لصالح نظام ميليشيا أسد، عبر تلفيق التهم لكل من يعارضها، وحتى للمؤسسات المدنية التي عملت على إنقاذ الضحايا المدنيين، فقد استخدمت ذات الأساليب في أوكرانيا.

كذبة "القنبلة القذرة"

وتزعم القوات الروسية أن نظيرتها الأوكرانية تحضّر لـ"عمل استفزازي" عبر هجوم محتمل بـ"قنبلة قذرة" (قنبلة نووية ذات قوة منخفضة)، وتشير إلى أن مثل هذه الأساليب استخدمت في سوريا من قبل معارضي نظام ميليشيا أسد.

ورغم فشلها بإثبات ادعاءاتها تجاه منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، جددت روسيا اليوم الإثنين، اتهام الدفاع المدني بفبركة مشاهد تدين ميليشيا أسد باستخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين في عدة مناطق في سوريا.

جاء ذلك على لسان قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في الجيش الروسي، إيغور كيريلوف، إذ قال إن الاستفزاز الذي يحضر له الأوكرانيون استخدم بالفعل في سوريا في إطار حرب المعلومات من قبل "الخوذ البيضاء"، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأضاف أن تقنيات حرب معلومات مماثلة قد استخدمت بالفعل من قبل الغرب في سوريا، واستذكر الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون بريف إدلب في عام 2017 على أنه هجوم مفبرك، وفق قوله.

وأشار إلى أن الأمريكيين يمكن أن يستخدموا سيناريو مماثلاً لما فعلوه عند هجوم خان شيخون، إذ شنوا هجوماً حينها على قاعدة عسكرية لميليشيا أسد.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، إن اتهامات موسكو لكييف بالتحضير لاستخدام "القنبلة القذرة" ليست نابعة من فراغ وهي مستندة على أدلة.

وأضاف "سنكمل بالتأكيد في قضية القنبلة القذرة حتى النهاية لدينا مصلحة كبيرة في منع مثل هذا الاستفزاز الرهيب"، حسب وصفه.

وتظهر تصريحات المسؤولين الروس مدى اعتمادهم على أساليب تلفيق الأكاذيب للتغطية على خسائرهم التي يتكبدونها في أوكرانيا، أو تمهيداً لاستخدام القوات الروسية ذات الأسلحة التي تزعم أنها قلقة من احتمال أن يستخدمها الأوكرانيون ضدهم، وهو ما كان عليه الأمر في سوريا، حيث كانت ميليشيا أسد تنفذ الهجمات بالأسلحة الكيماوية، بينما تقوم روسيا بتلفيق الاتهامات لمعارضي النظام.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قد جددت انتقاداتها لحكومة ميليشيا أسد مطلع الشهر الحالي، وكشفت مواصلة الأخيرة المماطلة واختلاق العوائق لمنع مواصلة التحقيقات الأممية في مخزوناتها وهجماتها الكيماوية.   

واعتبر مسؤولون غربيون أن نظام أسد وداعميه، ولا سيما روسيا الاتحادية، يواصلون عرقلة جهود كشف الأسلحة الكيماوية السورية.

وسبق أن أشارت المنظمة في تقرير لها أن نظام أسد استخدم غازي السارين والكلور خلال هجمات جوية في بلدة اللطامنة بريف محافظة حماة في 24 - 30 مارس/ آذار 2017.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات