وصلت الجولة الأولى من المفاوضات بين الفيلق الثالث وميليشيا الجولاني التي جرت بريف إدلب إلى طريق مسدود، في وقت تشتد فيه وتيرة المعارك بين الطرفين وحلفائهما في مناطق شمال حلب وخاصة على أطراف مدينة عفرين، فيما أسفرت المعارك بين الطرفين عن نزوح عشرات العائلات من المخيمات نتيجة القصف والاشتباكات في المنطقة.
الجولاني يفرض 4 شروط
وجرت المفاوضات مساء أمس بين ممثل الفيلق الثالث/الجبهة الشامية (أبو أحمد نور) وبين زعيم ميليشيا الجولاني (أبو محمد الجولاني) في منطقة باب الهوى شمال إدلب، وقد ذكرت مصادر خاصة لـ أورينت، أن الجولاني اشترط إدارة مشتركة لكافة المناطق مع منح الهيئة الإشراف على الملف العسكري والأمني والاقتصادي.
كما فرض الجولاني العديد من الشروط الأخرى منها حصوله على حصة من واردات رسوم المحروقات القادمة من مناطق شمال شرق سوريا عبر معبر الحمران والحفاظ على صلاحيات لجهازه الأمني في غصن الزيتون ودرع الفرات وإبعاد كتل مركزية ضمن جيش الإسلام إلى رأس العين.
عمليات سلب ونهب
وقال مراسل أورينت نت (مهند العلي)، إن عناصر ميليشيا الجولاني بدؤوا بنهب وسلب المنازل والمحلات التجارية في مدينة عفرين بعد السيطرة عليها، حيث أظهرت صور تفريغهم لمحتويات المحلات التجارية والمنازل وتحميلها بوساطة شاحنات وسيارات رباعية الدفع تحت مسمى (غنيمة).
وفيما تتجه أنظار الجولاني إلى إعزاز التي باتت تفصله عنها بضع بلدات فقط، أصدر أهالي وثوار إعزاز بياناً، دعوا من خلاله للنفير العام للوقوف في وجه ميليشيا الجولاني، حيث أبدى أهالي المدينة وفعالياتها الرفض القاطع لدخول هيئة تحرير الشام للمدينة، محمّلين فصائل الجيش الوطني التي ساعدت الهيئة مسؤولية ما يحصل، ومسؤولية الدماء التي سالت خلال عمليات الاستيلاء على المناطق المحررة بريف حلب.
قتلى لميليشيا الجولاني
وفي سياق الاشتباكات، أعلن الفيلق الثالث تمكنه من استعادة السيطرة على بلدة (الشامية) وتلة بلدة (ترندة)، بعد اشتباكات مع ميليشيا الجولاني والفصائل المتحالفة معها، وقد تمكن الفيلق الثالث من أسر 4 عناصر من ميليشيا الجولاني خلال المعارك داخل الشامية، كما أعلن الفيلق تدمير عربة BMB وسيارة مصفحة لميليشيا الجولاني على محور بلدة كفرجنة بريف عفرين بعد استهداف رتل عسكري لها بصواريخ كونكورس، كما تم تدمير دبابة بقذيفة “RPG” للفصائل المتحالفة مع الجولاني في محيط عفرين.
وعلى الجانب الآخر، تمكنت ميليشيات أحرار الشام والحمزات المتحالفة مع ميليشيا الجولاني، من السيطرة على قرية عبلة في ريف مدينة الباب بعد اشتباكات مع الفيلق الثالث، كما تجددت المعارك بين الفيلق الثالث وميليشيا الجولاني وحلفائها على أطراف قرية سوسيان بريف الباب بعد محاولة الأخيرة اقتحام القرية، وسط اشتباكات مماثلة على طريق عفرين - كفرجنة ومحيط بلدة دابق بريف حلب الشمالي، وأطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
وبحسب مراسلنا، فإن القوات المركزية التابعة للفيلق الثالث في جرابلس انضمت إلى فرقة السلطان مراد بعد الضغط والتهديد من قبل حركة أحرار الشام وفرقتي الحمزة وسليمان شاه بمهاجمة المركزية في حال لم تنحاز إلى إحدى الفصائل، كما انضم لواء الفيلق الثالث في جرابلس إلى هيئة ثائرون.
قسد وأسد يستغلون الوضع
ووسط الاشتباكات، قصفت ميليشيا قسد بقذائف المدفعية مخيم (كويت الرحمة) للنازحين في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، الأمر الذي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، فيما أظهرت صور العديد من العائلات التي نزحت من المخيمات وافترشت الأراضي الزراعية بين الأشجار خوفاً من تعرضهم للقصف أو الاستهداف.
وبدأ النزاع الفصائلي بين الميليشيات المسيطرة على الشمال السوري بعد انفضاح تورط ميليشيا "الحمزة" بجريمة اغتيال الناشط الإعلامي "أبو غنوم" وزوجته الأسبوع الماضي، حيث سارعت ميليشيا الجولاني لمؤازرة "الحمزة" بسبب إطلاق فصائل "الفيلق الثالث" مدعومة بالشرطة العسكرية عملية أمنية في مدينة الباب لاجتثاث "فرقة الحمزة" وإحالة قيادييها للمحاسبة.
التعليقات (2)