من أصول مهاجرة وحاربت اللاجئين.. من هي وزيرة الداخلية البريطانية التي استقالت بسبب إيميل؟

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، المعروفة بمعاداتها للاجئين تقديم استقالتها من حكومة ليز تراس، وفق ما نقلت وسائل الإعلام البريطانية، الأربعاء، بعد إرسال مستند رسمي من بريدها الإلكتروني الشخصي، في "انتهاك تقني" لقواعد الحكومة.

وقالت برافرمان في رسالة إلى رئيسة الوزراء ليز تراس نشرت على تويتر "لقد أخطأت، أتحمّل المسؤولية، أستقيل" وذلك في ذروة أزمة ثقة تعانيها حكومة تراس جراء الأزمة الاقتصادية في المملكة المتحدة.

وأضافت أن لديها "مخاوف جدّية" إزاء التزام الحكومة باحترام الالتزامات التي تعهدت بها للناخبين في الانتخابات الأخيرة.

وأضافت الوزيرة في خطاب الاستقالة أن الحكومة بحاجة لمسؤولين "يعترفون بالأخطاء، ويتحملون تبعاتها".

وأضافت أنه "لو تصوّرنا أننا لم نخطئ وأملنا أن الأمور سوف تنصلح بشكل سحري، فإن هذا ليس من صميم السياسات الجادة"، وفق ما نقلت BBC عربي.

ولاحقا عيّنت رئيسة الوزراء البريطانية وزير النقل السابق غرانت شابس وزيراً للداخلية خلفاً لبريفرمان التي أمضت 43 يوماً فقط في المنصب.

وتأتي استقالة وزيرة الداخلية بعد ساعات من اعتذار رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس لارتكابها أخطاء، عقب تراجعها عن خطة اقتصادية أثارت فوضى في الأسواق، لكنها في الوقت نفسه رفضت مطالبة المعارضة لها بالاستقالة من منصبها.

من خلفية مهاجرة ولا ترحّب بالمهاجرين

وتنتمي برافرمان البالغة من العمر 42 عاماً، لأسرة من والدين إفريقيين، من كينيا وموريشيوس، هاجرا إلى بريطانيا في ستينات القرن الماضي.

وكانت من أشدّ مؤيدي خطط الوزيرة السابقة بريتي باتيل إرسال المهاجرين من بريطانيا إلى رواندا، وفق تقرير سابق للغارديان.

وواجهت برافرمان انتقادات لاذعة بعدما قالت إن عدداً كبيراً جداً من العمال المهاجرين ذوي المهارات المتدنّية لا يسهمون في الاقتصاد، وذلك بالتزامن مع مراجعة سياسة الهجرة في بريطانيا عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي.

كما هاجمت الوزيرة التي دعت إلى خفض معدلات الهجرة الطلاب الدوليين لجلبهم عائلاتهم إلى بريطانيا، مضيفة في تصريحات سابقة مطلع الشهر الجاري أن "هؤلاء الناس يأتون إلى هنا، وهم لا يعملون بالضرورة أو يعملون في وظائف لا تتطلب مهارات عالية، ولا يسهمون في تنمية الاقتصاد البريطاني".

وكتب أحد المستخدمين على تويتر: "شخص آخر متعصب ويبدي كراهية للأجانب مسؤول عن وزارة الداخلية وعازم على إيذاء طالبي اللجوء الضعفاء وضحايا العبودية الحديثة فيما تستفيد هي من السماح لوالديْها المهاجرَين الاقتصاديَين بالاستقرار في المملكة المتحدة".

Another bigot and xenophobe in charge of the Home Office who is intent on harming vulnerable asylum seekers and victims of modern slavery whilst benefiting from her economic migrant parents being allowed to settle in the UK.https://t.co/CnLutIeAvJ

— Aunty Fah #IStandWithPalestine #BlackLivesMatter (@FahAunty) October 2, 2022

وقد انخفض عدد العمال داخل الاتحاد الأوروبي وبلغ صافي الهجرة إلى بريطانيا 239 ألفاً في يونيو/حزيران 2021، وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني.

ووسعت الحكومة البريطانية مخطط العمالة الموسمية (SWS) هذا العام للسماح لـ30 ألف مهاجر مؤقت بالقدوم إلى البلاد لمدة تصل إلى ستة أشهر فقط، مع احتياطي يصل إلى 10 آلاف تأشيرة إضافية إذا لزم الأمر.