مع بداية كل عام دراسي في لبنان تطفو على السطح الصعوبات التي يواجهها الطلاب السوريون الراغبون بالحصول على التعليم في المدارس والجامعات اللبنانية، ما يزيد الضغوط على عائلاتهم خاصة في ظل السياسة اللبنانية المتّبعة تجاه اللاجئين السوريين، والحديث عن إعادتهم إلى سوريا رغم التحذيرات الأممية أن الوضع ما يزال ليس آمناً في سوريا.
ولا تقتصر تلك الصعوبات والعقبات على طلاب المدارس بالمراحل التعليمية المختلفة، بل تتعدى ذلك إلى طلاب الجامعات الحكومية وحتى الخاصة منها.
3 عقبات
ويعدّ الحصول على تصريح إقامة الذي وُضع كشرط للتسجيل والجامعات أصعب ما يعانيه الطلاب السوريون في لبنان، إضافة إلى رفض السلطات اللبنانية لمطالب منظمات دولية بدمج الطلاب السوريين واللبنانيين في المدارس بدوام قبل الظهر، فضلاً عن الوضع الاقتصادي المتردي للاجئين السوريين.
وقالت مراسلتنا في لبنان إيلينا بو نعمة، إن الطلاب الذي يريدون الالتحاق بالمدارس تواجههم صعوبات أكثر من الطلاب الذين يريدون استكمال تعليمهم في الجامعات اللبنانية الحكومية.
وأوضحت أن هناك سوريين يعانون من صعوبات بتأمين أوراق ثبوتية لأبنائهم عند محاولة تسجيلهم في المدارس، خاصة إذا كانوا لا يمتلكون مثل هذه الثبوتيات في الأساس أو فقدوها قبل لجوئهم إلى لبنان.
في حين أن التسجيل في الجامعة يكون أسهل بحسب مراسلتنا، خاصة وأن الطلاب يكونون على دراية بالأوراق المطلوبة منهم، والتي من بينها تصريح الإقامة الذي اشترطته الجامعات منذ العام الماضي.
ولفتت إلى أن معظم الطلاب السوريين المتقدمين للتسجيل في الجامعات اللبنانية يكونون ممن حصلوا على الشهادة الثانوية في لبنان ويريدون استكمال تعليمهم في الجامعات الحكومية، وكذلك في الجامعات الخاصة.
وأوضحت أن الجامعات اللبنانية لم تفتح الباب لتسجيل الطلاب لديها، بسبب إضراب أساتذة الجامعات، ومن المتوقع أن يبدأ التسجيل في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وعن قرار منع دمج الطلاب السوريين بنظرائهم اللبنانيين في المدارس، قالت مراسلتنا إن القرار أُلغي بعد أن فرضت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) سياسة الدمج في المدارس، رغم اعتراض السلطات التربوية في لبنان، وصار بإمكان الطلاب السوريين الدوام في المدارس قبل وبعد الظهر.
خطابات تمييزية
ووفق ما نشر "مركز وصول لحقوق الإنسان" الشهر الماضي، يوجد في لبنان قرابة نصف مليون لاجئ سوري في سن التعليم المدرسي.
وأشار المركز إلى أن الأزمة الاقتصادية في لبنان وارتفاع عبء نفقات الدراسة تزيد من حرمان أطفال اللاجئين حقهم في التعليم، وعلى الجهات المعنية الاستجابة الفورية لضمان حماية الحقوق الأساسية للأطفال.
وذكر أن هناك خطابات رسمية تمييزية بحق الطلاب اللاجئين السوريين في لبنان بالتزامن مع موسم العودة إلى المدارس، ما يضع مستقبلهم أمام تحديات كبيرة.
ودعا المركز وزارة التربية اللبنانية لتسهيل تسجيل أطفال اللاجئين السوريين الذين لا يملكون إقامة قانونية لأسباب خارجة عن إرادتهم.
مبادرات سابقة
وكانت "رابطة الطلاب الجامعيين في لبنان" قالت في بيان بوقت سابق من العام الحالي، إن الطلبة من اللاجئين السوريين لم يتمكنوا من التسجيل في الجامعات، مشيرة إلى أن العام الحالي هو الأول الذي يتم فيه فرض شرط الإقامة على الطلاب.
وتقدمت الرابطة حينها بعدة طلبات لتيسير عملية استكمال الطلاب السوريين تعليمهم في الجامعات، منها استبدال شرط الإقامة بوثيقة أو شيفرة التسجيل لدى مفوضية اللاجئين، ودفع الرسوم بالليرة اللبنانية وليس بالدولار الأمريكي.
كما طالبت بتسوية أوضاع الطلاب السوريين لدى وزارة التربية اللبنانية والسماح لهم بمعادلة شهاداتهم دون الشروط التعجيزية التي لا يستطيع الطلبة تأمينها من تسلسل دراسي وحركة مرور وخروج، خاصة أنهم لجؤوا إلى لبنان هرباً من الحرب ولم يدخلوا البلاد بشكل نظامي، كما إن الكثير من المدارس التي تعلّموا فيها هُدّمت خلال المعارك.
ويعيش في لبنان نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري، 850 ألفاً منهم مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وكانت مفوضية اللاجئين أكدت قبل أيام أنها لن تسهّل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، بعد أن أعلن الرئيس المنتهية ولايته اللبناني ميشيل عون، أن لبنان سيبدأ بترحيل الدفعة الأولى من السوريين هذا الأسبوع.
وطالبت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الحكومة اللبنانية بوقف خططها الرامية لإعادة السوريين بشكل جماعي، وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة (ديانا سمعان) إن ما تقوم به السلطات بلبنان يعرّض اللاجئين عن عِلم لخطر مواجهة أشكال بشعة من الانتهاكات والاضطهاد في سوريا.
التعليقات (0)