أطلق اللاجئ السوري بهاء زيادة وزوجته ولاء مبادرة لتعليم اللغة العربية في ألمانيا ولهذا الغرض أسسوا مدرسة باسم "حديقة اللغة العربية" وهي تعدّ من أفضل المشاريع التي تساعد الأطفال على تعلم اللغة العربية في ألمانيا.
وللتعرف أكثر على مشروع تعليم اللغة العربية التقت "أورينت نت" بالزوجين السوريين "بهاء وولاء".
وذكر بهاء زيادة وهو طالب ماجستير بقسم المعلوماتية الطبية في جامعة توبنعن في ألمانيا، إن عدة أسباب دفعته لإطلاق مشروعه التعليمي أهمها حبه للعمل التطوعي لخدمة الثقافة العربية، ووجود مبادرات في ألمانيا وجمعيات أسست لتعليم اللغة العربية ولكن هذه الجمعيات خاضعة لتجاذبات لذلك بقيت حياديا عن هذه التجاذبات وبدأت تأسيس هذا المشروع، مضيفا بأنه أطلق على هذا المشروع اسم حديقة اللغة العربية لأنه لا ينحصر بتعليم اللغة العربية ولكي لا يتكون لدى الطفل عقدة من المدرسة لأن الدراسة بالعربية تنحصر في عطلة نهاية الأسبوع لذلك في حديقة اللغة العربية يتعلم الطفل ويلعب مع أصدقائه ويرسم، فالفكرة هي تعليمية ترفيهية.
كيف تم التأسيس للمشروع
وقال زيادة قمنا في جميعة support group network بمراسلة بلدية شتوتغارت التي تدعم المشاريع التي تدعم الاندماج الثقافي والاجتماعي للمهاجرين في ألمانيا وكان الرد إيجابيا وبعد حصولنا على الموافقة وحصلنا على مكان يوم الأحد في إحدى المدارس الابتدائية، وبدأنا العمل في المدرسة ولكن فوجئنا بالعدد الكبير بالرغم من عدم وجود إعلانات كافية حيث كان هناك حوالي 40 طفلا تم تسجيلهم وبعد اليوم الأول وصل العدد إلى 90 طالبا، والآن لدينا 130 طفلا.
آلية العمل
لدينا فترتان صباحية ومسائية وكل فترة مدتها ساعتان كذلك لدينا 9 معلمات، وتم تقسيم العمل بحيث إن المعلمة التي لديها فترة صباحية لا تأتي للدوام المسائي كي لا تشعر بالإرهاق كون العمل تطوعياً أساسا، والصفوف الموجودة من صف التحضيري (الروضة) حتى الصف السادس .
وأشار إلى أنه عند انتهاء الطفل من كل صف يستلم جلاء مدرسياً (شهادة حضور) ولكن هذا لايعني بأن الطفل يعادل مثلا طالب صف سادس في المدارس الموجودة بالبلدان العربية فنحن لانريد إيهام الطفل، المهم لدينا أن يتمكن الطفل بعد أن ينهي تعلم العربية لدينا يصبح مؤهل للحصول على شهادة b2 باللغة العربية من أي معهد مختص.
وبين أن المدرسة لها نشاطات أخرى مثل التخييم وهي رحلة للطلاب في العطلة الصيفية في إحدى المناطق السياحية في ألمانية حيث تم اصطحاب الأطفال مع أمهاتهم وكانت تجربة ناجحة بالإضافة للتخييم هناك نشاطات مثل معارض الكتاب والندوات والمحاضرات.
الصعوبات
وأوضح أن أكبر صعوبة هي المكان لأن المكان الحالي هو ثاني مكان يتم نقل المشروع إليه وفقدنا عدداً من الأهالي بسبب تغيير المكان والبعد وطبيعة المكان باعتبار أن المكان الأول كان مدرسة ألمانية، وكذلك موضوع التزام الكادر التعليمي كون العمل تطوعيا وكون المتطوعين من المعلمين يقتطعون هذا اليوم من راحتهم باعتبار أن المدرسة العربية يوم الأحد وهو يوم عطلة في ألمانيا.
