سلب وتشليح وسرقات.. الفلتان الأمني يعود لريف حلب بعد توقف الاقتتال بين الميليشيات

سلب وتشليح وسرقات.. الفلتان الأمني يعود لريف حلب بعد توقف الاقتتال بين الميليشيات

عادت جرائم الخطف والسطو المسلح والاغتيالات إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني بريف حلب، بعد أيام على الهدوء الجزئي المرتبط بانتهاء الصراع الفصائلي بين الميليشيات المحلية، حيث تعاني تلك المناطق فلتاناً أمنياً بدفع مباشر من قيادات الفصائل وعرابيها.

وأفاد مراسلنا بريف حلب مهند العلي اليوم، أن مجهولين يستقلون سيارة من نوع (سنتافيه) اعتدوا بالضرب المبرح على الشاب (ياسر عبود المنلا) وقاما بعد ذلك بسلبه مبلغ (3 آلاف دولار) وسط مدينة الباب شرق حلب.

وأضاف المراسل أن الشاب ياسر مواليد (1991) جرى إسعافه إلى مشفى المدينة لتلقي العلاج جراء إصابته الطفيفة، فيما فرّ الفاعلان بالمبلغ المسلوب إلى جهة مجهولة دون القبض عليهما أو التعرف إليهما.

وبحسب مصادر محلية فإن السيارة التي استقلها الفاعلون خلال عملية السطو المسلّح، لا تحمل نمرة تدل على هويتها، ما يؤكد أنها تابعة لميليشيات الجيش الوطني المسؤولة عن حماية المنطقة بما فيها السيارات مجهولة الهوية، حيث تخضع مدينة الباب لسيطرة ميليشيات (الجبهة الشامية) و(أحرار الشام).

الحادثة تأتي بعد أيام قليلة على عودة الهدوء الجزئي المرتبط بوقف الاشتباكات بين الميليشيات المسيطرة على مناطق ريف حلب (هيئة الجولاني وحلفائه الحمزات والعمشات) من جهة و(الفيلق الثالث) من جهة أخرى، نتيجة نزاع النفوذ والفلتان الأمني الذي ساد المناطق المحررة بريفي حلب وتقف وراءه تلك الميليشيات.

وتفاعل رواد موقع "فيس بوك" مع الحادثة بتعليقات حملت نهكة السخرية والسخط نتيجة عودة الفلتان الأمني للمدينة، حيث تداول المعلقون وسم (هيك-بدو-المعلّم) في منشوراتهم وتعليقاتهم على الحادثة، في إشارة لقياديي فصائل الجيش الوطني المتورّطين بحوادث الفلتان الأمني بريف حلب، ولا سيما جريمة اغتيال الناشط (أبو غنوم) وزوجته قبل أسبوعين.

وتزامنت الجريمة، مع عملية سرقة كبرى تعرّضت لها روضة (براعم المستقبل) في مدينة عفرين من قبل مجهولين قاموا بتفريغها كاملاً من محتوياتها بحسب فيديوهات تداولها ناشطون، حيث تستوعب الروضة 150 طفلاً وطفلة في صفوفها، في حين بقي الفاعلون مجهولين وما زالت عملية السرقة مرتبطة بجدل الاتهامات بين الميليشيات المسيطرة على المدينة، وبين جهات أخرى قد تقف وراء العملية.

ويوم أمس، شهدت مدينة جرابلس المجاورة شرق حلب، اقتتالاً عشائرياً مسلّحاً خلّف 4 قتلى بينهم طفل وعدد من الجرحى معظمهم من المدنيين، إلى جانب الهلع والذغر بين صفوف السكان نتيجة إغلاق المدينة والشلل الكامل الذي شهدته مع إحراق المسلحين بعض الممتلكات.

وكانت التحقيقات الخاصة بجريمة مقتل "أبو غنوم" قبل أسبوعين، قدمت دليلاً واضحاً على وقوف فصائل الجيش الوطني وراء نهج الفلتان الأمني والاغتيالات التي تطال الناشطين في ريف حلب، خاصة أن حكم تلك المناطق متربط بسطوة السلاح والنزاع الميليشياوي ومعايير الفساد والتشبيح والطبقية، وهو أمر يُعدّ دليلاً دامغاً على التوصيف الدقيق الذي أطلقته قناة أورينت سابقاً على تلك الفصائل حين أسمتها "ميليشيات".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات