دعت شخصيات معارضة السوريين الموجودين في الولايات المتحدة الأمريكية لحضور "اللقاء التشاوري السوري الأمريكي" لنقاش عدد من قضايا الملف السوري، بحضور ممثلين عن مؤسسات قوى الثورة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني السورية في أمريكا وممثلي الجالية السورية والإعلام السوري وعدد من الشخصيات المستقلة.
وبحسب دعوة وصلت لأورينت، فإن اللقاء المقرر عقده يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر الجاري في العاصمة الأمريكية واشنطن، يهدف إلى تقريب وجهات النظر بين التجمعات السورية النشطة في أمريكا ودراسة أوضاع مؤسسات الحوكمة المحلية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وآلية تطويرها، والعمل على تمكين الحضور السوري في أمريكا وتوحيد آرائه.
ومن المقرر تقسيم جلسات الحوار إلى أربع مجموعات، يديرها ممثلون أو مطلعون على القضايا التي يتم طرحها، على أن يكون قوام كل جلسة عشرة أشخاص بحسب رغبة الحاضرين ضمن قوائم التسجيل.
وتتضمن الجلسة الأولى، سبل توحيد السوريين وإيجاد قواسم مشتركة لتأسيس كيان سوري قوي ومؤثر في القرار الأمريكي، أما الثانية فمختصة بتحليل تجربة الإدارة الذاتية في مناطق شرق الفرات، ويديرها ممثل عن قيادة مجلس سوريا الديمقراطي (مسد) الدكتور محمد شاكر، على أن تختص الجلسة الثالثة بالحديث عن طرق الوصول إلى الحوكمة المطلوبة في مناطق شمال غرب سوريا، ويديرها لؤي سلمان، بينما تتحدث الجلسة الرابعة عن سبل تطوير الأجندة الأمريكية تجاه سوريا "بغية الوصول إلى انتقال سياسي وفق القرار الأممي 2254"، وتديرها مستشارة الشرق الأوسط في مكتب رئيس الوزراء الإنكليزي السابق طوني بلير.
لقاء للأمريكيين السوريين أولاً
الدكتور زاهر بعدراني رئيس تيار المستقبل السوري، وعضو لجنة اللقاء التشاوري السوري الأمريكي في واشنطن، أوضح أن "الدعوة قُدمت للسوريين الحاصلين على الجنسية الأمريكية حصراً، في محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم أولاً، والبحث عن قواسم مشتركة تساهم في رسم خارطة طريق يمكن العمل عليها مستقبلاً مع الإدارة الأمريكية".
وقال أيضاً: يهدف اللقاء إلى تقديمِ نموذجٍ للعمل المشترك النّوعي، من خلال الشّخصيات التي ستحضرُ اللقاء، والطّوعي من خلال تحمّل المُشاركين نفقات سفرهم وإقامتهم ومقرّ اجتماعهم، إذ إن المقرر أن يكون البرنامج مرناً حسب الأولويات والضروريات والمستجدات.
ويضيف بعدراني في تصريح لـ"أورينت نت": الدور الأكبر والأهمّ لهذا اللقاء التأكيد على تمسكنا بوطننا سوريا ووحدة ترابنا الوطني جغرافياً وتنوّعه عرقياً ودينياً وطائفياً ومناطقياً، وأن إسقاط نظام الأسد هدفٌ مشتركٌ لدى الجميع لا تفاوض عليه ولا نقاش فيه، وأيّ اختلافٍ في وجهاتِ النظر وسُلّم الأولويات لا يُفسد العلاقةَ بيننا ولا يُبرّر التّخوين.
التأثير بالقرار الأمريكي
وتركز عناوين المداخلات التي تمّ تحديدها على موقف الإدارة الأمريكية من الملف السوري، والمتغيرات التي يمكن أن تطرأ عليه بعد الانتخابات النصفية الأمريكية المقبلة، وبناء رؤية إستراتيجية لعلاقات السوريين_الأمريكيين مع الدول الفاعلة في الملف، وأهمية خلق فريق لتعزيز الحضور السوري في أمريكا ونقل مطالب الداخل السوري للإدارة الأمريكية، والتأكيد على ضرورة إسقاط أسد وضرورة الكشف عن مصير المعتقلين وإطلاق سراحهم.
ويؤكد بعدراني، أن "الهدف هو الخروج بصيغةٍ تجمعنا وتوحّد صفّنا وكلمتنا في الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا يخفى على أحد ثقلها العالمي وتأثيرها الإقليمي على شتى الصعد والمسارات واتخاذ القرارات المصيرية والحازمة"، مشيراً إلى أن الظروف القاسية وشبه الاستثنائية التي يمر بها الملف السوري، دعتهم إلى التحضير لاجتماع يُدعى إليه الجميع ولا يستثني أحداً، دون شروط مسبقة على الأفكار المطروحة.
ويأتي هذا اللقاء، بعد مؤتمر الميثاق الوطني السوري الذي نُظم في واشنطن يوم التاسع من شهر أيلول/سبتمر المنقضي، من قبل مؤسسات ومنظمات سورية معارضة نشطة في الولايات المتحدة.
لوبي سوري
ورغم عدم وجود رابط تنظيمي بين المبادرة الحالية ومؤتمر الميثاق الوطني، إلا أنه من المتوقع أن يمثل الاجتماع القادم تشجيعاً للقوى والجمعيات السورية الداعمة للثورة بالاندماج في تكتلات تعزز الحضور السوري وتسهل الوصول إلى صناع القرار الأمريكي.
وخلال الأشهر القليلة الماضية كثفت الجمعيات والمنظمات السورية المعارضة في أمريكا تحركاتها واجتماعاتها بهدف توحيد عمل الفاعلين في الملف السوري وتشكيل فريق سوري مؤثر "لوبي سوري" لدفع الإدارة الأمريكية إلى وضع الملف على أولويات الرئيس جو بايدن.
المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان "رشا الأحدب" أكدت على أن "اللقاء يركز في إحدى ورشات عمله على الدعوة لتشكيل "لوبي سوري" ضاغط يركز على القضايا التي تهم السوريين الأمريكيين داخل أمريكا و خارجها فيما يخص الملف السوري و كيفية إعادة تقييم أداء الجالية السورية و توحيد جهودها ووضع أهداف مستقبلية تصب في مصلحة السوريين".
وأوضحت في تصريح لـ"أورينت نت" أن "الهدف حالياً الضغط لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، و ملف المعتقلين والمعتقلات في سوريا و غيرها من الملفات المرتبطة بذلك، بدءاً من الملف التركي السوري و الإيراني السوري و الأمريكي السوري و غيرها من الملفات الحساسة".
وقالت أيضاً: نسعى إلى البحث عن آلية تنظيم لتحرك السوريين بالنسبة إلى مراسلاتهم مع الكونغرس والمظاهرات وغيرها، لتوحيد الجهود والدعوة إلى لقاءات دورية لتحضير وتنفيذ المبادرات بشكل مؤسساتي،لم يخف من تحدثنا معهم صعوبة توحيد الجمعيات والمنظمات السورية المعارضة في أمريكا، إلا أن الهدف الحالي، بحسب القائمين على اللقاء القادم، يركز على محاولات تقريب وجهات النظر بين الأطراف السورية، وإذابة الجليد بين جميع المكونات، الأمر الذي يتوقع أن يزيد من ثقل الصوت السوري وتأثيره على الإدارة الأمريكية.
التعليقات (5)