ولفت إلى أن هناك صعوبة بموضوع انتقاء كادر مؤهل، فهناك عدد من الأشخاص لديهم رغبة كبيرة للتطوع في المدرسة ولكن ليس كلهم لديهم خبرة ومؤههلات.
وعن موضوع التمويل، قال زيادة إنه عندما أطلق المشروع 2018 قامت بلدية شتوتغارت بدعمه لمدة 3 سنوات ولكن هذا العام لا يوجد دعم للمدرسة، ويقوم هو بدفع عدد من الفواتير من حسابه الخاص كما إنه لايبخل في شراء أي مواد أو كتب تساعد الطفل في تعلم العربية، موضحا أن الدعم يقتصر على ثمن متطلبات المدرسة وربما أجور المواصلات للمعلمين.
المشروع بعد دخوله السنة الرابعة
أكد أن نجاح المشروع سببه الأهالي والأطفال لأنهم هم أصحاب المشروع الحقيقيين، كذلك يرى بأن المشروع ناجح كونه استطاع الاستمرار والمتابعة بالرغم من وجود صعوبات وعوائق، لكن الأهالي آمنوا به بالرغم من أنهم محبطون عندما جاء أولادهم في بداية المدرسة ولا يتكلمون العربية، موضحا أن أكثر شيء يجعله راضيا عن المشروع هو مجيئ الأطفال برغبة وشغف إلى المدرسة وتعلقهم بها.
وذكر بأنه يعمل على تكوين علاقات بين الأهالي من خلال اجتماع أولياء الأمور، كذلك خصص لهم مجموعة على الوتساب لأخذ آرائهم ومناقشتهم في بعض الأمور المتعلقة بالمدرسة، مشيداً بالكادر التدريسي الذي يبذل جهدا كبيرا من أجل تعلم الأطفال.
وأشار إلى أن الفضل الكبير في استمرارية المشروع يعود أيضا لباقي أعضاء الجمعية المرخصة في ألمانيا بسبب دعمهم ومساهمتهم في تقديم النصائح والاستشارات لتطوير المشروع ورفع سوية إنتاجيته والوصول لفئة أكبر من المجتمع.
الخطوة الأولى
بدورها، قالت ولاء وهي صيدلانية وطالبة تقانة، والمديرة التنفيذية للمشروع وإحدى المعلمات ولها خبرة لعدة سنوات في التعليم سواء الواقعي أو الافتراضي، إن الخطوة الأولى لتعليم الأطفال اللغة العربية خاصة بالنسبة لغير الناطقين هي دمج الطفل في البداية مع الأطفال الناطقين بالعربية ولكن هنا لدينا صعوبة وهي أن تتقن المعلمة اللغة الألمانية حتى تتواصل مع الطفل كي يتخطى المرحلة الأولى.
وتحث ولاء الأهالي على تعليم أطفالهم العربية في البيت لأن المدرسة غير كافية خاصة أن المدرسة العربية هي يوم واحد في الأسبوع وعندما يصل الطفل للصف السابع ولا يتقن العربية تفقد الأسرة وسيلة التواصل مع أطفالها، وبيّنت أنه حتى لو تأخر الأهالي قليلا في تعليم أطفالهم العربية لكن عليهم إدراك الوقت.
وعن الفرق بين التعليم الافتراضي والواقعي، أكدت ولاء بأن التعليم الواقعي أفضل بكثير كونه يسمح للأطفال بإلقاء واختيار الأصدقاء في حين أن التعليم الافتراضي يحرم الطفل من التحدث مع الأطفال الآخرين واللعب معهم وتكوين أصدقاء، كذلك في التعليم الافتراضي نحن بحاجة إلى التكرار بينما في التعليم الواقعي يستوعب الطفل من المرة الأولى.
يشار إلى أن مدارس تعليم اللغة العربية في ألمانيا شهدت تزايداً ملحوظاً بعد صحوة الأهالي لتعليم أبنائهم لغتهم الأم ولصعوبة تواصل بعض العائلات مع أطفالها بسبب عدم تمكنهم من تحدث اللغة الألمانية.
التعليقات (0)