استقالة تراس تكشف عمق أزمة بريطانيا وأوروبا.. وبوتين يعيش النشوة

استقالة تراس تكشف عمق أزمة بريطانيا وأوروبا.. وبوتين يعيش النشوة

في أول تعليق لها سخرت روسيا الخميس، من إعلان استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس بعد 6 أسابيع فقط من توليها الحكم وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية في بريطانيا والقارة الأوروبية.

وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تليغرام، بعد دقائق من إعلان تراس استقالتها، إن "بريطانيا لم يسبق أن شهدت مثل هذا العار الذي تسبّب به رئيس للوزراء".

ووضعت زاخاروفا كلمة "عار" مشطوبة وكأنها استبدلتها بعبارة "رئيسة الوزراء"، للتشديد على الطابع الساخر لتعليقها.

وأضافت "سنتذكر خوذة على دبابة، وجهلاً كارثياً، وجنازة الملكة فوراً بعد لقائها ليز تراس".

وكانت المتحدثة الروسية تشير إلى صورة لليز تراس نشرت في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني ظهرت فيها على متن دبابة للجيش البريطاني في إستونيا تضع خوذة، وكانت لا تزال وزيرة للخارجية.

وكانت تراس تفقدت قوات بريطانية في ذروة توتر بين موسكو والغرب، قبل بضعة أسابيع من الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي أدى إلى تدهور تاريخي للعلاقات بين لندن وموسكو.

وبعد تعيينها في بداية سبتمبر/أيلول الماضي، التقت تراس الملكة إليزابيث الثانية قبل يومين فقط من وفاتها.

أزمة اقتصادية تطيح بتراس

وأعلنت تراس، الخميس، استقالتها من منصبها، بسبب تداعيات الخلاف داخل حكومتها بشأن سبل مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وذلك إثر أزمة اقتصادية كان أحد أركانها غزو بوتين لأوكرانيا.

وقالت تراس في خطاب الاستقالة وفق ما نقلت بلومبيرغ: "لقد توليت منصبي في وقت يشهد عدم استقرار اقتصادي ودولي كبير، كانت العائلات والشركات قلقة بشأن كيفية دفع فواتيرهم. تهدد حرب بوتين غير الشرعية في أوكرانيا أمن قارتنا بأكملها، وقد تأخر بلدنا لفترة طويلة بسبب النمو الاقتصادي المنخفض".

وتابعت: "لقد انتخبت من قبل حزب المحافظين بتفويض لتغيير هذا، لقد وضعنا رؤية لاقتصاد نمو ضرائب منخفضة ومرتفع يستفيد من حرية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي..".

وجاءت استقالة تراس المتوقعة عقب 6 أسابيع فقط من تولّيها المنصب وبعد أيام من ضغوط اضطرّتها إلى الاعتذار الأربعاء لارتكابها أخطاء، عقب تراجعها عن خطة اقتصادية أثارت فوضى في الأسواق، لكنها في الوقت نفسه رفضت مطالبة المعارضة لها بالاستقالة من منصبها.

تراس وروسيا

وعُرف عن تراس معارضتها الشديدة لروسيا وأجرت في أول يوم من توليها منصبها محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعربت فيها عن أملها بالتعاون والتنسيق بين البلدين لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتعمدت بريطانيا في عهد تراس القطيعة مع موسكو بخلاف دول أخرى مثل فرنسا وألمانيا، في حين تعهّدت بزيادة الإنفاق الدفاعي من مستواه الحالي البالغ 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.

ويرى مراقبون أن استقالة تراس جاءت كإحدى نتائج الغزو الروسي لأوكرانيا وما أفرزه من أزمات مختلفة على الصعيد الدولي كان في مقدمتها أزمة الطاقة.

ويقول المختص بالشؤون السياسية عبد المجيد الشيخ إن بوتين والمسؤولين الروس استهزؤوا باستقالة تراس لافتقادهم الديمقراطية في بلادهم التي تتربع على قمة الاستبداد والديكتاتورية.

فيما ذهب المحلل السياسي محمد عبد الحليم للقول بأن "بريطانيا، ملكة السياسة ومهارتها، تعيش حالة عجيبة من التخبط السياسي الداخلي. استقالة تراس رئيسة الوزراء بعد توليها منصبها بعدة أسابيع يعكس التخبط الحالي، وفرنسا جارتها في حالة من الفوضى والهرج، استطاع بوتين أن يضع مسامير عدة في نعش أوروبا الغربية، كانوا مغفلين مثلنا!!".

بينما استعرض آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي ما تشهده القارة الأوروبية من أزمات بعد حرب بوتين على أوكرانيا، مشيرين إلى أن الأمور لن تقف عند هذا الحد فقط، بل ستطال دولاً أوروبية أخرى، إذ سبق تراس استقالة رئيس وزراء إيطاليا بينما تتواصل المظاهرات في ألمانيا وفرنسا.

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات