أول تعليق رسمي روسي على توسع ميليشيا الجولاني بعفرين: تركيا والغرب مخطط واحد

أول تعليق رسمي روسي على توسع ميليشيا الجولاني بعفرين: تركيا والغرب مخطط واحد

اتهمت روسيا تركيا بالعمل على تحويل ميليشيا الجولاني (هيئة تحرير الشام) المصنّفة على قوائم الإرهاب الدولي، إلى "معارضة معتدلة" من خلال السماح لها بالسيطرة على مناطق الشمال السوري، في أول تعليق روسي رسمي على توسع سيطرة "تحرير الشام" إلى مناطق ريف حلب الخاضع لسيطرة (الجيش الوطني) المدعوم تركيا.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، في لقاء مع صحيفة (الوطن) الموالية، إن "هناك محاولات تركية لتحويل المنظمة الإرهابية المسماة (هيئة تحرير الشام) والتي تُعتبر جزءاً من القاعدة لما يسمى (معارضة معتدلة)، وهذا يتم رغم قرار الأمم المتحدة الذي يعتبر هذه المنظمة إرهابية بالطابع الإرهابي لهذه المنظمة".

وأضاف لافرنتييف متهما التواطؤ بين أنقرة والغرب، أن تركيا تتمتع بدعم من بعض الدول الغربية للمضي في تلك المحاولات، معتبراً أن هدف تلك الخطوات التي تقوم بها تركيا هو "إبعاد إمكانية فرض الحكومة السورية لسيادتها على تلك المناطق، وإمكانية الوصول لحلول لإعادة الدولة السورية سيادتها على كامل أراضيها".

وعاود المسؤول الروسي اتهام أنقرة بأنها لم تنفّذ كامل التزاماتها في الاتفاقيات الموقعة مع بلاده بخصوص مناطق المعارضة شمال غرب سوريا، والتي تنص على وقف إطلاق النار ومحاربة الجماعات المصنفة على قوائم الإرهاب بالنسبة للطرفين، معتبرا أن عودة العلاقات بين حليفه نظام أسد وأنقرة مرتبطة بوقف تركيا دعم "المجموعات الإرهابية المسلحة".

ويعدّ التصريح الروسي الأول من نوعه تجاه المتغيّرات في خارطة السيطرة العسكرية في الشمال السوري، آخر معاقل الثورة السورية، ولا سيما النزاع الفصائلي المتواصل منذ أسبوع، والذي أدى لدخول ميليشيا الجولاني (تحرير الشام) إلى مناطق عفرين ومحيطها ومحاولة السيطرة على مدينة إعزاز، مقابل انسحاب الفصائل التابعة لـ "الجيش الوطني" من تلك المناطق.

سبق تلك التصريحات، رسالة روسية "مبطّنة" لتركيا، تمثّلت بغارات روسية مفاجئة على مواقع تابعة لـ (الجيش الوطني) في محيط مدينتي إعزاز وعفرين شمال حلب، وذلك بعد يوم على اقتحام ميليشيا الجولاني مدينة عفرين والسيطرة عليها خلال اشتباكات مع (الفيلق الثالث).

وشهدت مناطق ريف حلب خلال الأيام الماضية نزاعات فصائلية تمثلت باشتباكات عنيفة بين ميليشيات (الجولاني) وحلفائه (العمشات والحمزات) من جهة، وبين ميليشيات (الفيلق الثالث) التابع للجيش الوطني، وانتهت تلك الاشتباكات بوقف جزئي لإطلاق النار بعد تدخل الجيش التركي ونشر آلياته في المنطقة وإجبار "تحرير الشام" على سحب قواتها من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا في عفرين ومحيطها شمال حلب.

وتنظر روسيا إلى الأحداث الأخيرة وتبدّل كفة القوة المسيطرة في ريف حلب على أنها خطة معدّة مسبقاً لصهر تحرير الشام في التشكيلات الموالية لأنقرة، وكان قد حذّر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف من هذه الخطوة في تصريح صحفي مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2021، حين أكد "ضرورة عزل الإرهابيين وفي مقدمتهم هيئة تحرير الشام"، حيث يخضع الشمال السوري إلى اتفاقيات تركية - روسية ضمن تفاهمات "آستانة" التي حددت منطقة إدلب منطقة خفض تصعيد، بينما تعتبر أرياف حلب الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا، مناطق وقف إطلاق نار، ويعد دخول "تحرير الشام" ريف حلب تهديدا لتلك التفاهمات بين موسكو وأنقرة.

واعتبر محللون حينها أن الغارات الروسية الأخيرة على ريف حلب، تحمل أبعاداً سياسية ورسائل شديدة من قبل موسكو، مختصرها أنها ترفض توسع نفوذ هيئة تحرير الشام باتجاه ريف حلب، وتتمسك بضرورة إيفاء أنقرة بتعهداتها السابقة بتفكيك الهيئة، ومنع محاولات تمييعها ودمجها ضمن مكونات الفصائل الموالية لتركيا.

وبحسب المحلل العسكري العقيد المنشق "عبد الجبار عكيدي"، فإن الغارات الروسية تمثّل رسالة واضحة على استمرار استخدام الروس لميليشيا الجولاني كذريعة دائمة لقصف الشمال السوري، بحجة استهداف التنظيمات الإرهابية، خاصة أن الاتفاق الروسي- التركي يؤكد على حل "هيئة تحرير الشام" وفصل الجماعات الراديكالية عن بقية فصائل المعارضة، وعليه تم اتفاق سوتشي عام 2018، وتدعيم اتفاق وقف إطلاق النار عام 2021.

التعليقات (1)

    مممن

    ·منذ سنة 6 أشهر
    😴
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات