إحداها متعلّقة بالائتلاف.. مجلة أمريكية: ثلاثة تداعيات لسيطرة ميليشيا الجولاني على عفرين

إحداها متعلّقة بالائتلاف.. مجلة أمريكية: ثلاثة تداعيات لسيطرة ميليشيا الجولاني على عفرين

كشفت مجلة فوربس الأمريكية في تقرير لها، عمّا أسمته (تداعيات سيطرة تحرير الشام على عفرين) وانعكاساته على المنطقة في شمال غرب سوريا ككل، حيث أدّى توغّل ميليشيا الجولاني في عفرين لتغير المنظور الدولي تجاه مناطق سيطرة الجيش الوطني بأرياف حلب، والتي كان آخرها (رسالة تهديدية من واشنطن لأنقرة) تطالب الأخيرة بوصفها (داعماً لفصائل الجيش الوطني) بإجبار "تحرير الشام" على الانسحاب باتجاه إدلب، وإلا فستأتي واشنطن بقواتها وحلفائها (ميليشيا قسد) لإخراجها.

وجاء في التقرير الذي اطلع عليه موقع أورينت نت، أن دخول تحرير الشام وسيطرتها بهذه السرعة على عفرين بدعم من بعض حلفائها في الجيش الوطني كـ (العمشات والحمزات وأحرار الشام) كشف العديد من النقاط وهي:

تعاظم قوة تحرير الشام وضعف الجيش الوطني

وفقاً للتقرير، فإن أولى تداعيات سيطرة تحرير الشام على عفرين يكشف أنها قوة لا يستهان بها حتى خارج نطاق سيطرتها في إدلب، ولا سيما أنها حصلت على حلفاء من فصائل الجيش الوطني أنفسهم كـ (لواء سليمان شاه وفرقة الحمزة وأحرار الشام)، في وقت كان فيه خصمها فصيلاً آخر في الجيش الوطني.

وتابع التقرير: "هذه القوة يقابلها وبنفس الشدة (ضعف) لدى فصائل الجيش الوطني، وأن الأحداث الأخيرة أثبتت أن الجيش الوطني أضعف مما كان يُعتقد عموماً ولن يكون لديه فرصة للبقاء حتى ليوم واحد دون دعم تركي على الرغم من عدم امتلاك تحرير الشام لقوة جوية وأسلحة ثقيلة محدودة أو مدفعية متطورة"، مشيرة إلى أن الجيش الوطني لا يزال ينهار، ولا سيما أنه يضمّ العديد من المقاتلين الذين لم يسبق لهم قتال ميليشيات أسد، وغالبيتهم خاضوا معركة ضد ميليشيا قسد التي تدعمها واشنطن.

وبعيداً عن العسكرة، ذكرت المجلة أن فصائل الجيش الوطني ورغم الدعم الكبير المقدم لها من قبل تركيا قد فشلت تماماً في حكم مناطقها، وأن الحكم في ظل وجود قوات أخرى أو مجموعات مختلفة كان أكثر احتراماً كـ مناطق سيطرة ميليشيات قسد والمناطق التي سيطر عليها داعش فيما مضى والتجسيدات السابقة لهيئة تحرير الشام، مؤكدة أن الجيش الوطني فشل تماماً في النمو أو أن يصبح قوة سياسية أو عسكرية مرنة.

القومية سارعت من الانهيار

يُعد سوء الإدارة في مناطق الجيش الوطني أحد عوامل الانهيار السريع لنظامه المستند أصلاً على (القوميات)، في وقت تبنّت فيه تحرير الشام الأيديولوجيا الدينية بدلاً من القومية، وهو ما ساهم في إبقاء هيمنتها مستمرة بل والحفاظ عليها قوية خاصة في مناطق حكمها بإدلب وريفها، فعلى سبيل المثال يحتقر معظم الأكراد في عفرين هيئة تحرير الشام أيديولوجياً وسياسياً، ومع ذلك فمنذ بدء التوغلات التركية 2018، ذكر البعض أنهم يفضّلونها لإدارة عفرين بدلاً من فصائل الجيش الوطني، ولا سيما أن هؤلاء عُرفوا بموقفهم المناهض للأكراد وعنفهم ضدهم.

أما ميليشيا الجولاني فقد استغلت الموقف ولعبت عليه بشكل صحيح، إذ مع دخولها عفرين مؤخراً سارعت للتواصل وطمأنة الأهالي من جميع الانتماءات العرقية من خلال بيان على تلغرام قالت فيه: "تركيزنا وتقديرنا يقعان على الشعب العربي والكردي أو بشكل أكثر تحديداً، نودّ أن نخص بالذكر إخواننا الأكراد... هم السكان الأصليون لهذه المناطق... وبالتالي فمن الصواب أن نحميهم ونقدم لهم الخدمات".

ائتلاف فاشل وحكومة غير صالحة وفصائل عديمة التأثير

واعتبرت المجلة أن تسارع الأحداث مؤخراً، كشف بشكل أو بآخر عن عدم وجود أي دور مرجِّح للحكومة السورية المؤقتة ولا حتى الائتلاف المعارض في مستقبل سوريا، والسبب هنا ليس الاعتراف الدولي بهم من عدمه، بل الدعم الشعبي الذي خسرته الحكومة المؤقتة وكسبته حكومات أخرى منافسة لها كـ (الإنقاذ والإدارة الذاتية).

وعلى الرغم من أن الأخيرتين (الإنقاذ والإدارة الذاتية) لم تتم دعوتهما إلى أي منصات دولية تناقش الحل السياسي في سوريا، إلا أنهما ستشكلان قوى داخلية أو خارجية يجب أن يُحسب لها حساب وذلك بسبب الدعم الذي حصلوا عليه من الشعب بسبب تجربة حكمهم الأكثر موثوقية نسبياً، نظراً لأن الحكومة المؤقتة لديها ضعف من الناحية المؤسساتية وقليل من الهيكلة، فيما تتمتع نظيرتها (الذاتية) بحكم أكثر بيروقراطية وتطوراً وشمولية.

وفيما يبدو فإن الجماعات المدعومة من تركيا في شمال سوريا، غير قادرين على ترسيخ وجودهم كقوة سياسية وعسكرية يمكن الاعتماد عليها في ظل ممارسات الحكم الرديئة، كما إنه وفي وقت يتحدث فيه المسؤولون التنفيذيون الأتراك والسوريون عن اجتماع محتمل للتطبيع بين تركيا ونظام أسد، فإن ذلك يكشف أن سوريا ككل هي مجرد جزء من العلاقات المعقدة العميقة بين تركيا وروسيا، وبالتالي فإن الجماعات السورية الموالية لتركيا لن يكون لها سوى القليل من التأثير على مستقبلها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات