استفاقت العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الإثنين، على أصوات انفجارات هائلة ناتجة عن هجوم روسي بطائرات مسيّرة انتحارية (إيرانية الصنع)، وفق ما أفاد مسؤولون أوكرانيون ووسائل إعلام غربية.
وكتب رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك، عبر "تلغرام" أن كييف تعرّضت لهجوم من قبل ما يسمّى بطائرات "كاميكازي" بدون طيار.
وأضاف يرماك: "الروس يعتقدون أن ذلك سيساعدهم"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
من جانبه، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، عبر "تلغرام"، إن عدة انفجارات هزّت منطقة شيفتشينكيفسكي بوسط العاصمة.
وذكر كليتشكو أن "رجال الإنقاذ في الموقع"، مشيراً إلى أن حريقاً اندلع في مبنى غير سكني.
إسقاط 37 طائرة
إلى ذلك، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إحنات إن أوكرانيا دمّرت 37 طائرة مسيّرة روسية منذ مساء الأحد، أي نحو 85-86 بالمئة من العدد المتورّط في الهجمات.
وذكر إحنات أن "إسقاط المسيّرات هو نتيجة جيدة لعمل دفاعاتنا الجوية وهذا العدد سيرتفع في المستقبل"، لافتاً إلى أن جميع الطائرات المسيّرة انتقلت إلى أوكرانيا من الجنوب.
إيران تنفي تزويد روسيا بالأسلحة
ونفى المتحدث الرسمي باسم خارجية النظام الإيراني ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي اليوم، إرسال أي أسلحة إلى الأطراف المتورّطة في الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن التقارير بهذا الشأن لها أهداف سياسية.
وزعم كنعاني أنه "مثلما كانت إيران ضد الحرب في سوريا والعراق، نحن أيضاً ضد الحرب في أوكرانيا. لقد بذلنا جهودنا لإنهاء النهج العسكري".
وأضاف: "من المفارقات المريرة أن الدول التي تصدّر ملايين الدولارات من الأسلحة إلى جانب واحد من الحرب بدأت حرباً دعائية ضد إيران. إذا كانوا مع السلام، فماذا يعني هذا القدر من إرسال السلاح؟ إيران تبحث عن حل سياسي وسنحاول أن نفعل ذلك بهذه الطريقة".
ولكن بالمقابل كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلت عن مسؤولين أمنيين أمريكيين قولهم إن إيران تخطط لإرسال صواريخ وطائرات مسيّرة إلى روسيا لمحاربة أوكرانيا.
وبحسب المسؤولين، تعمل إيران على تعزيز التزامها بتوريد الأسلحة للهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث وافقت سراً على إرسال ليس فقط طائرات بدون طيار هجومية ولكن أيضاً ما وصفه بعض المسؤولين بأنه أول صواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع مخصّصة للاستخدام ضد المدن الأوكرانية ومواقع القوات الأوكرانية.
اشتباكات في دونباس
ويأتي الهجوم الروسي بالطائرات المسيّرة وسط استمرار الاشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية على أكثر من جبهة في إقليم دونباس شرق أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس، إن "النقاط الساخنة الرئيسية في دونباس هي سوليدار وباخموت.. هناك قتال عنيف جداً يجري هناك".
وشهدت مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون معارك عنيفة في نهاية هذا الأسبوع، وتشكّل هذه المناطق ثلاثاً من المناطق الأربع التي قالت روسيا إنها ضمّتها الشهر الماضي بعد إجراء ما وصفته بالاستفتاءات، التي نددت بها كييف والحكومات الغربية ووصفتها بأنها غير شرعية وقسرية.
وكانت كييف تعرّضت للقصف من القوات الروسية أثر هجوم جوي روسي عنيف على عدة مدن أوكرانية رداً على انفجار على جسر كيريتش الذي يربط روسيا وشبه جزيرة القرم.
خلاف حول الدِّين
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، مقتل وإصابة نحو 25 شخصاً بهجوم مفاجئ على ساحة للتدريب على الرماية في مقاطعة بيلغورود قرب الحدود مع أوكرانيا جنوب غرب البلاد.
وبحسب بيان الوزارة، أطلق شخصان النار من أسلحة خفيفة على أفراد إحدى الوحدات ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وجرح 15 آخرين نُقلوا على إثرها إلى المستشفى حيث تفاوتت جروحهم ما بين المتوسطة والخطرة.
وبحسب ما نقلت "رويترز"، ذكرت الوزارة أن المهاجمين ينحدران من جمهورية سوفيتية سابقة دون الخوض في التفاصيل.
وقال المسؤول الأوكراني الكبير أوليكسي أريستوفيتش، إن الرجلين من جمهورية طاجيكستان ذات الأغلبية المسلمة في آسيا الوسطى وفتحا النار بعد خلاف حول الدِّين.
يُذكر أن السلطات في بيلغورود الروسية زعمت مراراً أن أوكرانيا هاجمت أهدافاً في المدينة بما في ذلك خطوط الكهرباء ومخازن الوقود والذخيرة في حين لم تعلن كييف مسؤوليتها عن الهجوم.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر في الحادي والعشرين من أيلول الماضي بتعبئة "جزئية" لعناصر الاحتياط بهدف إرسالهم للقتال في أوكرانيا عقب سلسلة الخسائر التي مُني بها على الجبهة.
التعليقات (0)