ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن روسيا قلّصت دورها العسكري في سوريا بما في ذلك التنسيق مع الجانب الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، بالتوازي مع سحب عدد كبير من قواتها من الأراضي السورية على خلفية خسائرها المتزايدة في أوكرانيا، الأمر الذي قد يغيّر قواعد الاشتباك بالنسبة لإسرائيل في سوريا.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن "مسؤولين غربيين رفيعي المستوى ومسؤول عسكري إسرائيلي كبير (طلب عدم الكشف عن هويته)" أن موسكو نقلت مؤخرًا بعض قواتها ومنظومة دفاع جوي روسي (S-300) من سوريا، "ما أدى إلى إزالة أحد القيود الرئيسية على الجيش الإسرائيلي في سوريا".
وبحسب المسؤولين الغربيين فإن عدد القوات الروسية التي تم سحبها من سوريا، تراوحت بين 1200 و 1600 جندي ، بينما رجح مسؤول آخر أنها أكبر بكثير، وفقاً للصحيفة التي أكدت أن جميع المصادر "اتفقوا جميعاً على خفض عدد القوات الروسية المقاتلة" في سوريا.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي للصحيفة الأمريكية إنه تم إعادة سحب العديد من القادة الروس من سوريا إلى أوكرانيا، بينما أصبحت القيادة العسكرية الروسية في موسكو أقل مشاركة في إدارة العمليات العسكرية والأمنية في سوريا، "بما في ذلك التنسيق العسكري مع إسرائيل".
وأكد التقرير الغربي أن إزالة الاحتلال الروسي لمنظومة الدفاع الجوي S-300 من سوريا، جاء على خلفية الغزو الروسي المتعثر لأوكرانيا، ولا سيما بعد الخسائر الكبرى التي مُني بها الجيش الروسي في الفترة الأخيرة أمام الجيش الأوكراني المزوّد بأسلحة غربية نوعية.
وكانت روسيا بدأت بتقليص قواتها وكذلك سحب منظومة صواريخ الدفاع الجوي من سوريا خلال الأشهر الماضية، بفعل خسائرها المتتالية في أوكرانيا ولتعويض النقص في قطع السلاح، وأعلنت شركة "إيمدج سات إنترناشيونال" للاستخبارات الفضائية الإسرائيلية، في أيلول الماضي، أن روسيا أعادت شحن نظام الدفاع الجوي المتقدم "إس-300" من سوريا إلى موسكو وسط غزوها لأوكرانيا.
ونشرت الشركة حينها صوراً تُظهر أن نظام "إس-300" الموجود في شمال غرب سوريا قد تم تفكيكه خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن كان موجوداً بالمنطقة لعدة سنوات، وبحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن نظام الدفاع الجوي الروسي نُقل إلى ميناء طرطوس، حيث تم شحنه إلى ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود.
وكانت روسيا قدّمت نظام الدفاع الجوي المتقدم "إس-300" لنظام أسد عام 2018، وذلك في أعقاب إسقاط طائرة تجسس روسية من قبل ميليشيات أسد التي كانت تحاول الرد على غارة إسرائيلية فوق المجال الجوي السوري، ما أسفر عن مقتل 15 من أفراد الطاقم الروسي.
وتدخلت روسيا بأسطولها العسكري بشكل رسمي لدعم نظام أسد أواخر أيلول 2015، وساهم تدخلها بترجيح كفة السيطرة لمصلحة حليفها أسد، مقابل ارتكاب مئات المجازر وتدمير المدن السورية من دمشق إلى حلب وغيرها من المناطق، غير أن الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في شباط الماضي، دفع موسكو لسحب العديد من قواتها وتقليل النشاط العسكري في سوريا، بسبب الخسائر الكبرى لجيش بوتين في المستنقع الأوكراني.
وتصر إسرائيل على التصدي للوجود الإيراني في سوريا باستهداف مواقع وأرتال تلك الميليشيات التي تشكل خطر على حدودها بحسب التصريحات الإسرائيلية، في ظل أزمات دبلوماسية وسياسية بين الروس والإسرائيليين بسبب الغزو الإيراني لسوريا وما يقابله من غطاء روسي دفعه للتمدد حتى الحدود الإسرائيلية.
التعليقات (0)